القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

دور الإعلام الفلسطيني في صناعة القرار السياسي اللبناني المتعلق بقضايا اللاجئين

دور الإعلام الفلسطيني في صناعة القرار السياسي اللبناني المتعلق بقضايا اللاجئين

إعداد: الإعلامي الأستاذ قاسم قصير

هل يمكن الحديث عن "إعلام فلسطيني مستقل" في لبنان يتولى معالجة قضية اللاجئين الفلسطينين في لبنان من مختلف جوانبها ويؤثر في صناعة القرار السياسي اللبناني؟ يبدو الجواب على هذا السؤال صعبًا في ظل حضور الواقع الفلسطيني في كل وسائل الاعلام اللبنانية وعدم حصر الاهتمام بهذه القضية بأبناء القضية فقط. إضافة لوجود عدد كبير من الفلسطينين العاملين في عدد من وسائل الإعلام اللبنانية والعربية وسعيهم الحثيث لإبراز همومهم وقضاياهم من خلال هذه الوسائل ولذلك لابد من القول إنه لا يمكن حصر الاهتمام بقضية اللاجئين الفلسطينين بالإعلام الفلسطيني الصادر عن المنظمات والمؤسسات الفلسطينية الناشطة من لبنان سواء كانت مرتبطة بمنظمة التحرير الفلسطينية أو السلطة الفلسطينية أو بقية القوى الفلسطينية إضافة لمؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني والتي ازدادت نشاطًا وحيوية خلال السنوات العشرين الأخيرة.

ونظرًا لأن الوجود الفلسطيني في لبنان والإعلام الفلسطيني في لبنان يعود لأكثر من خمسين سنة، فإنه لا يمكننا في هذه الحالة من استعراض كل تاريخ الإعلام الفلسطيني ولذلك سأقتصر بالحديث عن النشاط الإعلامي الفلسطيني خلال السنوات العشرة الأخيرة حيث شهدنا العديد من التجارب الهامة والتي لعبت دورًا مهمًا في شرح هموم اللاجئين الفلسطينين، ومن أبرز هذه التجارب "مكتب الخدمات الفلسطيني" الذي كان يحظى برعاية منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح قبل افتتاح السفارة الفلسطينية فقد لعب المكتب دورًا مهمًا في إصدار التقارير والدراسات التي تشرح الوضع الفلسطيني ولكن للأسف تم إقفاله لاحقًا.

كما أن التقارير الصادرة عن المنظمات الفلسطينية التي تهتم بهموم اللاجئين وأهمها "منظمة شاهد" شكلت خطوة هامة في شرح مشاكل اللاجئين وتسليط الضوء عليها وقد أدى نشر هذه التقارير إلى دفع المؤسسات اللبنانية والدولية للاهتمام بهذه القضايا.

أما على صعيد المطبوعات والمنشورات الفلسطينية فرغم احترامي وتقديري لكل هذه التجارب ومنها تجربة "جريدة البراق" الشهرية، فإنني أعتبر أن هذه المطبوعات لم تصل إلى المستوى المطلوب مهنيًا وموضوعيًا لكي يكون لها الحضور الكافي على الصعيد اللبناني وخصوصًا لدى الجهات الرسمية.

في حين أن الحضور الإعلامي الفلسطيني في وسائل الإعلام اللبنانية إضافة لاهتمام وسائل الإعلام اللبناني بقضايا اللاجئين الفلسطينين يلعب دورًا أكثر فاعلية في التأثير على أصحاب القرار وإبراز هموم اللاجئين الفلسطينين وهناك تجارب هامة في هذا الإطار في العديد من وسائل الإعلام اللبناني، كما برز العديد من الإعلاميين اللبنانيين والفلسطينين الذين كان لهم دور فاعل في إبراز هموم وقضايا اللاجئين الفلسطينين.

ولا بد من التوقف أيضًا أمام الأشكال الجديدة من الإعلام الفلسطيني غير التقليدي والذي بدأ يبرز مؤخرًا سواء من خلال الإعلام الإلكتروني حيث شهدنا بروز العديد من المواقع الإلكترونية الفلسطينية واللبنانية التي تركز على قضايا اللاجئين الفلسطينين، أولاً خلال ما يسمى "الإعلام الجديد" (الفايس بوك والتويتر وكل اشكال التواصل عبر الأنترنت)، وصولاً لعقد المؤتمرات والندوات المتخصصة بقضايا اللاجئين الفلسطينين وهمومهم.

كما لا بد من الإشارة لوجود عدد من مراكز الدراسات والأبحاث التي تولي القضية الفلسطينية عامة وقضايا اللاجئين الاهتمام ومنها مؤسسة الدراسات الفلسطينية ومركز الزيتونة للدراسات ومركز باحث ومركز عصام فارس والتي أولت الاهتمام بالقضية الفلسطينية ونجحت في تقديم عدد كبير من الدراسات والأبحاث حول القضية الفلسطينية، إضافة لتقديم اقتراحات لمشاريع عمل حول كيفية معالجة هموم الفلسطينين في لبنان والمنطقة.

لكن هل استطاع الإعلام الفلسطيني اختراق جدار المخيمات ووصل إلى أسماع أصحاب القرار في لبنان؟

حسب متابعتي المتواضعة لواقع هذا الإعلام فأنا أشك بأنه حقق هذا الهدف بل إن الحدث داخل المخيمات أقوى من الإعلام نفسه وهذا ما لاحظناه مؤخرًا خلال أحداث مخيم نهر البارد في شهر حزيران الحالي (2012) وما تلاها من تطورات فقد كانت حركة الناس أقوى من الإعلام الفلسطيني وقد عمد الإعلام اللبناني والعربي والدولي لملء الفراغ.

أما عن مضمون ما يطرحه الإعلام الفلسطيني من مواقف وهموم وتطلعات ومدى كونها محط اهتمام الساسة اللبنانيين فمن خلال ملاحظة عينة عشوائية من الصحف والمطبوعات الفلسطينية الصادرة في لبنان لاحظت أنها تقدم مادة مهمة وضرورية لمواكبة ما يجري في المخيمات وهي مفيدة لأصحاب القرار لكن السؤال هل تصل هذه المطبوعات لأصحاب القرار من وزراء ونواب ورؤساء ومسؤولين معنيين غير رجال المخابرات والأجهزة الامنية؟ والجواب عند المسؤولين عن المطبوعات والأجهزة الإعلامية الفلسطينية.

أما عن مقارنة دور الإعلام الفلسطيني بدور الإعلام اللبناني في طرح قضايا الفلسطينيين وما يمس صورة الفلسطيني في لبنان فأنا أرى أن المنافسة غير قائمة ولا يزال الإعلام الفلسطيني اليوم قاصرًا عن مواكبة المتغيرات وهو ضعيف مقارنة بالإعلام اللبناني والعربي.

ولم ينجح الإعلام الفلسطيني باستثناء محاولات خجولة من بعض المواقع الإلكترونية ومن خلال بعض الأنشطة الثقافية والفنية في تغيير صورة اللاجيء الفلسطيني في أذهان بعض اللبنانيين وقد أعادت الأحداث الأخيرة بعض المخاوف من دور الفلسطينيين في لبنان وطغى الحدث الأمني على الجانب الإنساني.

أما على صعيد حمل الحق والهم الفلسطيني في لبنان إلى الجهات الرسمية فقد تحقق من خلال بعض المؤسسات الحقوقية والتقارير التي كانت تنشر عبر بعض وسائل الإعلام ومن خلال عقد المؤتمرات الصحافية أو المؤتمرات التي تتناول الواقع الفلسطيني في حين أن وسائل الإعلام التقليدية من صحف ومطبوعات فلم تكن بالمستوى المطلوب حسب رأيي.

إذًا ما أود قوله إن "الإعلام الفلسطيني" في لبنان لا يقتصر على المنشورات والمطبوعات التقليدية بل هو حاضر في كل الحياة اللبنانية الإعلامية والسياسية عبر وسائل متنوعة وجديدة وخصوصا الأنترنت والإعلام الجديد والذي أصبح يلعب دورًا مؤثرًا فاعلاً في إبراز قضية اللاجئين الفلسطينين وما نحتاج إليه العمل لتطوير دور هذا الإعلام كمًا ونوعًا والاستفادة من كل التقنيات الحديثة لشرح هموم الفلسطينين مع الإشارة لأهمية أن ينجح هذا الإعلام في إشراك جميع أبناء الشعب الفلسطيني في المساهمة في صناعة القرار والعمل في الإعلام الجديد للوصول إلى كل أصحاب القرار ولنقل صورة الواقع الفلسطيني كما هو عبر كل الشاشات والوسائل الإعلامية.

المصدر: ملتقى "الإعلام في خدمة قضايا اللاجئين الفلسطينيين" الأول لمؤسسة البراق