زيارة أبو مازن للبنان.. التوقيت والأهداف
السبت، 06 تموز، 2013
حرص مسؤولون فلسطينيون على التأكيد على أن زيارة رئيس السلطة الفلسطينية،
محمود عباس (أبو مازن)، إلى لبنان كانت مقررة سابقاً، وليس لها علاقة بالزيارات
التي يقوم بها وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، للمنطقة من أجل استئناف عملية
التسوية مع كيان العدو الصهيوني. ووضع العديد من المسؤولين الزيارة في إطار محدد
هو تثبيت سياسة النأي بالنفس التي ينتهجها الفلسطينيون تجاه الأزمات في المنطقة
عموما، وفي لبنان خصوصا. ولا سيما أنها تأتي في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة
تقلبات ومشاكل في ظل محاولات البعض زج الفلسطينيين بالصراعات والخلافات الدائرة في
المنطقة، وفي ظل الموقف الفلسطيني الموحد وقراره الكبير بالنأي الإيجابي عن الفتنة
في لبنان.
وبعيداً عن كل ما يُقال فإن الزيارة في هذا التوقيت قد تحمل نقاطاً إيجابية
إذا ما تم العمل على تحسين الوضع الفلسطيني في لبنان، عبر إقرار الحقوق المدنية
والإجتماعية والإنسانية التي يحرم منها اللاجئون في لبنان منذ أكثر من ستين سنة،
وتسريع إعادة إعمار مخيم نهر البارد،
وكذلك تفعيل القرار الحكومي اللبناني بإرغام وكالة الأونروا على معالجة
الوضع الإنساني والمعيشي للنازحين الفلسطينيين من سوريا إلى لبنان، وتكثيف الجهود
من أجل حل هذه المشكلة.
وخلال الزيارة أكد عباس على أن "الوجود الفلسطيني في لبنان هو وجود
مؤقت"، مشدداً على أن "الفلسطينيين ضيوف وهم تحت القانون، رافضاً
"مبدأ التوطين". وأوضح أن "السلاح الفلسطيني في لبنان قرار بيد
رئيس الجمهورية والحكومة اللبنانية..". مجدداً "التمسك بخيار
"السلام" الشامل والعادل والقدس عاصمة "لدولة فلسطين"!..
يُشار إلى أن الفصائل الفلسطينية كافة متفقة على أن معالجة موضوع السلاح
يتم بالحوار مع الحكومة اللبنانية، وفقاً لمقررات الحوار اللبناني، وأنه لا يمكن
إدراج سلاح المخيمات في الزاوية السلبية، كما قال ممثل حركة الجهاد الإسلامي في
لبنان، الحاج أبو عماد الرفاعي في تصريح لوكالة (القدس للأنباء)، مطالباً بعض
القوى الفلسطينية الفاعلة بضبط سلاح عناصرها وكوادرها داخل المخيمات، لتقديم صورة
إيجابية عن سلاح المخيمات أفضل من الصورة التي تسعى للظهور بها أمام وسائل
الإعلام. مشيراً في الوقت عينه إلى أن مسألة السلاح داخل المخيمات مسألة معقدة،
وليست بالبساطة التي يُتحدث بها عنه.
في العموم، يرى البعض أن الزيارة التي كانت مقررة مسبقاً، مهمة لناحية
التأكيد على النأي بالنفس، أما لناحية المفاعيل السياسية على الأرض فمن المبكر
الحديث عنها في ظل ما يجري!
المصدر: القدس للأنباء