شبان من غزة ينافسون "واتساب"
بـ"فوكس تشات"
الجمعة، 17 تشرين الأول، 2014
يطمح شبان فلسطينيون من قطاع غزة إلى
منافسة تطبيق التراسل الفوري العالمي "واتساب"، من خلال طرح تطبيق جديد
على أجهزة "آيفون" يضم مزايا إضافية تجمع بين خدمات الرسائل الفورية
والتواصل الاجتماعي.
وانتهى الشبان الفلسطينيون من النسخة
الأولية لتطبيق "فوكس تشات" الذي صنعوه لصالح شركة "كي آر
تكنولوجيز"، ومن المقرر أن ينطلق على متجر "آب ستور" بشكل رسمي
نهاية العام الحالي، على أن يُطرح لأنظمة "آندرويد" لاحقًا.
ورسم المصمم أيمن الشلتوني شعار
التطبيق وواجهاته مرات عديدة على الورق قبل أن يتوصل إلى شكله النهائي، ويقول إن
واجهة التطبيق سلسة للغاية بفضل المجال الكبير الذي أتاحه له صاحب المشروع للإبداع
في ذلك.
ويضيف الشلتوني للجزيرة نت أن رسم
شعار التطبيق لم يكن بالأمر السهل، وكان التحدي في رسم شخصية الثعلب وطريقة
تجسيدها في هوية التطبيق وأيقونته، عدا عن إخراج شكل جذاب يجمع بين طريقة عرض
الرسائل وأيقونات التفاعل معها في آن واحد، لتقديم تطبيق يستطيع المنافسة في سوق
يضم مئات تطبيقات التراسل الفوري.
مسألة ذاتية
ويوضح الشلتوني الذي صمم عشرات
البرامج والمواقع الإلكترونية لشركات عالمية، أن اختيار اللون البرتقالي كان
"مسألة ذاتية" بكل المقاييس، إذ إنه استخدم تدرجاته بطريقة إبداعية
للإشارة إلى القوة والجدية والحداثة.
ويكشف مبرمج ومطور تطبيقات
"آيفون" الفلسطيني مؤمن الشطلي عن إتاحة البرنامج الجديد إمكانية حفظ
رسالة معينة لقراءتها في وقت لاحق، إضافة إلى خاصية البحث في الرسائل، وإرسال
رسائل مجدولة لعدد من الأشخاص في وقت معين، وتفعيل "حالة النوم" عند
الرغبة في ذلك.
ووفق الشطلي، يتيح "فوكس
تشات" إمكانية تفاعل المستخدمين مع بعضهم البعض بالإعجاب أو التعليق على
الرسائل، وإنشاء مجموعات محادثة خاصة وأخرى عامة، وإرسال صور بين المستخدمين،
علاوة على تقديمه دعمًا كاملا لنظام "آي.أو.أس8" الجديد من
"أبل".
وتعيق صعوبات في بعض الأحيان عمل
المبرمجين الفلسطينيين في غزة، كالمنع من السفر والإغلاق المستمر للمعابر، مما
يضطرهم للانسحاب من المشاركة في عديد المؤتمرات والمسابقات الدولية التي تنمي
قدراتهم.
ويقول المبرمج الشطلي الذي عمل مع
عدة شركات خاصة للتقنية في لبنان والإمارات وكندا، إنه يواجه مشاكل تتعلق بآلية
استقبال مستحقاته المالية من الشركات الخارجية، فضلا عن طريقة تحويلها بفعل الحصار
الإسرائيلي.
عوائق
ولفت الشطلي إلى أن انقطاع التيار
الكهربائي لما يزيد عن 12 ساعة يوميًا يمثل عائقًا كبيرًا أمام إتمام المبرمجين
أعمالهم، علاوة على أنه يشتكي من غياب بيئة العمل الصحيحة والتخصصية مما يؤثر
أحيانًا على جودة العمل، بحسب تعبيره.
وبالنظر إلى البنية التحية
"لفوكس تشات"، يوضح محمد الخضري -وهو أحد مبرمجَي التطبيق- أنه يعمل على
خادم "أوبن فاير" المشهور، وقد أجرى تعديلات وإضافات عليه لتوفير
الخدمات المطلوبة بشكل احترافي، مع السماح بقبول أي نسخة جديدة دون الحاجة إلى
إجراء تعديلات على الشيفرة البرمجية المكتوبة.
ويقول الخضري المتخصص في تطبيقات
الويب والبنية التحتية للأنظمة إن المبرمجين في قطاع غزة يمتازون عن غيرهم في
العالم، "فهم ينظرون إلى التطبيقات التي تطلب منهم نظرة ثلاثية
الأبعاد".
ويضيف "نحن لا نعمل بالقطعة فقط
لننفذ مهامنا ونستلم نقودنا، ولكننا نضفي على المشاريع التي نعمل بها الكثير من
الإضافات النوعية، وهذا ما يزيد الطلب علينا باعتبار خدماتنا نوعية وليست حوسبة
مجردة".
ومع طول فترة الحصار على القطاع،
يلجأ المبرمجون إلى الاحتكاك بالخبرات الخارجية عن بعد سيما بعد الانفتاح الكبير
في خدمات الإنترنت وسرعاتها، لكن المشكلة ما زالت قائمة في تعذر مشاركتهم في
المسابقات الدولية، وبالتالي ضياع فرص العمل.
ويقول المبرمجان الخضري والشطلي إن
هناك طلبات خارجية كثيرة على المبرمجين في غزة، لكن المصاعب تكمن في تنمية الثقة
بين الزبون الخارجي والمبرمج خاصة في المنطقة العربية، بعكس الزبائن الأجانب الذين
يظهرون سلاسة في التعامل.
المصدر : أيمن الجرجاوي- الجزيرة نت