«دير سمعان» الأثرية تصارع مستوطنة
«ليشم» من أجل البقاء
الثلاثاء، 16 حزيران، 2015
تصارع قرية دير سمعان الأثرية
غرب بلدة كفر الديك غرب محافظة سلفيت مستوطنة "ليشم" التي تقترب منها كل
يوم؛ وتحيط بها من الجهات الأربع، دون اكتراث من المستوطنين لأهميتها التاريخية وجمال
آثارها؛ ووسط صمت من المؤسسات المحلية والدولية التي تعنى بالتراث الإنساني.
ويقول مزارعون من بلدة كفر
الديك لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام"إن مستوطني مستوطنة "ليشم"
يقومون بسرقة الحجارة والتربة حول القرية الأثرية، وهو ما يتسبب بتغيير للمعالم التاريخية
المحيطة بها من جدران وتربة أثرية.
وأضاف شهود عيان من بلدة
كفر الديك أن المستوطنين ينظمون رحلات إلى دير سمعان، ويتلقون شروحات عن تاريخها ومبانيها؛
والتي تجمع بين ثلاثة عصور مختلفة: الرومانية والبيزنطية والإسلامية.
إدراج على قائمة
التراث
ولحمايتها من الزحف الاستيطاني؛
طالب باحث فلسطيني لجنة مواقع التراث العالمي في اليونيسكو بالموافقة على إدراج القرية
الأثرية "دير سمعان" ضمن لائحة التراث العالمي.
وأفاد الباحث خالد معالي
بأن قرية دير سمعان من أجمل مناطق الوطن ومحافظة سلفيت الأثرية، داعيا إلى إصدار نشرات
تعريفية بما تحوي، وتنظيم رحلات مدرسية وجامعية وبحثية إليها.
وأشار معالي إلى أن خربة
دير سمعان الأثرية يطوّقها الاستيطان من ثلاث جهات، بينما ترك المستوطنون طريقًا ترابيًّا
يصل إليها مؤقتا؛ وغدًا سيتم إغلاقه؛ بزعم أنها تعود للتاريخ اليهودي.
وأكد الباحث معالي وجود
المئات من المواقع الأثرية؛ منها ما جرفه الاحتلال، ومنها ما عزله، ومنها ما يدّعي
أنه يعود لأنبيائهم من بني "إسرائيل" مثل مقامات كفل حارس التي تعود لحقبة
صلاح الدين الأيوبي، وكان أهالي كفل حارس يقومون بمهرجان سنوي في ساحة المقامات، وتوقفت
المهرجانات مع ادّعاء ومزاعم المستوطنين أنها تعود لأنبيائهم وتكرار تدنيسها منهم بحماية
جيش الاحتلال.
ويضيف معالي "ما يميز
قرية دير سمعان أنها عبارة عن لوحة فنية نحتت في الصخر بصبر وتأنٍّ؛ فخرجت لوحة غاية
في الجمال خاصة مع ساعات الصباح الباكر، حيث تقابلها أشعة مباشرة".
جريمة حرب
وأكد معالي أن القانون الدولي
لا يجيز عمليات التجريف حول قرية دير سمعان؛
وأن النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية ينص على أن التدمير المتعمد للمباني التاريخية
يشكل جريمة حرب.
وأضاف بأن منظمة اليونسكو
تعدّ أن حماية الأرواح وحماية الثقافة أمران أساسيان ومترابطان في فترات النزاع، وفي
الحالات التي يكون فيها التراث الثقافي معرضاً للخطر.
ودعا معالي إلى أهمية ترسيخ
الوعي بأهمية تاريخ الآثار لدى الجمهور الفلسطيني، وإحداث نقلة نوعية في نظرة الناس
للتراث من خلال إبراز قيمته التاريخية، وسرعة الحفاظ على المواقع الأثرية خاصة مع قرب
المستوطنات، قبل نهبها منهم؛ وفضح انتهاكات الاحتلال بحق المواقع الأثرية والحضارة
والتاريخ الفلسطيني.
وفنّد معالي مزاعم المستوطنين
بأحقيتهم بملكية الأراضي؛ مشيرًا إلى أنه ليس كل من سكن في منطقة صارت تتبع له وملكًا
له؛ وإلا لكان للعرب الآن الحق في ملكية أرض أسبانيا قديما "الأندلس" وغرب
فرنسا.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام