صور، لاجئ نت|| السبت، 25 آذار، 2023
يبدو التكيّف مع
الأزمة الاقتصادية في لبنان شبه مستحيل، في ظلّ استمرار ارتفاع سعر صرف الدولار
الأميركي وخسارة الليرة اللبنانية لأكثر من 98٪ من قيمتها، إلى جانب تآكل قيمة
العملة، الأمر الذي ترتّب عليه ارتفاع في أسعار السلع الضرورية خاصة في شهر رمضان
المبارك لعام 2023 ليجد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يغالبون الحياة وسط أسوء
الأزمات وأصعبها ولا سيما أن معظمهم يعانون من البطالة في حين أنّ من يتيسّر له
العمل يكون لقاء أجر زهيد لا يكفيه أحياناً لتغطية مصاريف النقل.
خلال شهر رمضان، يكثر
الطلب والإنفاق على الخضروات واللحوم والدجاج والزيت والأرزّ والخبز، علماً أنّ
الأسعار ترتفع في الأساس في هذا الشهر.
في أحد محلات الخضار
في مخيم برج الشمالي، وقفت أم خالد، 57 عامًا، حائرة لا تدري ما الذي تقدر على
شرائه من الخضار.
وقالت أم خالد في
حديثها لشبكة "لاجئ نت": "اعتدنا تحضير صحن الفتوش في رمضان، أصبح
تكلفته عالية جداً ولا استطيع شراء نصف كميّة المكوّنات والاحتيجات لتحضير صحن
الفتوش الواحد".
وترى أم خالد أن أطباق
اللّحوم وحلوى رمضان المشهورة كالقطائف والشعيبيات ستغيب عن موائد الإفطار في هذا
العام ايضاً، فحتى التمر الذي يُعدّ جزءًا لا يتجزأ من رمضان أصبح باهظ الثمن، حتى
الخبز أصبحنا نشتهييه وفي معظم الأحيان لا نملك ثمنه.
وختمت والدمعة في
عينيها قائلة: "المُسلّم الله هو يعلم كيف يدبّر أحوالنا".
وأمام هذا العجز
والبطالة والفقر في المخيمات الفلسطينية، أُطلقت مبادرات شبابية عدة لمدّ يد العون
إلى الأسر المحتاجة ومحاولة المساعدة بالحدّ الممكن، من بينها مبادرة طيبون.
وعن هذه المبادرة،
يقول الناشط في الحملة والناطق الإعلامي باسمها مصطفى الحسين، إنّها انطلقت نتيجة
حاجة المجتمع الفلسطيني، في ظلّ تفاقم الأزمة الاقتصادية في لبنان".
يضيف الحسين أنّ
"الوضع المتردّي الذي بات يثقل كاهل أهلنا دفع الناس الأشدّ فقراً إلى إطلاق
نداءات للمساعدة، في ظلّ عجز وكالة الأونروا
عن القيام بمسؤولياتها تجاه شعبها. ونتيجة تلك النداءات، أطلقت هذه
المبادرة، في محاولة للتخفيف من الأعباء المادية والاقتصادية التي يعيشها اللاجئون
الفلسطينيون في مخيم برج الشمالي".
وأشار الحسين في حديثه
لشبكة "لاجئ نت" أن الحملة تأسست بالتزامن مع قرار وزير العمل أبو
سليمان بمنع اللاجئين الفلسطينيين من العمل دون إجازة ومستمرة للسنة الخامسة على
التوالي لجمع التبرعات بهدف التخفيف من معاناة شعبنا الفلسطيني في مخيم برج
الشمالي.
وقال الحسين بأن
المبادرة تتركز على الجانب الإغاثي معتمدة على التبرعات سواء كانت من المغتربين أو
بعض الجمعيات أو المقتدرين مادياً ويتم تحويل التبرعات الى مواد عينية (طرد غذائي،
سلة خضار، فروج ني) وتوزع على العائلات الأكثر حاجة في المخيم.
وأردف الحسين بالقول
أن معظم المتطوعين في المبادرة من إحياء متفرقة في المخيم والذي يسهل من عمل
المبادرة في الوصول إلى العائلات المحتاجة وفقاً لرزمة من المعايير المحددة مسبقاً
من قِبَل فريق المبادرة.
وأكد الحسين
لـ"لاجئ نت" بأن المبادرة مستمرة بالرغم من كل الصعوبات التي تواجهها
الحملة بفعل الارتفاع الجنوني للأسعار بفضل الله اولاً ومن ثم بفضل محبي الخير في
تنفيذ مشاريع رمضانية من شأنها أن تساهم ولو بالقليل في تخفيف الأعباء عن الأهالي
داخل المخيم.
يذكر بأن مخيم برج
الشمالي من المخيمات الأكثر فقراً، وعدد سكانه وفقاً لسجلات الأونروا نحو 20 الف
لاجئ فلسيطيني يعيشوف بظروف اقتصادية وإنسانية صعبة وذلك عائد لكون الغالبية
العظمى من سكانه يعملون في الزراعة والمهن الحرفية، ويعاني الحرمان كبقية المخيمات
في لبنان، وتطاول مختلف مناحي الحياة فيه.