القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
السبت 30 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

روتس الغلابا.. حكاية تختزل واقعا مؤلما بغزة

روتس الغلابا.. حكاية تختزل واقعا مؤلما بغزة


الإثنين، 24 آب، 2015

آثارت قضية روتس الغلاية حراكا واسعا عبر مواقع التواصل الإجتماعي، تخللها حالة من الحنق والغضب الشديدين على المسؤولين في بلدية غزة، حيث أقدم الليلة الماضية الشاب محمد أبو عاصي على محاولة انتحار بعد إزالة بسطته عن شاطئ بحر غزة وما تلاها من صولات وجولات مع البلدية.

#روتس الغلابة

شبان فلسطينون وصحفيون أطلقوا هشتاق وجهوا فيه تساؤلات واستفسارت، معبرين عن إدانتهم وحنقهم الشديد على الحادثة، وجاء الهشتاق تحت وسم #روتس_الغلابة.

الصحفي توفيق حميد معلقا على الحادثة فيقول؛ "قضية الشاب محمد أبو عاصي صاحب بسطة ‫#‏روتس_الغلابة تختزل واقعنا بكل تفاصيله".

أما محمد عثمان فذهب إلى أبعد من ذلك؛ مطالبا بأن تكون هذه الحادثة شرارة ثورة ضد الظالمين والفاسدين، على حد تعبيره.

الصحفي داود موسى وجه رسالة لأعضاء المجلس التشريعي قال فيها "اصحى يا نايم.. غزة وضعها نايم".

أما نور محمد، فقد طالبت باستقالة رئيس بلدية غزة نزار حجازي، ومجلس البلدية، وعزت مطالبتها لحجم الضرر الذي تسببت به للشاب أبو عاصي.

الشاب محمود مرجان يغرد متسائلا عن حالة رئيس بلدية غزة في هذه الحالة ومحمد أبو عاصي يرقد بين الحياة والموت في غرفة العناية المركزة بمستشفى الشفاء.

من جانبه، دعا الصحفي علاء شمالي لتشكيل حراك شبابي على أرض الواقع ضد كل من يتسبب بأزمات غزة بشكل عام.

أما مراسل قناة الجزيرة في غزة، فاكتفى بدعوته قائلا "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء".

ياسر عبد الغفور استنكر واستهجن المطالبة بالوضع المثالي في أوضاع وصفها بالقاهرة والبائسة.

محمد ومعركة جلب الرزق

وتتلخص قضية روتس الغلابة، بمعاناة الشاب الغزي محمد أبو عاصي (30 عاما) مع بلدية غزة، حين كانت له بسطة يعتاش منها، ويلبي طلبات أطفاله الصغار.

أما حكاية المعاناة الأولى للشاب أبو عاصي، فقد بدأت حين كان طفلا لم يبلغ الثامنة من عمره، لتعصره قسوة الحياة وضنكها، ليبدأ مع الحياة معركة الصبر والجلد، ليبحث عن قوت إخوته الصغار.

ولكن صداماته مع بلدية غزة، بدأت قبل نحو عامين، حينما أقام بسطته على شاطئ بحر غزة، محاولًا التقاط رزقه من المصطافين الهاربين من قسوة الحياة بغزة إلى البحر.

محاولة الانتحار

أمل أبو عاصي شقيقة الشاب محمد تروي ما حدث مع شقيقها الليلة عبر صفحتها عبر "فيس بوك"، فتقول "توجه صباح الأمس إلى البلدية، وطالب بكراسي البسطة التي صادرتها منه قبل نحو شهرين، فرفضوا إعطاءه اياها، وقالوا له: ليس لديك شيء عندنا".

وأضافت إن البلدية صادرت بسطته الصغيرة 20 مرة، وهم يعلمون صعوبة وضعه النفسي والمعيشي.

وتتابع، في آخر مرة طالبهم فيها بالكراسي، أبلغوه أن رئيس البلدية أعطى أوامر بعدم إعطائه إياها.

وكشفت شقيقته أن رئيس البلدية قال في رفضه لإعادة كراسي البسطة، "حتى يتربى"؛ وذلك لأنه سبق وأن اشتكى وعبر أحد أصدقائه، لإحدى مراكز حقوق الإنسان، من معاناته مع البلدية.

وسبق أن هاجمت طواقم البلدية أبو عاصي وصادرت بسطته لأكثر من مرة، خلال حملات ضد البسطات العشوائية، نفذتها البلدية خلال العامين الماضيين.

حالة الغضب تفاقمت لدى محمد، وأقدم بعد مناوشات حادة مع موظفي البلدية، على الانتحار.

وكما تروي شقيقته "اشترى كيسين من سم الفئران وتناولهما، محاولًا أن ينهي حياته، وهي المرة الثالثة التي يفعلها أخي، لأنه سبق وأن حاول الانتحار عبر السياج الحدودي والبحر".

وتبلغ نسبة البطالة في غزة 44%، وفق آخر تقرير أصدره جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني، وفي تقارير دولية، وصف مسئولون أمميون حالة البطالة بغزة، بسبب الحصار، بأنها قنبلة موقوتة.

ويرقد أبو عاصي فجر اليوم الأحد في قسم العناية المركزة بمستشفى الشفاء الطبي، وهو في حالة حرجة.

بلدية غزة تبرر

بدورها، وضحت بلدية غزة ما حدث بخصوص قضية روتس الغلابة، عبر بيان نشرته على صفحتها عبر فيس بوك؛ حيث تمنت الشفاء العاجل لمحمد، معربة عن تضامنها مع عائلته.

وذكرت أن من واجب البلدية القيام بالمسؤوليات الملقاة على عاتقها، وأنها تحاول الموازنة بين الأمور، وعدم ترك المدينة للفوضى والعشوائية.

وعما حصل مع أبو عاصي، أضافت "ما حصل مع محمد لا يمكن أن تتحمله البلدية، رغم تعاطفنا الشديد معه وتمنياتنا له بالشفاء الكامل، فمحمد له أسبقيات فيما أقدم عليه كما أعلنت عائلته عن ذلك، فلا يمكن تحميل ما أقدم عليه للبلدية رغم الظروف القاسية التي نعيشها".

ويروي بيانها "على كورنيش البحر -حيث كان محمد يضع بسطته ويبيع المشروبات الساخنة وهي مازالت حتى الآن موجودة لم تمس- هناك العديد من البسطات ليس على الكورنيش فحسب، بل وفي العديد من الأماكن، وما نفعله في بلدية غزة هو تنظيم هذه البسطات رغم مخالفاتها، ونبقى عليها طالما حافظت على النظافة والنظام في المكان، مراعاة لظروف المواطنين الصعبة".

وذكرت "حالياً هناك ما يزيد عن 30 بسطة تم السماح لها على كورنيش البحر، لكن ما نمنعه أن تتمدد على الكورنيش، وأن تضع معرشات ووضع كراسي وإغلاق المكان، فلو تركنا كل البسطات على كورنيش البحر تتمدد بشكل عشوائي، ستتحول المناطق العامة في المدينة إلى مكان يقتصر على البسطات فقط".

وأشارت البلدية إلى أنها ومنذ مدة أوقفت أي حملات لمنع البسطات وإزالتها، ولكننا في نفس الوقت موجودون في الأسواق والأماكن العامة لتنظيمها ومنع تمددها.

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام