شهداء مسيرة العودة مكرمين
الإثنين، 25 تموز، 2011
اجتمع المئات على باب مخيم مار الياس يوم الجمعة الماضي لتكريم شهداء مسيرة العودة الاولى والثانية. شهداء الجولان وجنوب لبنان الذين سقطوا في 15 أيار و5 حزيران الماضيين كانوا حاضرين فهذه مناسبتهم..
علاء العلي
تقترب من احد المداخل المخصصة للاحتفال، يُطلب منك التوجه إلى المدخل الآخر.. فالدرج الخشبي المستحدث هنا والمغطى بالسجاد الأحمر مخصص للشخصيات الرسمية. تواصل السير باتجاه بوابة الناس العاديين. ترافقهم بالدخول إلى باب خيمة احتلت المكان منذ ايام قليلة حيث عمل شباب الاتحاد القومي العربي على تهيئة مكان الاحتفال. تقف بالقرب من المنصة فرقة اجراس العودة الكشفية من مخيم نهر البارد. تعزف «عالرباعية» للترحيب بالشخصيات الرسمية. تتخذ لنفسك مكاناً قرب المنصة لتتابع الاحتفال. يبدأ التكريم بآيات قرانية، يليها النشيدان اللبناني فالفلسطيني. بعدها يعتلي المنصة احد ابناء مخيم مار الياس ليلقي كلمة ترحيبية بالحضور. يبدأ ممثلو القوى والاحزاب بإلقاء الكلمات. علي بركة ممثل حركة حماس في لبنان شدد «على نجاعة سلاح المسيرات السلمية في اثبات تمسك اللاجئين الفلسطينيين بحق العودة» الذي هو «جوهر القضية الفلسطينية».. مطالباً الحكومة اللبنانية بدعم هذا الحق عبر «اعطاء الفلسطينيين حقهم في التملك والعمل والاسراع في اعادة اعمار نهر البارد». ثم كلمة ممثل الرئيس السابق اميل لحود الذي ذكّر بإصرار لبنان على «إدراج حق العودة ضمن المبادرة العربية في قمة بيروت عام2002». كلمة المقاومة الاسلامية في لبنان ألقاها الشيخ نبيل قاووق الذي تحدث عن «تماهي نضال المقاومة الفلسطينية واللبنانية». ففي مارون الراس «صنع المقاومون نصرهم الإلهي في 2006 وكذلك صنع رجال العودة مجد العودة في مارون الراس 2011». اما كلمة شباب الثورة المصرية فألقاها ابراهيم ديراوي الذي هنأ الحضور بالثورة المصرية التي «استلهمت تجربة المقاومتين اللبنانية والفلسطينية»، مطالباً «القوى الفلسطينية بإنجاز اتفاق المصالحة المبرم في القاهرة».
تترك مكانك، تستكشف احوال الجمهور «العادي» البعيد عن المنصة. «تندس» بينهم فتسمع من يعلق على صعود شخص ثان من مخيم مار الياس للترحيب بالحضور. يلتفت احدهم إلى زميله ليقول له «شو صاير؟ المخيم اكبر من الفصائل». لحظات وتعود الشخصيات الرسمية إلى المنصة للحديث السياسي مع نائب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي توفيق مهنا.
لكن مع وصول عمر الشهابي إلى المنصة لإلقاء كلمة باسم الجبهة الشعبية القيادة العامة، يبدأ بعض الحضور بالانسحاب بينما يتولى آخرون التصفير لمقاطعة الشهابي الذي رد عليهم «يلي مش عاجبو يترك القاعة». تحاول أن تفهم سبب الغضب بين الجمهور لتعرف انه بسبب احداث مجمع الخالصة في مخيم اليرموك يوم تشييع شهداء يوم النكسة في، 6 حزيران، حين اطلق الحراس النار على المتظاهرين فأردوا بعضهم وأصابوا العشرات.. بالإضافة إلى الشائعات التي كثرت عن اعتقالات في مخيم اليرموك بناءً على قوائم اعدّتها القيادة العامة. اجواء التوتر هذه تنتهي بصعود والد الشهيد قيس ابو الهيجا إلى المنصة ليلقي كلمة باسم عوائل الشهداء.
يختتم الحفل بكلمة منظمة التحرير التي ألقاها فهد ابو خلدون من الجبهة الديمقراطية.ليبدأ الحضور بالمغادرة. آخر المغادرين للخيمة هم الجرحى وعوائل الشهداء ومن حولهم مجموعة تهتف: «ما بيمثل فلسطين الا منظمة التحرير». هتاف يلقى صدى من اصوات اخرى. تستفسر عن مشاركة حركة فتح لتعرف انها شاركت رمزياً عبر عريفة الحفل ومندوب من السفارة.
--------------------------------------------------------
في احدى زوايا ساحة الاحتفال ارتفع علم فلسطيني كبير ظل يرفرف طوال الوقت، بينما وزعت اعلام فلسطينية ولبنانية على الكراسي المنتشرة داخل القاعة. ومع بدء وصول الحضور، ارتفعت بضعة اعلام للمرابطون على احد المداخل، لكن عددها بدا ضئيلاً مع وصول جمهور الحزب القومي حيث انتشرت اعلامه السوداء تتوسطها الزوبعة. وكان لافتاً اثناء الاحتفال وصول مجموعة من السوريين ترفع لافتة تحمل صورتين للرئيس بشار الاسد ومدينة القدس تتوسطهما عبارة «حق العودة حق مقدس» موقعة باسم «الجالية العربية السورية في لبنان».
المصدر: جريدة الأخبار اللبنانية