سيناريوهات محدودة في مخيم اليرموك
الجمعة، 10 نيسان، 2015
ترتسم سيناريوهات متعدّدة لكنها محدودة للتطورات
المتسارعة في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، جنوبي دمشق، بعد مرور أكثر من أسبوع
على سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" على جزء كبير من المخيم، وسط عجز القوى
الموجودة في المخيم ومحيطه عن صدّه. وتتوجه الأنظار إلى الخطوة التي سيقدم عليها النظام
السوري وما إذا كان سيظل مكتفياً بقصف المخيم بالطائرات والمدفعية مع مواصلة حصاره،
أم سيقدم على اقتحامه مستغلاً الظروف الراهنة والتي تجعله في موقع المنقذ من هجوم تنظيم
"داعش".
وقد تصاعد الحديث في هذا الاتجاه مع تصريحات عضو
اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية وموفد الرئاسة الفلسطينية إلى سورية، أحمد
مجدلاني، والتي قال فيها إن "داعش قد أنهى الحل السياسي، ويجب البحث عن خيارات
لتخليص المخيم من أيدي التنظيم"، بعد أن كان قد أشار إلى أن "الدولة السورية
والقيادة السورية مسؤولة على جميع الأراضي السورية، وانطلاقاً من هنا، ومن حرص سورية
على حماية المواطنين، وحفظ الأمن والاستقرار، نضع الأمر بيد الحكومة السورية في ما
يخص مخيم اليرموك، وسوف ندعم أي قرار يخرج بهذا الصدد".
كذلك، صبّت تصريحات وزير المصالحة الوطنية السوري،
علي حيدر، في الاتجاه نفسه، إذ قال إن "الجيش السوري سيبدأ بعملياته العسكرية
ضد المسلحين في مخيم اليرموك، حيث إن الوضع الراهن في المخيم يستدعي حلاً عسكرياً فرضه
على الحكومة دخول المسلحين". كما اعتبر أن "الأولوية الآن لإخراج ودحر المسلحين
والإرهابيين من المخيم. وفي المعطيات الحالية، لا بد من حل عسكري ليست الدولة هي من
تختاره، ولكن من دخل المخيم وكسر كل ما قد توصلنا إليه".
على الرغم من هذه التصريحات، استبعد مسؤول ملف
اللاجئين الفلسطينيين في الحكومة السورية المؤقتة، أيمن أبو هاشم، أن تقدم قوات النظام
على اجتياح المخيم. وقال أبو هاشم، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن
"النظام يستهدف في هذه المرحلة دفع وتشجيع جميع الأطراف على محاربة بعضها البعض
لإضعافها جميعاً من جهة، ولكي يظهر نفسه من جهة أخرى بوصفه الطرف الأكثر تعقلاً والذي
لا بد من اللجوء إليه لإنقاذ المخيم". ورأى أنّ النظام "يعمل بشكل ممنهج،
منذ اندلاع الثورة، على إفراغ الوجود الفلسطيني في عموم سورية، وليس في مخيم اليرموك
وحده".
ووسط حالة الترقب لسيناريوهات الأوضاع في المخيم،
تواصلت الاشتباكات بين مقاتلي تنظيم "داعش" وكتائب "أكناف بيت المقدس"،
وتركزت في محيط منطقة ثانوية اليرموك للبنات، في شارع الشهيد جلال كعوش، بالقرب من
شارع فلسطين، بينما واصل عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" السيطرة على نحو
80 في المئة من مساحة المخيم.
من جهتها، قصفت طائرات النظام مستشفى فلسطين التابع
للهلال الأحمر الفلسطيني في مخيم اليرموك، ما أسفر عن أضرار كبيرة ومن دون وقوع إصابات
بين أفراد الطاقم الطبي. ويعتبر مستشفى فلسطين الوحيد الذي يغطي أكثر من 20 ألف شخص
محاصرين داخل المخيم. ويعمل بطاقته الدنيا في ظل استمرار جيش النظام وقوات فتح ـ القيادة
العامة بمحاصرة المخيم لليوم 642 على التوالي ومنع إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية.
كما أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة عن استقدام مقاتلين من لبنان
للمشاركة في العمليات العسكرية ضد تنظيم "داعش" في مخيم اليرموك. وقالت على
موقعها الإلكتروني إن مجموعاتها من قوات الناعمة وبيروت أصبحوا داخل المخيم في مواجهة
"داعش".
ونتيجة الاشتباكات وعمليات القصف، ارتفعت أعداد
الضحايا الفلسطينيين، منذ دخول "داعش" إلى اليرموك، إلى 22 ضحية، وذلك بعد
أن قضى لاجئان، أمس، داخل المخيم أحدهما بسبب الاشتباكات وآخر بسبب نقص التغذية والرعاية
الطبية.
وقد جدد الأهالي مناشداتهم الجهات الدولية إدخال
المواد الطبية بشكل عاجل إلى المخيم، إذ لا يزال عشرات الجرحى من دون علاج. وحذر تجمع
الأطباء الفلسطينيين في أوروبا من كارثة إنسانية وصحية وبيئية غير مسبوقة في مخيم اليرموك
إذا لم تتوقف أعمال القتال فيه.
من جهتها، أكدت الهيئات والمؤسسات الأهلية داخل
مخيم اليرموك أنها ما زالت تقوم بعملها داخل المخيم، رغم كل الظروف الصعبة والوضع الإنساني
السيئ الذي يتعرض له أهالي اليرموك نتيجة عدم توفر أدنى مقومات الحياة فيه، حيث يعاني
الأهالي من الحصار وفقدان المياه والغذاء والدواء.
المصدر: العربي الجديد