القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الإثنين 25 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

دير ياسين.. مجزرة محفورة ببشاعتها في ذاكرة الفلسطينيين

دير ياسين.. مجزرة محفورة ببشاعتها في ذاكرة الفلسطينيين
 

الثلاثاء، 10 نيسان، 2012

في منتصف ليل التاسع من نيسان (أبريل) عام 1948؛ هاجمت العصابات الصهيونية قرية دير ياسين (تقع غربي القدس وكان عدد سكانها قبل ارتكاب المجزرة حوالي 750 نسمة)، من عدة محاور، مستغلين غياب رجال القرية الذين خرجوا للمشاركة في "معركة القسطل"، وآخرين ذهبوا للقدس للمشاركة في تشييع القائد عبد القادر الحسيني.

ارتكبت المجزرة منظمتان عسكريتان صهيونيتان هما "الإرجون" (التي كان يتزعمها مناحم بيغين، رئيس الوزراء الصهيوني فيما بعد) و"شتيرن ليحي" (التي كان يترأسها إسحق شامير الذي خلف بيغين في رئاسة الوزارة)، باتفاق مسبق مع عصابات "الهاجاناه" الصهيونية. حيث بدأت العصابات في تلك الليلة مجتمعة وبكامل عتادها العسكري بنسف بيوت القرية واحدًا تلو الآخر، وإحراق بيوت أخرى بمن فيها، فحاولت النساء والأطفال الخروج من القرية طلبا للنجاة، فما كان من عصابات الصهيونية إلا أن سارعت بحصد من وقع في مرمى أسلحتهم، وتم تمشيط القرية وتجميع من بقي على قيد الحياة وأطلقوا عليهم الرصاص، لتخلف المجزرة ثلاثمائة وستين شهيدًا كما ورد بشهادة مندوب الصليب الأحمر الدكتور جاك دو رينيه.

وبحسب روايات بعض ممن نجوا؛ فإن العصابات الصهيونية قامت بالتمثيل بالجثث، وبقر بطون النساء الحوامل والمراهنة على نوع الأجنة، وقتل الأولاد والتمثيل بهم أمام أعين أمهاتهم، وتقطيع الأيدي والأوصال والأعضاء التناسلية، وقتل الأحياء حرقًا، وترك الجثث عارية، بالإضافة إلى الممارسات المشينة بحق الفتيات الفلسطينيات الصغيرات، ومن ثم قاموا بذبحهن.

وأُلقي بثلاثة وخمسين من الأطفال الأحياء وراء سور المدينة القديمة، واقتيد خمسة وعشرون من الرجال الأحياء في حافلات ليطوفوا بهم داخل القدس طواف النصر على غرار الجيوش الرومانية القديمة، ثم تم إعدامهم رمياً بالرصاص. وألقيت الجثث في بئر القرية وأُغلق بابه بإحكام لإخفاء معالم الجريمة. بينما قام أفراد الهاجاناه الذين احتلوا القرية بجمع جثث أخرى في عناية وفجروها لتضليل مندوبي الهيئات الدولية وللإيحاء بأن الضحايا لقوا حتفهم خلال صدامات مسلحة.

وكانت هذه المذبحة، وغيرها من أعمال الإرهاب والتنكيل، إحدى الوسائل التي انتهجتها المنظمات الصهيونية المسلحة من تفريغ فلسطين من سكانها عن طريق الإبادة والطرد.

وتأكيدًا لذلك؛ فقد أرسل مناحم بيغين برقية تهنئة إلى رعنان قائد "الإرجون" المحلي قال فيها: "تهنئتي لكم لهذا الانتصار العظيم، وقل لجنودك إنهم صنعوا التاريخ في إسرائيل". وفي كتابه المعنون الثورة كتب بيغين يقول: "إن مذبحة دير ياسين أسهمت مع غيرها من المجازر الأخرى في تفريغ البلاد من 650 ألف عربي". وأضاف قائلاً: "لولا دير ياسين لما قامت إسرائيل".

ويتذكر اللاجئ مصطفى حمد من مخيم بلاطه شرق نابلس مقولة مناحيم بيغن وقتها، ويضيف: "صور لا تنسى، فالمجزرة كانت رهيبة ومخيفة ولا تصدق، حيث استشهد المئات من النساء والأطفال والشيوخ والشباب وبقرت بطون الحوامل، بدم بارد من قبل عصابات الصهاينة وقتها، وعلى رأسهم الإرهابي مناحيم بيغن".

ويرى الفلسطينيون أن مجازر الاحتلال الصهيوني مازالت متواصلة منذ ذلك الحين بأشكال مختلفة، لا سيما المجزرة التي ارتكبها في قطاع غزة في نهاية 2008 ومطلع 2009، والتي استشهد فيها أكثر من ألف وأربعمائة فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء.

ويقول اللاجئ قاسم ناصر من مخيم جنين أن كل مجزرة تحدث تزيد من دافعيّة الفلسطيني تجاه المطالبة بحقوقه المسلوبة، وأملنا في المقاومة التي أجبرت الاحتلال على الانسحاب من جنوب لبنان وقطاع غزة وليس في المفاوضات العبثية.

أما الطالبة واللاجئة خلود المصري من مخيم قلنديا قرب رام الله فتؤكد على أنه لو كان لدينا نفس المقاومة في غزة وقتها لما حدثت مجزرة دير ياسين ولما قامت دولة الاحتلال من أصلها".

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام