القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 28 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

صفحات التواصل الاجتماعي.. كيف سخّرها اللاجئون الفلسطينيون في سورية لخدمة قضيتهم والدفاع عنها في ظل الصراع الدائر في سورية؟

صفحات التواصل الاجتماعي

كيف سخّرها اللاجئون الفلسطينيون في سورية لخدمة قضيتهم والدفاع عنها في ظل الصراع الدائر في سورية؟


بقلم: فايز أبوعيد – خاص لاجئ نت

صفحات ومنتديات وشبكات لا تعد ولا تحصى أنشأت باسم المخيمات الفلسطينية سواء في سورية والشتات مستفيدة من ثورة الاتصالات مستخدمة الطفرة التكنولوجية لنقل أخبار المخيمات بكافة تفاصيلها من اجتماعية وثقافية وسياسية وفعاليات يومية من أجل التواصل بين أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات، ودفاعا عن القضية الفلسطينية وحقوق اللاجئين الفلسطينيين، ولكن التساؤلات التي تثار ونحن في حضرة هذا الزخم الكبير من الصفحات هي "هل نعيش حالياً مرحلة الإعلام الجديد؟ وهل كان الحضور الفلسطيني على شبكة الانترنت معادلاً موضوعيًا للوجود، وللرغبة في تأكيده على أرض الواقع وفي ميدان المواجهة؟ وإذا كان كذلك كيف سخّر الفلسطينيون الإعلام الجديد في خدمة قضيتهم والدفاع عنها؟

من الواضح أن جميع الصفحات والمجموعات التي أنشئت على مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك، تويتر، يوتيوب وغيرها، وبحسب بعض الآراء التي سبرناها تقول أنها قد أدت الرسالة والهدف الذي أنشئت من أجله بغض النظر عن من إنشائها والجهة التي تدعمها والدليل على ذلك أن هناك صفحات لقيت انتشارا واسعا وعدد من المعجبين لا يستهان به بسبب مصداقيتها وحياديتها وموضوعيتها، ولكن بالمقابل هناك من يرى أن كثرة هذه الصفحات قد يشتت المتلقي ويدخله في متاهات هو بغنى عنها، أما الرأي الثالث فيؤكد أن الصفحات الجيدة تبقى أما الصفحات الرديئة فتذهب أدراج الرياح وتبقى أسيرة عدد من المعجبين ثم تزول وتنسى، من أجل هذا كله اعتمدنا تسليط الضوء على الصفحات التي تتحدث عن المخيمات الفلسطينية في سورية ومدى أهمية الإعلام الجديد وتأثيره في نشر الوعي وكيفية استخدامه من قبل أبناء الشعب الفلسطيني في الشتات للتواصل مع أهلهم ودعما لقضيتهم، وهل بالفعل كان لهذه الصفحات الافتراضية أثرا كبيرا في تحقيق الهدف المرجو منها.

من الملاحظ أن جميع هذه الصفحات تنقل جميع أخبار ونشاطات والأحداث التي تجري محاولة إضفاء المصداقية على عملها، وقد حققت هذه الصفحات تواصل كبير بين أبناء المخيم والمغتربين في الشتات، ولكن برأي البعض يبقى تأثير هذه الصفحات محصور في نطاق ضيق.إلا وهو نطاق المهتمين بالشأن الفلسطيني.

واللافت للانتباه أن جميع هذه الصفحات تعرض أهم أخبار ونشاطات وفعاليات المخيم من كافة النواحي.

كما تبرز الأوضاع الاجتماعية والمناسبات وتناقش تطوير المخيم وحل مشاكل المخيم بحيادية وموضعية بقدر الإمكان، فجميع هذه الصفحات تعمل تحت عنوان واحد وبهدف واحد هو من مخيمات الشتات، من أقرب مخيّم إلى الأراضي المحتلة، من المخيم الذي تصله رائحة فلسطين من المخيم الذي قدم نصف أبناءه شهداء في سبيل القضية لن نتنازل ولن نفرّط بحقنا بالعودة إلى مُدننا وقرانا في فلسطين... ولن نبقى أسرى مخيّمات الشتات، سنبقى نقدّم أرواحنا رخيصة في سبيل تحرير الأرض والعودة إليها.

ومن الملاحظ أن معظم تلك الصفحات تركز على عدم انتمائها لأي فصيل أو حزب أو حركة وهي تهتم بحق العودة وبالشأن الفلسطيني وتاريخ الثورة الفلسطينية بكافة فصائلها..والتراث والشعر الفلسطيني وأخبار المخيمات..وشعارها هو كل فلسطين وكلنا تحت علم فلسطين..ونحترم ونقدر كل الحركات والتنظيمات الفلسطينية بكافة أشكالها وميولها.

بناءً عليه يمكن القول إن اللاجئ الفلسطيني يمتلك دوافعه النفسية الخاصة لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، فلم يكن الفراغ وإنكار الواقع أو التسلية سبباً في إقباله على تلك المواقع، بل كان دافعه الرئيسي في ذلك أنه وجد فيها سبيلاً ليشارك في مسيرة التحرير والعودة بعد أن حالت المسافات والحدود بينه وبين قضيته، فاستطاع أن يحول تلك المواقع لمنابر للتعريف بقضاياه العادلة، وخير دليل على ذلك صفحات الفيس بوك التي أنشأها اللاجئون الفلسطينيون في الشتات فكانت المولد لمسيرة العودة الأولى في 15-5-2011، وأولى الخطوات التي وصلت بين عالم اللاجئين الرقمي والواقع، كما أن اللاجئين أسسوا صفحات عدة لمخيماتهم للتعريف بمعاناتهم وآلامهم التي يعيشونها بسبب اللجوء والطرد من وطنهم، وكذلك لتعزيز التواصل فيما بينهم، مما أنتج العديد من النشاطات والفعاليات التي انطلقت من تلك الصفحات ومن تلك المبادرات على السبيل المثال "حملة أنا راجع" بمخيم اليرموك في الذكرى 64 للنكبة الفلسطينية وأيضا حملة "حييوا الشهيد" التي أحيت الذكرى الأولى لشهداء مسيرة العودة الأولى والثانية، أما مع بدأ الصراع الدائر في سورية فقد أنشأت العديد من الصفحات ما بين مؤيد للسلطات السورية ومعارض لها باتت كل واحدة منها تنقل أخبار المخيمات الفلسطينية في سورية حسب رؤيتها وتموضعها من الأحداث في سورية ولكن رغم اختلافها بقي الحرص على الحفاظ على المخيمات وتحييدها وعدم زجها في أتون الحرب الدائرة في سورية والتأكيد على أن الفلسطينيين بوصلتهم فلسطين هي السمة الأساسية التي جمعت هذه الصفحات رغم اختلافها الشديد من المسألة السورية.

وأخيرا علينا أن نشير إلى أهمية دور الإعلام الجديد في التأثير على الرأي العام العالمي وفضح السياسات العدوانية التي ينتهجها الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين، حيث اعتبر59% من الألمان أن الكيان الصهيوني كيان عدواني، وهذا التبدل الحاصل في وجهات النظر لم يكن ليتم لولا قدرة الشباب الفلسطيني على تسخير مواقع التواصل الاجتماعي والاستفادة منها في إيصال معاناتهم لجميع شعوب العالم وبمختلف اللغات.