القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
السبت 30 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

ريشة الفنانة «آية» تختلط بألوان الذكريات وركام الحرب

ريشة الفنانة «آية» تختلط بألوان الذكريات وركام الحرب


السبت، 25 تموز، 2015

لا تفارق ذكريات "الجمعة السوداء" مخيلة الفنانة الشابة أية رجاء البلبيسي من سكان حي الجنينة شرقي رفح جنوب قطاع غزة، وقد نجت وأسرتها بأعجوبة من قصف منزلهم وعدد من المنازل المجاورة.

ففي تلك الجمعة، قتلت فيه آلة الحرب الإسرائيلية أكثر من (100 شهيد) في غضون سويعات، ودمرت مئات البنايات السكنية ما بين كُلي وجُزئي، في قصف يُعد الأعنف والأبشع من نوعه، في الأول من أغسطس/أب عام 2014م، خلال العدوان الإسرائيلي على محافظة رفح.

ليس ذلك فحسب، بل فقدت "أية" أدوات الرسم وعددا من اللوحات الفنية، تحت ركام المنزل، وعادت بعد العدوان تبحث عنها، ولم تجدها، ما انعكس على نفسيتها بالسلب، وجعلها تشعرُ بإحباطٍ شديدٍ، لكن ذلك لم يكسر مجاديفها مركبها الذي تسيرُ به نحو إكمال السير نحو مسيرتها الفنية، التي بدأتها منذ نعومة أظافرها.

واستلهمت "آية" التي تدرس تربية فنية في جامعة الأقصى "مستوى ثانِ" جمال لوحاتها، من واقعها المؤلم الذي عاشته، وركام منزلها المُدمر، فلم تكتف برسم بالركام والوجع والألم، فخطت بريشتها منزلها عندما كان جميلاً محاطًا بالأشجار، وحالة الفرح بداخله قبل أن يتعرض للتدمير، في رسالة منها بالتحدي والصمود والإصرار للعودة للحياة بشكل أقوى.

لكن الواقع المؤلم طاردها خلال رسم لوحة جمال منزلها، لتجد نفسها مُرغمة على رسم المأساة والألم الذي عاشته وأسرتها، وكافة أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، خلال العدوان الذي استمر 51يومًا، فرسمت ريشتها طفلاً يضع يديه على أذنيه ومقرفصاً قدميه، ويصرخ ألمًا لما شاهده، تجسيدًا لانعكاسات العدوان النفسية.

وتقول "أية" لمراسل وكالة "صفا": إنّ "هذه الأعمال، هي بمثابة رسالة للعالم، للواقع والمأساة والوجع الذي نعيشه، وما زلنا، جراء العدوان، فمهما كانت الظروف التي عشناها، والآلام التي شعرنا بها، إلا أننا ما زلنا نمتلك عزيمة وإصرار، وقوة داخلية، تساعدنا على إخراج ما بداخلنا لنظهره للعالم".

وتضيف "نحن كفنانين أصحاب رسالة، كما المقاوم بسلاحه، والصحفي بقلمه أو كاميراته، الفنان بريشته، ينقل ويعكس واقعه ويرسلها للعالم أجمع، فللفن رسالة سامية، غالبًا ما تكون رسالة سلام، وإن كانت أحيانًا لا تُعبر عن الفرح والسعادة، لكن تحمل معاني الأمل والحُب والسلام".

وتتابع وهي تُمسك بريشتها أثناء رسم لوحة فنية لمنزل مُدمر "رغم ما مررت به من أوضاع صعبة، ومشاهد مأساوية أمامي، من مجازر، وقصف عنيف، كاد أن يطال أسرتي، لكن لحظات كانت فاصلة بين الموت والحياة، سأواصل فني، وأطور موهبتي".

وما يجعلها تتطور بشكل مستمر في موهبتها، فضلاً عن عزيمتها وإصرارها، تعليمها الجامعي، الذي طور من قدراتها، والدورات الخارجية التي تتلقاها، حتى استطاعت قبل وبعد العدوان المشاركة في معارض فنية، تعكس واقع المرأة، وأخرى تحمل أبعادا وطنية.

وتوجه "أية" من فوق أنقاض منزلها، ومن بين لوحاتها الفنية للعالم رسالة تقول فيها: "رسالتي كفنانة وشابة فلسطينية مهما حدث معنا من أحداث سنواصل الحياة، ومسيرتنا التعليمة والفنية، وكل واحد في مجاله، وسخرت ريشتي لعكس جمال الحياة، رغم أنها مليئة بآثار الدمار والحصار، وغيرها من مآسِ".

المصدر: وكالة صفا