شهادات حية على اقتحام الاحتلال المسجد الأقصى
الخميس، 17 أيلول، 2015
"شعرت بأنها النهاية وأن المسجد الأقصى لم يعد لنا بعد
الآن بعدما حاصرت القوات الخاصة المعتكفين داخل المصلى القبلي، وبدأت بإطلاق الرصاص
المطاطي والقنابل الصوتية والغاز المدمع داخله، لا يمكن وصف الوحشية التي استخدمها
الاحتلال ضد الشبان العزل داخل الأقصى".
هكذا يصف الحاج الثمانيني أبو ناجي ما حدث أثناء اقتحام قوات
الاحتلال المسجد الأقصى على مدار ثلاثة أيام، مؤكدا للجزيرة نت أنها الاعتداءات الأعنف
التي يشهدها منذ بداية توجهه للأقصى بشكل يومي قبل 17 عاما.
ويضيف "عندما يقف المسلمون مكتوفي الأيدي ويشاهدوننا
نُقتل والأقصى ينتهك يوميا، أليس هذا عارا؟ الأقصى ليس للفلسطينيين وحدهم وإنما لجميع
أمة رسولنا محمد، وإذا بقي الوضع كما هو عليه الآن فمصير الأقصى كالحرم الإبراهيمي
بالخليل، وربما أسوأ".
روايات الاقتحام
وفي حديث آخر للجزيرة نت قال الحارس في المسجد الأقصى
"ح. ص" إن أول اقتحام لساحات الأقصى بدأ في حوالي الساعة السادسة من صباح
الأحد، حيث تم الاعتداء على المسنين والشباب والموظفين بنفس "الهمجية".
ويقول إن القوات الخاصة الإسرائيلية استخدمت تكتيكا سريعا
في تقدمها وتراجعها عن المصلى القبلي لتمويه المعتكفين ودفعهم للخروج منه، فكانت الأحداث
تتوالى بشكل متسارع، حيث يحصل طارئ جديد كل خمس دقائق.
ويضيف أنه كان يؤدي مهمته في حراسة ساحة الصخرة المشرفة عندما
تقدم نحوه سبعة من عناصر القوات الخاصة وطلبوا هويته الشخصية وصوروها، ثم توجه لمساعدة
حارس آخر على إخراج سائح "شاذ جنسيا" من ساحات الأقصى، وعند وصولهم إلى باب
السلسلة فوجئوا بعدد كبير من عناصر القوات الخاصة تهاجمهم بالضرب وتقتادهم للمحكمة.
ويقول إن النساء المسلمات يمنعن من دخول الأقصى ويضربن على
أبوابه، فيما يدخل المتطرف والسائح الشاذ لالتقاط الصور فيه، مضيفا "ذرفت الدموع
تلقائيا لأنه لم يبق شيء لم يدنس، وكرامة لم تُهن، الأقصى أمانة بأعناق جميع المسلمين
وليس الفلسطينيين والمقدسيين فقط، وسنسأل عن هذه الأمانة جميعنا يوم القيامة".
العام الأعنف
أما الحاج موسى الجولاني (60 عاما) فيقول إنه مكث بعد صلاة
الفجر في المصلى القبلي أمس ليفاجأ في تمام الساعة السابعة بمحاصرة شرطة الاحتلال والقوات
الخاصة للمصلى دون سابق إنذار، حيث اقتحمه العناصر وعبثوا بمحتوياته، فدمرت الكثير
من الممتلكات وتحول المصلى إلى "ساحة حرب".
ويضيف "لم نتمكن من التنفس بسبب كثافة الغاز المدمع،
فمن لم يصب بالرصاص المطاطي والقنابل الصوتية أغشي عليه لكثافة الغاز داخل المصلى".
وتابع أنه يشعر بالتشاؤم مع حلول موسم الأعياد اليهودية،
لأنه بات يدرك أن تداعياتها ستكون خطيرة على الأقصى والمقدسيين، معتبرا أن هذا العام
هو الأعنف على جميع الصعد.
بدورها، تقول السادنة بالمسجد الأقصى نجوى الشخشير إن الاحتلال
قصد بعدوانه الأخير على الأقصى تخريب المحتويات، حيث كسر جنوده الأبواب وحرقوا السجاد
وألقوا القنابل والغاز داخل المصلى القبلي، مضيفة "أكثر ما آلمني هو دخول جنود
الاحتلال وتدنيسهم سجاد المصلى بأحذيتهم العسكرية".
وتتساءل السادنة "نحن نعلم أن الشعوب العربية لا تتمكن
من التوجه إلى القدس لنصرته، لكن لماذا لا تقوم الدول العربية بطرد السفراء الإسرائيليين
لديها كإجراء احتجاجي للاعتداء على الأقصى؟ وهذا أضعف الإيمان".
وعلى بعد أمتار من المسجد كانت الناشطة المقدسية المبعدة
عن المسجد الأقصى زينة عمرو شاهدة على الاعتداءات بحق المقدسيين على أبواب الأقصى عامة،
وباب السلسلة خاصة.
وتصف الناشطة المقدسية ما يدور على أبواب الأقصى وداخله بجريمة
حرب، قائلة "نواجه حربا عسكرية ضروسا ضد البشر والحجر والأرض وكل ما هو مقدس في
القدس".
وتضيف أن الاحتلال يريد أن يحتفل بأعياده داخل ساحات المسجد،
وأن يفرض سياسة الأمر الواقع عليه، فالمقدسيون يعيشون اليوم بين مطرقة الاحتلال وسندان
صمت العرب على تدنيس مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم، حسب رأيها.
المصدر : الجزيرة