شبكة فلسطين للحوار تصدر تقريراً عن ذكرى مذبحة
صابرا وشاتيلا | 16 - 9 ـ 2013
الأربعاء، 18 أيلول، 2013
وضع المخيمات الفلسطينية في لبنان قبل حدوث مذبحة
صبرا وشاتيلا
بعد حرب لبنان عام 1982 وتحديدا في 21 - 8 -
1982 وكنتيجة من نتائج الحرب وافقت منظمة التحرير الفلسطينية على الانسحاب الكامل من
لبنان وفي 30 - 8 انتهى تقريبا الوجود الفلسطيني المسلح فيها.
وبقيت مخيمات الفلسطينيين في لبنان ولكن دون قوة
عسكرية، وكانت حالتها مزرية جدا من الناحية الصحية والبيئية وقد انتشرت فيها الأوبئة
والأمراض والفقر المدقع، وكان يتواجد في المخيم الواحد من 20 - 30 ألف لاجئ، وأصبحت
هذه المخيمات السكانية الكثيفة بلا حماية بعد خروج المنظمات العسكرية.
حصار مخيمي صبرا وشاتيلا
استغل الكيان الصهيوني وضع المخيمات الفلسطينية
بعد انسحاب منظمة التحرير من لبنان فقامت قواته في 15 - 9 برئاسة "إرئيل شارون"
بحصار مخيمي " صابرا وشاتيلا " وبمشاركة رئيس حزب الكتائب الماروني النصراني
المتطرف، على أن تقوم القوات الصهيونية بمحاصرة المخيمات فقط دون تدخل، على أن تدخل
الكتائب اللبنانية المخيمات وتجري عمليات تصفية جسدية على سكانها.
مذبحة صابرا وشاتيلا
كان الكيان الصهيوني يخشى دخول المخيمات خوفا على
أفراد جيشه من حرب العصابات فأوكل المهمة إلى الكتائب اللبنانية الموالية له، وفي اليوم
التالي 16 - 9 - 1982 حدثت مذبحة صابرا وشاتيلا، التي راح ضحيتها ما يقارب 3500 شخص
من النساء والرجال والأطفال، واكتفى العالم بأسره باستنكار هذه المذبحة دون أن يحرك
ساكنا.
من فصول المذبحة
لقد تمت هذه المذبحة بوحشية كبيرة، بدأت قبل غروب
شمس الخميس 16 - 9 - 1982 باقتحام المخيمين، واستمرت المذبحة التي نفذتها ميليشيا الكتائب
اللبنانية وجنود الاحتلال الصهيوني حوالي 36 ساعة، تم فيها اغتصاب النساء والفتيات
والتمثيل بالشيوخ والأطفال، وكان جيش الاحتلال يحاصر المخيمين ويمنع الدخول إليهما
والخروج منهما، ويطلق القنابل المضيئة ليلاً لتسهيل مهمة الميلشيات، وتقديم كل الخدمات
"اللوجيستيكية" من الطعام والسلاح إلى الكتائب.
بدون عواطف
وفي صباح الجمعة 17 - 9 ظهرت أول آثار هذه المذابح
بهروب عدد من الأطفال والنساء إلى مستشفى غزة في مخيم شاتيلا حيث أخبروا الأطباء بالخبر،
واستمرت المذبحة حتى ظهر السبت 18 - 9، كان شعار "إرئيل شارون" فيها:
" بدون عواطف
" !
من شهادات الناجين من المذبحة
تقول إحدى الناجيات من المذبحة: "اقتحموا المخيم
الساعة الخامسة والنصف يوم 16 سبتمبر، لم نكن نسمع في البداية إطلاق رصاص فقد كان القتل
بالفئوس والسكاكين، كانوا يدفنون الناس أحياء بالجرافات،هربنا نركض حفاة والرصاص يلاحقنا،
ذبحوا زوجي وثلاثة أبناء لي في المجزرة،قتلوا زوجي في غرفة النوم وذبحوا أحد الأولاد
وحرقوا الآخر بعد أن بتروا ساقه، والولد الثالث وجدته مبقور البطن، كما فعلوا ذلك في
صهري
".
شهادة صحفي أمريكي بعد دخوله المخيمات عقب المذبحة:
"لم يكن هناك سوى أكوام الخراب والجثث، حيث
الجثث متراكمة فوق بعضها من الأطفال والنساء والرجال، بعضهم قد أصيب بالرصاص في رأسه
وبعضهم قد ذبح من عنقه، وبعضهم قد ربطت أيديهم إلى الخلف، أو ربطت أرجلهم، كانت هناك
رؤوس متطايرة، وقد رأينا جثة إمرأة تضم طفلها إلى صدرها وقد قتلتهما رصاصة واحدة، رأينا
نساء عرايا قيدت أيديهن وأرجلهن خلف ظهورهن، رأينا رضيعا مهشم الرأس يسبح في بركة من
الدم، وبالقرب من أحد البيوت قطعوا أعضاء طفل رضيع، ثم صفوها بعناية على شكل دائرة
ووضعوا الرأس في الوسط
!! ".
يقول قائد من قادة الكتائب اللبنانية المسيحية التي
ارتكبت المجزرة لصحفي أمريكي:
لقد انتظرنا سنوات طويلة كي نتمكن من اقتحام مخيمات
بيروت الغربية، لقد اختارنا الإسرائيليون لأننا أفضل منهم في هذا النوع من العمليات
من بيت إلى بيت
".
وعندما سأله الصحفي إن كانوا أخذوا أسرى، قال:
" هذه العمليات ليست من النوع الذي يؤخذ فيه أسرى ".
المصدر: شبكة فلسطيني للحوار