ذكرى النكبة.. تنكأ جراح سبعة ملايين لاجئ ورفض لتبادل
الأراضي
الإثنين، 13 أيار، 2013
تحل الذكرى الـ 65 للنكبة الفلسطينية، وأكثر من سبعة ملايين لاجئ تقطعت بهم
السبل في منافي الأرض؛ حيث تنكأ ذكرى النكبة جراح اللاجئين، وتقرب حلم العودة لهم؛
ويرفضون جملة وتفصيلا طرح قضية تبادل الأراضي الفلسطينية بأراضٍ فلسطينية أخرى.
كل لاجئ له حكايته ومأساته؛ فهذا
أجبر على ترك منزله تحت القصف الشديد، وذاك غادر على أمل أن يعود بعد ساعة أو ساعتين،
وتلك تركت حقول القمح خلال الحصاد، وذاك ما زال يحمل مفاتيح منزله.
وتعتبر النائب منى منصور أن حق
العودة هو حق تاريخي ناتج عن وجود الفلسطينيين في فلسطين منذ الأزل، وارتباطهم بالوطن
الضارب في أعماق التاريخ وجذوره، مؤكدة رفضها لفكرة تبادل الأراضي الفلسطينية بأراض
فلسطينية أخرى، محذرة من خطورة ذلك التوجه على مستقبل القضية الفلسطينية.
ويؤكد بروفسور السياسة عبد الستار
قاسم أن الوعي الفلسطيني بقضية اللاجئين مرتفع جدا، وأن النكبة تذكر وتؤكد للفلسطيني
حقه في أرضه وليس مبادلتها، وأن سنوات تغييب الوعي وتحييد الفلسطيني وإلهائه بقضايا
معيشية وظرفية لم تنجح، وبقي الفلسطيني مواكبا لقضيته واعيا بذاته، ومدركا لحجم التضحيات
المطلوبة.
بدوره يرفض اللاجئ أحمد أبو سعدة
من مخيم الجلزون فكرة التعويض أو تبادل الأراضي، ويقول: "كل ذرة من تراب فلسطين
مقدسة وخائن من يتنازل عنها، وأنا واثق من
العودة قريبا، فالأمل بالمقاومة والمقاومة فقط، فهي التي حررت غزة وطردت المحتل مجبرا
ومكرها بقوة وفضل الله".
ويضيف: "الاحتلال توقع أن
تنسى الأجيال النكبة، بحسب مقولتهم "الكبار يموتون والصغار ينسون"، وكان
من المتوقع أن يتحول الفلسطيني إلى غبار الأرض، ولكن هيهات، فأولادنا يحفظون ولا ينسون".
وفي ذكرى النكبة يرفض خليل التفكجي
الخبير في شؤون الاستيطان الصهيوني قضية تبادل الأراضي ويقول: "قضية تبادل الأراضي
هي عبارة عن تنازل فلسطيني عربي بدون مقابل، وتعني إعطاء الشرعية للمستوطنات، أي شرعنة
المستوطنات، ولن يكون هناك تواصل جغرافي للدولة الفلسطينية المنشودة".
وحول إمكانية تنازل قيادة السلطة
وحركة فتح عن حق العودة يقول اللاجئ حمدان خميس من مخيم عسكر شرق نابلس: "حق العودة
هو حق مقدس، وهو أكبر من كل المسؤولين والمفاوضين، وهو إحدى الأدوات الأبرز في تاريخ
الصراع، وحق واضح وضوح الشمس، فلا مجال لأحد أن يقفز عنه أو يتجاوزه لأنه سيخسر تأييد
سبعة ملايين لاجئ وسيلعنه التاريخ".
وتشير الإحصائيات الفلسطينية إلى
أنّ حرب (48) أدت إلى طرد ما يزيد عن (714 ألف) فلسطيني عن أرضه وبيته، وبذلك عملت
على تشتت الشمل الفلسطيني، حيث توزعت هذه الأعداد الضخمة في عدد من الأماكن سواء داخل
الأراضي الفلسطينية (مخيمات للاجئين في الداخل) أو هجروا إلى الدول المجاورة (الأردن،
لبنان، سوريا، مصر).
المركز الفلسطيني للإعلام، 13/5/2013