القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأحد 24 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

ذكرى النكبة.. حق العودة وخيار الوحدة

ذكرى النكبة.. حق العودة وخيار الوحدة

الأحد، 15 أيار، 2011
المصدر: الوطن العمانية

اليوم الخامس عشر من مايو، وهو اليوم الذي لا يزال حيًّا في الذاكرة العربية والإسلامية بصورة عامة والذاكرة الفلسطينية بصورة خاصة وترفض نسيانه، هو اليوم الذي يتجرع آثاره وآلامه وأوجاعه أمتنا نتيجة الجرح النازف جراء الخنجر التي طعنت بها خاصرة الوطن العربي والأمتين العربية والإسلامية، يوم أن غدر الإنجليز وعبثوا بالأرض العربية ليسرقوا بليل مظلم جزءًا من هذه الأرض، ليقوم من لا يملكها بتسليمها لمن لا يستحقها. إنه اليوم الذي نُكِبَت فيه الأمة العربية بسرقة فلسطين الأبية في الخامس عشر من مايو من عام 1948م.

إنها الذكرى التي تمر على الشعب الفلسطيني على وجه الخصوص وهو لا يزال يعيش نكبته في مخيمات اللجوء وفي دول الشتات يحلم بالعودة إلى الأرض التي أجبره اللصوص قسرًا على الخروج منها بقوة السلاح وارتكاب المجازر من قبل العصابات الصهيونية، والتي يتذكر فيها مأساة تهجير 800 ألف فلسطيني وتدمير 531 مدينة وقرية على أيدي تلك العصابات، ليقام على أنقاض فلسطين التاريخ والحضارة والهوية العربية والإسلامية كيان محتل يتسلح بأعتى صنوف الأسلحة المحرم منها دوليًّا وغير المحرم.

ويتمتع بدعم سياسي وعسكري واقتصادي مفتوح وغير محدود، جعله فوق القانون الدولي، تداس بالأحذية والنعال القوانين والتشريعات الدولية حين يتعلق الأمر بهذا الكيان الغاصب، وتنخرس الأفواه التي تدعي أنها تنادي بصوت الحق وحقوق الإنسان، حين ينطق بنو صهيون وغلاة قادة هذا الكيان المحتل، وتتلعثم الألسن المنادية بإحقاق الحق ووضع موازين العدالة في موضعها، حين يتفوه الحماة والداعمون في الكونجرس الأميركي وبرلمانات أوروبا، وفي الأمم المتحدة التي يقال إنها ملاذ المظلومين والمسحوقين على وجه البسيطة، والتي ستواجه أصعب امتحان في سبتمبر القادم حين يتوجه الشعب الفلسطيني إلى قبتها مطالبًا بإقامة دولته المستقلة.

إن الخامس عشر من مايو كان علامة فارقة في تاريخ الشعوب والمآسي الإنسانية، حيث تعرض الشعب الفلسطيني منذ مطلع القرن الماضي وتحديدا منذ وعد بلفور لحملات إنهاء وجوده على أرضه، استخدم فيها الكيان الغاصب الغاشم ضد أصحاب الحق والأرض أعتى الأسلحة وأدوات وأساليب الإرهاب والمجازر بهدف اقتلاع هذا الشعب الصامد من جذوره الثقافية والتاريخية، ومنعه من بناء مستقبله على أرضه، وهو شعب يعد في ظل الوضع الدولي الحالي أنه آخر الشعوب التي لا تزال تتحطم جهوده في استعادة حقه ودفع الظلم عنه، على أساليب النفاق والممالأة من قبل دعاة حقوق الإنسان، وهو الشعب الذي تُخْرَسُ ألسنته بمقامع من حديد إذا نطق مطالبًا بحقوقه، وأرضه الفلسطينية العربية تعد هي آخر الأراضي التي تعاني ويلات الاحتلال وتتعرض لأشنع حملة تصفية في تاريخ الاحتلال والاستعمار.

وتحل الذكرى الثالثة والستون على النكبة الفلسطينية هذا العام في ظروف جديدة وإيجابية، حيث الشعوب العربية بدأت تستعيد إرادتها، وتعبر عن رغبتها في استرداد حريتها المسلوبة منها، واسترجاع ما أخذ منها عنوة، فقد بدأت تسمع الآخرين قولها النابع من أعماق الضمائر، يعزز هذه الصحوة العربية ـ الفلسطينية، انتهاء الانقسام الفلسطيني ـ الفلسطيني الذي نجحت في فك قيوده الثورة المصرية، وسط عزم أكيد من قبل الشعب الفلسطيني (قيادات وفصائل) على المحافظة على هذا الإنجاز وجعله صمام الأمان والمعول الذي سيكسر به القيود المفروضة على حرية تحركه نحو استرداد حقوقه، والأجمل ما في هذه الذكرى أنها ركزت على عنوان حق العودة حيث الاتفاق على عدم التنازل عنه وأنه لا يسقط بالتقادم.

وإذا كانت هذه ثمار الوحدة وانتهاء الانقسام فإننا بدورنا نشد على أيدي الشعب الفلسطيني في التمسك بوحدته لأنها مصدر قوته في استعادة ثوابته الوطنية، في ظل أجواء عربية تبعث على التفاؤل وتشد من أزر الشعب الفلسطيني.