شبح الموت يلاحق المتضررين في مراكز الإيواء
الخميس، 19 شباط، 2015
بات النازحون المقيمون في مراكز إيواء أصحاب البيوت
المهدمة في العدوان الإسرائيلي صيف 2014 فريسة للمعاناة المتفاقمة والموت في آن واحد،
والذين يلقون باللائمة على عاتق الجهات المشرفة عليها، والتي من مسئولياتها توفير سبل
الأمن والسلامة والغذاء لهم.
عائلة الكفارنة إحدى العائلات التي اكتوت بنار الحرب،
فقدمت الشهداء، وضحت بمساكنها، لتحط رحالها في مركز إيواء مدرسة الشوا التابع لوكالة
غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" في بيت حانون شمال قطاع غزة، لتفقد قبل يومين
طفلها الرضيع عزالدين (9 شهور) ولكن هذه المرة بسبب تماس كهربائي.
ويقول والده جاد الكفارنة (38 عاما) عقب تشييع ودفن
نجله الرضيع:" كنت في المدرسة، وفجأة وقت العصر صرخت بنتي، وقالت إن الغرفة اشتعلت
بالنار وإن أخاها يحترق".
ويتابع في حديثه لـ "صفا" "ذهبت مسرعًا إلى مسكني فوجدت ألسنة اللهب
تخرج من الغرفة بشكل مخيف، ولم استطع الوصول لطفلي وأطفئ النار بمساعدة جيراني إلا
بعد ثلث ساعة بسبب تأخر سيارة الدفاع المدني، حتى أسفر الحادث عن وفاة ابني حرقاً وإصابة
أخي وطفلي الآخر"
ويضيف جاد الكفارنة وهو أب لـ 14 فردا نصفهم أطفال
"نعيش بمسكن صعب جداً مساحته (8*8 ) أمتار، ولا يوجد به أدنى مقومات الحياة، وطالبت
وكالة الغوث أكثر من مرة أن يصلحوا أمَّانات الكهرباء لكني لم أجد منهم أية استجابة‘
لذلك أحملهم المسؤولية الكاملة عن موت طفلي".
وتقيم نحو 66 عائلة داخل مدرسة الإيواء من أصل أكثر
من 10 ألاف نازح في المدارس التي تديرها أونروا في قطاع غزة، بانتظار إعادة إعمار منازلهم.
ويناشد الكفارنة العالم والمجتمع الدولي بالضغط على
الاحتلال لرفع الحصار عن قطاع غزة وبدء حركة الإعمار في أسرع وقت.
لا تحمي من البرد
نموذج آخر تحكيه عائلة المصري والتي تقطن في ذات
المدرسة والتي لم تكن هي الأخرى بأفضل حال، حيث سلب البرد حياة طفلهم الرضيع مؤمن المصري
الذي لم يتجاوز الـ " شهرين" من عمره جراء المنخفض الأخير.
وتقول والدته راوية المصري (25 عام) في حديثها لـ
"صفا" والحزن بادِ على وجهها "طفلي مؤمن رزقت به بعد خمس سنوات، لكنه
مات الشهر الفائت بسبب البرد وعدم توفر وسائل التدفئة في المدرسة".
وتطالب المصري وهي أم لخمسة أطفال حكومة التوافق
الوطني بضرورة الاطلاع على أحوالهم، والإسراع في إعمار بيوتهم التي فقدوها.
من جانبه، يشير مدير مركز ايواء مدرسة الشوا ببيت
حانون فتحي حجازي في حديث لـ "صفا" إلى أن النازحين في المركز هم من أفقر
الموجودين بالمدينة، وأنهم لو عثروا على بديل لن يتواجدوا بالمركز؛ لكن لعدم وجود الشقق
والإيجار أجبرهم على السكن فيه.
وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"
قرَّرت تعليق برنامج دفع بدل الإيجار لأصحاب المنازل المتضررة في القطاع، لأكثر من
69 ألف عائلة بسبب نفاد الأموال المخصصة لذلك.
ويوضح حجازي أن مدارس "أونروا" أماكن لا
تصلح للسكن، وهي غير معدة لإيواء العائلات؛ لذلك يواجهون صعوبة في تأمين هذه المراكز
بالشكل المطلوب لهم.
ويضيف أن وكالة الغوث توفر عمال نظافة في المدرسة
وتقدم وجبة غذائية واحدة في اليوم، لكن ذلك لا يسد العجز والمعاناة الذي يعيشها المتضررون.
ويقيم نحو (13) ألف نازح من أصحاب المنازل المدمرة
في (18) مدرسة في مختلف مناطق القطاع، ومن المفترض أن توفر لهم "أونروا"
متطلبات الإيواء.
ويعبر رئيس لجنة مساندة أهالي بيت حانون محمد الكفارنة
عن استهجانه لتقصير "أونروا" في تأمين كافة مقومات الحياة وتوفير كافة عوامل
السلامة والأمان لسكان مراكز الإيواء.
ويوضح أنهم في اللجنة جلسوا مع مسؤولين في وكالة
الغوث للمطالبة بتحسين أوضاعهم لكنهم لم يجدوا أذاناً صاغية، في حين تواصلت "صفا"
مع الناطق باسم الأمم المتحدة عدنان أبو حسنة وامتنع عن الحديث في هذا الموضوع.
المصدر: وكالة صفا