السبت، 16
أيلول، 2023
منذ نكبته عاش
الشعب الفلسطيني المظلوم عشرات المجازر والمذابح، وفي مثل هذا اليوم السادس عشر من
سبتمبر من العام 1982 بدأت مجزرة صبرا وشاتيلا التي ارتكبها الجيش الصهيوني،
وجماعات لبنانية موالية له، ضد اللاجئين الفلسطينيين في مخيم صبرا وشاتيلا،
واستمرت 3 أيام.
ورغم أن هذه
المجزرة سبقتها عشرات المجازر وتلتها أخرى إلا أنها أصبحت علامة فارقة في تاريخ
الشعب الفلسطيني بسبب بشاعتها المفرطة وظروفها القاسية وتفاصيلها الإجرامية.
وصبرا هو اسم حي
تابع إداريا لبلدية الغبيري في محافظة جبل لبنان، تحدّه مدينة بيروت من الشمال،
والمدينة الرياضية من الغرب، ومدافن الشهداء من الشرق، ومخيم شاتيلا من الجنوب،
ولا يُعدّ مخيمًا رسميًّا للاجئين رغم ارتباط اسمه بشاتيلا الذي يعدّ مخيمًا دائما
للاجئين، حيث أسسته وكالة أونروا عام 1949، لإيواء مئات المهاجرين من قرى شمال
فلسطين بعد النكبة.
وبدأت المجزرة
مع حلول مساء يوم 16 سبتمبر 1982، حيث بدأ جنود الاحتلال الصهيوني بقيادة المجرم
أريئيل شارون والمجموعات الموالية له التقدم عبر الأزقة الجنوبية الغربية إلى مخيم
صبرا وشاتيلا المقابلة لمستشفى عكا في منطقة كانت تسمى "الحرش”، وانتشروا في جميع
شوارع المخيم وسيطروا عليه بالكامل.
وعلى مدار 3
أيام بلياليها، ارتكبوا مذابح بشعة ضد أهالي المخيم العزل، استخدموا فيها الرشاشات
والمسدسات والسكاكين والسواطير والبلطات.
ونقل شهود
عايشوا المجزرة مشاهد لحوامل بقرت بطونهن وألقيت جثثهن في أزقة المخيم، وأطفال
قطعت أطرافهم، وعشرات الأشلاء والجثث المشوهة التي تناثرت في الشوارع وداخل
المنازل المدمرة، كما اقتادوا ممرضين وأطباء من مستشفى عكا إلى وجهات أخرى حيث تمت
تصفيتهم.
ورغم مرور وقت
طويل على المجزرة، لا زال التضارب في أعداد الضحايا سيد الموقف، وبرزت أرقام
مختلفة قدرت القتلى ما بين 700 – 5 آلاف، لكن الرقم الذي يبدو أقرب إلى الدقة من
بين مجمل ما نشر هو ما توصلت إليه الباحثة الفلسطينية بيان نويهض الحوت، ونشرته في
كتابها "صبرا وشاتيلا-سبتمبر 1982″، حيث قدّرت عدد القتلى بـ1300 شخص على الأقل،
واستندت في ذلك إلى مقارنة 17 قائمة لأسماء الضحايا ومصادر أخرى.
وفي الذكرى
الـ41 للمجزرة، حمّل جهاز العمل الجماهيري في حركة حماس بلبنان، الاحتلال الصهيوني
وعملائه المسؤولية الكاملة عن مجزرة صبرا وشاتيلا التي قتل فيها المئات من الرجال
والنساء والأطفال في الـ 16 من أيلول عام 1982.
وأشار "العمل
الجماهيري” في بيانٍ صحفي، أن الهدف من المجزرة الانتقام من صمود الشعبين
الفلسطيني واللبناني اثناء الاجتياح الصهيوني، والانتقام من تاريخ مخيم شاتيلا
الذي كان مركزا مهما من مراكز الثورة الفلسطينية، وتهجير المجتمع الفلسطيني في
لبنان للقضاء على المقاومة الفلسطينية وعلى حق العودة.
وأكدت حماس على
ضرورة محاكمة ومعاقبة كل المجرمين الصهاينة وعملائهم من الميليشات المحلية الذين
ارتكبوا هذه المجزرة.
وقالت إن صمود
أهالي صبرا وشاتيلا وتحملهم معاناة وآلام هذه المجزرة ونتائجها المروعة وتضحياتهم
الكبيرة، أفشل مخطط الاحتلال وعملائه في تهجير الفلسطينيين وتدمير المخيم
والانتقال لتدمير وتهجير باقي المخيمات.
وشددت حماس أن
الشعب الفلسطيني لن ينسى أهالي مخيم صبرا وشاتيلا وستظل تضحياتها في ذاكرة الأجيال
والعالم.