القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الإثنين 25 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

«روضــة» فلسطيــن

«روضــة» فلسطيــن
 

السبت، 11 شباط، 2012

يصدح صوت السيدة فيروز في أرجاء القاعة وهي تغنّي لفلسطين. يضع الطلاب فوق أكتافهم أوشحة فلسطينية ويتولون استقبال الزوار إلى حرم مدرستهم للاحتفال بفلسطين التي ألبسوها ثوب العيد. الأجواء هنا فلسطينية، أما المبادرة فلبنانية وجاءت من «ثانوية الروضة» التي ارتأت دائرة الاجتماعيات فيها أن تخصص فلسطين وأرضها وتراثها بمعرضها لهذا العام. وتلك ليست المرة الأولى التي تطل فيها الثانوية على فلسطين وقضيتها. وقد نظّمت أمس احتفالاً تحت عنوان «كي لا تضيع الذاكرة»، في قاعة «قيصر حداد»، برعاية ناشر «السفير» ورئيس تحريرها الزميل طلال سلمان.

«أنا طالبة في ثانوية الروضة وسأظل أحب قضية فلسطين». تستقبلك العبارة في الطريق إلى قاعة المعرض، الذي شارك فيه طلاب الثانوية وتلامذتها، على هامش الاحتفال.

يستعيد المعرض قصّة القضية منذ نكبة فلسطين عام 1948 حتى اليوم. ولكل طالب طريقته في التعبير عن مفهومه للقضية. في وسط القاعة، نُصب مجسّم كبير للمجسد الأقصى، وتحية إلى الزميل سلمان، في لوحة تعرض لسيرته الذاتية والمهنية، إضافة إلى لمحة عن الجوائز التي نالها تحت عنوان «سيف ذلك القلم ما هابه الموت».

ورسمت فرح «الديموقراطية الإسرائيليّة» من خلال تسليط الضوء على الإجرام الصهيوني. واختارت تمارا شخصية «حنظلة» للفنان الفلسطيني ناجي العلي، ليكون عنوان رسمها. أما جنى، فجسّدت عبارة «وطن لا بديل منه» في صور اختارتها من وحي المناسبة. وقارب هادي «الكتب الملطخة بالدم». فيما تطرّق أحمد إلى وضع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، فالتقط صوراً من وحي المخيمات التي يسكنون فيها. ولم تغب مجزرة صبرا وشاتيلا عن المعرض، حضرت من خلال الصور أيضاً. وللتراث الفلسطيني حصة كبيرة، فتحدث الطلاب عن تاريخ الدبكة واللباس والمطبخ، إضافة إلى الأدوات والعملة الفلسطينية.

قبل افتتاح المعرض، أقامت إدارة الثانوية احتفالاً تحدّثت فيه منسقة دائرة الاجتماعات في الثانوية فاديا بيطار. وانطلق سلمان، في كلمته، من «مباركة اسم فلسطين، الذي يضفي قدراً من المهابة على أي لقاء، ويدخلنا في امتحان حقيقي للنفس حول مدى إخلاصنا لما نؤمن به.. ففلسطين مدخلنا إلى الإيمان بالأرض، الوطن، القضية، التحرير، احترام كرامة الإنسان وحقوقه التي لا يغيبها ظلم ولا يسقطها تعنت أو استقواء بالعسف أو القهر».

وتحدّث عن ثانوية الروضة ومؤسسها قيصر حداد الذي كان يؤمن بأن العلم هو طريقنا إلى المستقبل الأفضل».

وقال: «كان قيصر حداد لا يفصل بين الإخلاص في مهمة التدريس، أو النظارة، وبين تحرير فلسطين. إلى هذا الحد من الجدية كان يرى إلى التعليم، بوصفه الطريق إلى تغيير الواقع الذي أخذنا إلى الهزيمة».

ورأى أن «فلسطين ليست مسألة سياسية، فحسب. ليست قضية إنسانية فحسب. ولا تتصل بحق أهلها فيها، وحدهم بغير شريك. إن فلسطين قضية الحق والعدل والتحرير، في مقابل الاستعمار والاحتلال والتسلط والظلم. إنها قضية التوظيف المدمر للدين في السياسة من أجل أغراض استعمارية. وفلسطين ذاكرتنا. لا نحن سنضيع عنها، ولا هي ستسقط منا بالقهر أو بإدمان الاستكانة والاستسلام لعتو القوة».

أضاف :«لقد قدّم شعب فلسطين ومعه بعض شعوب الأمة العربية، نخبة الشباب من أجل التحرير. ولسوف يقدم أكثر. ولعل تجربة المقاومة في لبنان في تحرير ما احتله العدوان الإسرائيلي، ثم تجربتها الأعظم في هزيمة الحرب الإسرائيلية في تموز 2006، تصلحان عنوانا للمستقبل الآتي.. على طريق تحرير فلسطين».

وختم قائلاً: «يشّرف «السفير» أن تكون قد عززت ذاكرة الأمة، لا سيما أجيالها الآتية، بإصدارها «ملحق فلسطين» الذي يقدم الشهادة المتواضعة بان الأمة يقظة بوجدانها، وأنها لن تضيع عن أهدافها في الحرية والوحدة والتقدم».

وكرّمت إدارة الثانوية سلمان بدرع تقديريّة قدّمها إليه مديرها محمد شلهوب. ثم قدّمت فرقة «جفرا» الفلسطينية عرضاً فنيّاً.

المصدر: زينة برجاوي - السفير