القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأحد 24 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

ذكرى النكبة الثالثة والستون الأراضي الفلسطينية المسلوبة :أطفال يحلمون برؤيتها وشيوخ بالعودة اليها

ذكرى النكبة الثالثة والستون الأراضي الفلسطينية المسلوبة :أطفال يحلمون برؤيتها وشيوخ بالعودة اليها
 
 
المستقبل - الاحد 15 أيار 2011
غزة ـ ميسرة شعبان

يحاول جميع اللاجئين الفلسطينيون ان يؤكدوا على تمسكهم بحق أراضي 48 التي هجروا منها. فالمسنون منهم يستذكرون تفاصيل تهجيرهم من ارضهم ويؤكدون تمسكهم بحق العودة مطالبين باتخاذ ترتيبات لضمان حق العودة إليها، والشباب يحيون الذكرى الثالثة والستين للنكبة من خلال الفعاليات وتنظيم مسيرات ومعارض تعني تجسيد التمسك بالوطن مهما طال التهجير وتجسيد آثار النكبة والتهجير، في حين ان الصغار الذي يسارعون الى المشاركة، يرفعون الشعارات التي تؤكد تمسكهم بحقوق اجدادهم.

مسيرات الاطفال

وارتدى عشرات من الأطفال أثوابا فلسطينية، حاملين أعلاما وطنية ومجسمات على شكل مفاتيح تجسد تمسكهم بأراضيهم وممتلكاتهم التي هاجروا منها قسرا قبل 63 عاما ولافتات تحمل أسماء القرى التي هُجروا منها، ورددوا هتافات تؤكد أن العودة حق ينتقل من جيل إلى جيل، وأنه لا بديل عن العودة.

طغى هذا المشهد على مسيرة نظمتها، اللجنة الوطنية العليا لإحياء الذكرى الثالثة والستين للنكبة ، بحضور حشد من الأطفال وممثلي المؤسسات والنساء.

وأكد الطفل محمد إبراهيم (10 أعوام) أنه شعر في البداية بنوع من الخجل حين ظهر وهو يلبس زي الاجداد، وسرعان ما تداركه عندما رأى ابتسامات المشاركين وتشجيعهم له.

محمد حمل مفتاحا خشبيا وعلم فلسطين وراح يهتف للعودة بكل ما أوتي من قدرة صوتية.

وارتدت الطفلة إيناس محمد (11 عاما) ثوب مدينتها اللد التي هجر جدها منها. وقالت خلال مشاركتها في المسيرة إنها كانت تتمنى أن ترتدي زي مدينتها الأصلية في كل المناسبات، وليس في ذكرى النكبة فقط، معتبرة أنها ترى فيه الجمال والعزة والعودة ونيل حقوقها الكاملة.

المواطنة أم محمود التي ارتدت زي قريتها المجدل التي هجرت منها لا تظن للحظة أن الشعب الفلسطيني سيتخلى عن حقوقه الوطنية المشروعة مهما تعرض للصعاب، مؤكدة أنه سيظل صامداً متطلعاً للسلام والأمن في وطنه ودولته بعاصمتها القدس.

وكانت المسيرة انطلقت من مجمع أنصار بمدينة غزة وانتهت عند مقر الأمم المتحدة، حيث سلم المشاركون فيها رسالة إلى مندوب الأمين العام للأمم المتحدة. من جهته، قال ممثل اللجنة محمد شمعة إن ذكرى النكبة تطل وهي تحمل في طياتها المزيد من العذابات والجروح، بعد أن صعد الاحتلال هجمته ضد الأرض والإنسان، مؤكداً أن الاحتلال لن يستطيع النيل من إرادة الشعب الفلسطيني أو تشبثه بأرضه وحقوقه.

وطالب شمعة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأن يكون نزيهاً وحيادياً وساعياً لتطبيق ميثاق الأمم المتحدة الذي أنشئ بغرض إنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحروب، ولفت إلى أن أكثر من 60% من أبناء الشعب الفلسطيني لاجئون، مؤكداً أن أي حل للقضية الفلسطينية دون حل لقضية اللاجئين لن يكتب له النجاح ولن يكون قابلاً للاستمرار.

بينما انتقد لاجئون كبار في السن طريقة وأسلوب معالجة قضيتهم منذ التهجير، معتبرين أن استمرار معاناتهم، وعدم حل مشكلتهم وصمة عار على جبين العالم.

وقال المسن أبو محمود رضوان، من قرية حمامة المهجرة: إنه لم يلمس أي جدية في حل قضيتهم وعودتهم إلى بلداتهم، مضيفاً إنه فقد الأمل بالعودة بعد سنوات قليلة من الهجرة.

وأشار رضوان إلى أنه تعلق بأمل العودة بعد السنوات الأولى للهجرة وبعدها فقد الأمل بذلك بعد أن اتضح أن كل ما يقال مجرد خداع، وكلام لا يسمن ولا يغني من جوع.

أما المسن أبو يحيى أبو دية من قرية الجورة فقد اعتبر الفعاليات والنشاطات التي تنظمها القوى على الساحة لرفع العتب.

وتساءل بغضب لماذا هذه الفعاليات تنظم في هذا اليوم على الرغم من أن معاناة اللاجئين وكل الشعب بسبب التهجير تزداد يوماً بعد يوم؟ وقلل أبو دية وهو من سكان مخيم الشاطئ من أهمية هذه الفعاليات، مضيفاً ان عودة فلسطين لا تتحقق بطول المسيرات أو حجمها بل بالحرب وامتلاك القوة.

وعكست تجاعيد وجه وملامح زقوت (85 عاماً) تأثره بسوء الأوضاع الراهنة، وهو يتحدث عن حلمه بالعودة إلى أرضه في بلدته الأصلية سدود طوال 63 عاماً، دون أن يفقد الأمل في تحقيقه طالما ظل اللاجئون يطالبون بذلك.

وكغيره من ملايين اللاجئين الفلسطينيين في مختلف أنحاء العالم، يحيي زقوت الذكرى الثالثة والستين للنكبة التي تصادف الخامس عشر من الشهر الجاري، بسرد بعض تفاصيل الهجرة، وما عاناه اللاجئون إبانها من ويلات وعذاب.

يقول: "قبل 63 عاماً هاجرنا أنا وزوجتي وثلاثة من أبنائي الذين لم يتعد أكبرهم 12 عاماً من بلدتنا "سدود" الواقعة إلى الشمال من مدينة عسقلان، ويطلق عليها الإسرائيليون "اشدود"، تحت وطأة الحرب والتهديد بالقتل من العصابات اليهودية الناشطة آنذاك".

وأضاف: "هاجرنا وتركنا كل شيء، حتى أنني لم أتمكن من مشاهدة أشقائي في حينها، ولم يكن لدينا أدنى شك بأننا سنعود بعد بضعة أيام أو أسابيع على أبعد تقدير حين تنتهي الحرب"، مشيراً إلى أنه لم يكن يتوقع أن تمتد هذه الفترة إلى أكثر من 60 عاماً.

ويرسم زقوت بكلماته لوحة المعاناة في التهجير بقوله: كنا نسير أنا وزوجتي وعدد من الأقارب حاملين الأطفال وبعض الغذاء، ونسمع أصوات إطلاق النار، لم نكن نتوقع أن نعيش، لكننا كنا على يقين بأننا سنعود بعد فترة وجيزة، ولن يستغرق الأمر عقوداً من الزمن.

وزاد:" انقضت هذه العقود بسرعة كبيرة، وما زلنا نحلم بالعودة"، معرباً عن اشتياقه لأن يعود إلى منزله الذي قال إنه لا يزال يتذكر أركانه بدقة متناهية.