شبكة مياه جديدة في مخيم «مار الياس».. أنشأتها «الأونروا» لم يستفد منها أحد
ما قيمة التخطيط الذي تصرف عليه «الأونروا» الملايين، إذا كان التخطيط لإنشاء خزان المياه فاشلاً؟
الجمعة، 30 أيلول، 2011
عمر موسى/ خاص لاجئ نت
مرّ أكثر من نصف عام على الانتهاء من مشروع تمديد شبكة المياه الجديدة في مخيم «مار الياس»، لكن أحداً لم يستفد من هذه الخدمات الجديدة بعد، فهي ما زالت مجمدّة ومتوقفة عن العمل. وأُنشئ المشروع بالتوازي مع مشاريع مماثلة في مخيمي شاتيلا وبرج البراجة في بيروت لإعادة تأهيل شبكات المياه والصرف الصحي فيها.. وإلى الآن لم يُشغّل الخزان الذي سيزوّد الشبكة الجديدة، فقد ثبت بالتجربة أن الخزان الجديد لا يصلح للاستعمال ويحتاج إلى ترميم بعدما ثبت أنه يسرّب المياه (ينشّ)، وغير مؤهل لاستيعاب آلاف الليترات من المياه. كذلك هناك حاجة لحفر بئر ماء ثالثة في المخيم لتأمين حاجة الأهالي المتزايدة.
فقد أجمعت جميع الدراسات التي أُجريت على كمّية المياه المطلوبة لسدّ حاجات السكان على أن الحاجة ملحّة لحفر بئر ثالثة في المخيم، وهذا ما اقرّت به دائرة الهندسة في «الأونروا»، لكن ذلك لم ينفّذ.
من المسؤول؟
وعقد أهالي المخيم اجتماعاً مشتركاً مع دائرة الهندسة في «الأونروا» سابقاً نُوقشت خلاله أوضاع شبكة المياه الجديدة وتم إبلاغهم في الاجتماع أن الأموال المطلوبة لحفر بئر ثالثة غير متوافرة من الجهات المانحة حالياً، وإلى أن تتوافر الأموال سيبقى وضع الشبكة الجديدة على حاله، ما يطرح عدة أسئلة وبشكل جدي:
1- ماذا لو كنا قد وافقنا على إزالة شبكة المياه القديمة؟
2- ما هي الجدوى إذن من بناء خزان و«الأونروا» تعلم أن المخيم بحاجة إلى بئر ثالثة؟
3- ما قيمة التخطيط الذي تصرف عليه «الأونروا» الملايين، إذا كان التخطيط لإنشاء خزان المياه فاشلاً؟
4- من يتحمل مسؤولية عدم تلبية الحاجات، والإسراف فيما أمر لم ينتج منه شيء، والأضرار التي كانت ستلحق بالسكان لو استجابوا لطلبات «الأونروا»؟
يقول أحد مسؤولي اللجنة الشعبية في المخيم إن «الأونروا» قالت لهم أنها تعمل على تأمين الأموال اللازمة لإنهاء ما بقي من تصليحات، ووعدتهم «الأونروا» أنها ستدفع ما يلزم في حال توافر المال لديها في أقرب وقت ممكن.
لكن لحسن الحظ أن السكان حظوا بترميم للشكبة القديم من دون إزالتها، إضافة إلى صيانة شبكة الصرف الصحي وصبّ أرضية الزواريب وتحسين الممرات وزيادة مصافي تسريب المياه.
واستمرت إعادة تأهيل الشبكة نحو نصف عام أربكت الحياة داخل المخيم، فقد صاحَبَها أعمال حفريات وتغيير طرق وإغلاق أخرى، إضافةً إلى انتشار الروائح وقد غُطت الأرض بالرمال الموحلة، وتحمّل أهالي المخيم هذه المعاناة مؤقتاً ليستفيدوا من أهداف المشروع وينتفع أصحاب المنازل من هذه الخدمة، لأن معظم السكان كان يشكو من قلة المياه التي تصل إلى منزله وأحياناً لا يجد مياهاً كافية لحاجاته. وشكل مجموعة من الشبان في المخيم تجمعاً شبابياً تطوعياً لتنظيف المخيم وتحسين الطرقات والمساعدة في التخفيف من الآثار السلبية للمشروع.
وأقامت «الأونروا» هذا المشروع بدعم من الاتحاد الأوروبي بعد اهتراء أجزاء من الشبكة القديمة وازدياد الضغط والطلب على المياه بسبب ازدياد عدد السكان المقيمين في المخيم، حيث يعيش في المخيم نحو 250 عائلة (1200 فرد - إحصاء 2009)، ويُعد أصغر المخيمات الفلسطينية في لبنان من حيث المساحة وعدد السكان. وقد تضخم عدد السكان أيضاً بسبب توافد أعداد كبيرة من المستأجرين من الجالية السورية والأثيوبية التي تهرب من غلاء الأسعار في المدينة خارج المخيمات، ويجذبهم تدني الأسعار وغياب التكاليف الإضافية للمياه والكهرباء وضرائب البلدية، مما يوفّر عليهم الكثير من المصروفات التي تُدفع بشكل مقطوع داخل «مخيم مار الياس».
عقدة الكهرباء القادمة
مخيم «مار الياس» هو الأوفر حظاً بين المخيمات من حيث تقنين الكهرباء إذ يحصل على 21 ساعة كهرباء في اليوم كباقي أحياء منطقة رأس بيروت. لكن أهالي المخيم على أبواب تحديات أُخرى جديدة، وهي تحسين شبكة الكهرباء التي بدأوا بجمع التبرعات والمساهمات لها للحصول بعد ما أجروا دراسة عن وضعها الحالي وما تحتاجه الشبكة من تنظيم للأسلاك ورفع الأخطار عن المنازل وإعادة تثبيتها بشكل يكفل عدم تعرضها للأعطال مستقبلاً.