القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الإثنين 25 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

صفقة الأسرى اليوم: سبع مراحل في سبعة أماكن

أحمد سعدات في المستشفى بعد تدهور صحته
صفقة الأسرى اليوم: سبع مراحل في سبعة أماكن

الثلاثاء، 18 تشرين الأول، 2011

تدخل صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس حيز التنفيذ، اليوم، وسيتم بموجبها إطلاق سراح 477 أسيرا فلسطينيا كمرحلة أولى في مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي في قطاع غزة جلعاد شاليط.

وفيما ظلت التفاصيل الدقيقة حول عملية التسليم محاطة بقدر من السرية، فإن توقعات سير العملية، وفقا لمعلومات من تقارير صحافية ومصادر إسرائيلية ومن حركة حماس، ستتم على النحو الآتي:

في المرحلة الأولى، سيخضع 430 من أصل 450 من المعتقلين الذكور الذين سيفرج عنهم لفحوص أمنية أخيرة في سجن «كتسيعوت» في صحراء النقب، ابتداءً من صباح اليوم ، بينما سيخضع الباقون مع الأسيرات لهذه الفحوص في سجن «هشارون» في مدينة نتانيا

في شمالي فلسطين المحتلة. وسيستقل المعتقلون المتجهون إلى غزة حافلات ستأخذهم إلى معبر كرم، فيما سيؤخذ الباقون إلى حاجز بيتونيا قرب رام الله.

وفي المرحلة الثانية، يسلم جلعاد شاليط في غزة إما إلى ممثل عن الصليب الأحمر أو مسؤول مصري سيؤكد لإسرائيل أن شاليط على قيد الحياة وفي صحة جيدة.

وفي المرحلة الثالثة، تطلق إسرائيل 27 أسيرة فلسطينية وتتجه 21 منهن إلى الضفة الغربية، وواحدة إلى القدس الشرقية، وواحدة إلى أراضي 1948، وواحدة إلى الأردن، بينما سيتم إبعاد الأخيرة إلى قطاع غزة.

وفي المرحلة الرابعة، ينقل شاليط إلى سيناء عبر معبر رفح حيث من المفترض أن يبقى هناك مدة خمس عشرة دقيقة على الأكثر، لتبدأ المرحلة الخامسة، فور تلقي إسرائيل تأكيداً بوصول الجندي إلى سيناء، بحيث ستأمر بإطلاق سراح 450 أسيرا إلى غزة والضفة الغربية. وسيدخل 300 معتقل إلى غزة عبر معبر رفح أو معبر كرم أبو سالم. وسيطلق سراح 96 أسيرا على حاجز بيتونيا. كما سيطلق سراح 14 أسيرا من القدس الشرقية من مركز للشرطة في القدس الغربية. وسيطلق سراح ستة أسرى من فلسطينيي 48 من مراكز للشرطة قرب مدنهم. كما سيتم تسليم 40 معتقلا إلى مصر، حيث سيتم بعدها إبعادهم إلى تركيا أو سوريا أو قطر.

أما المرحلة السادسة فتبدأ في الوقت الذي يتم فيه إطلاق سراح المعتقلين، إذ سيدخل شاليط معبر نيتزانا (50 كيلومترا جنوبي غزة) حيث سيخضع لفحص طبي شامل ليجري بعدها اتصالا مع عائلته، وبعدها تكون المرحلة السابعة والأخيرة، حيث سينقل شاليط جواً إلى قاعدة «تل نوف» الجوية قرب تل أبيب حيث سيخضع للمزيد من الفحوص الطبية وسيلتقي عائلته، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع ايهود باراك، ورئيس هيئة الأركان بني غانتس.

وأظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن الغالبية العظمى من الإسرائيليين تؤيد صفقة التبادل. ووفقا للاستطلاع فإن 79 في المئة من الإسرائيليين يؤيدون صفقة شاليط، بينما يعارضها 14 في المئة فقط. وأشار 50 في المئة من المستطلعين إلى أنهم يخشون من انعكاسات سلبية لإطلاق سراح المعتقلين على أمن الإسرائيليين وسلامتهم، بينما قال 48 في المئة إنهم لا يخشون ذلك وإنهم يثقون بالقوى الأمنية.

وكثفت حركة حماس استعداداتها لاستقبال الأسرى لدى وصولهم عبر معبر رفح. وسيكون في استقبال الأسرى عند بوابة المعبر مسؤولون كبار في حماس وحكومتها المقالة وفصائل أخرى إلى جانب عدد من ذويهم، ويجرى لهم استقبال رسمي باستعراض حرس الشرف وعزف النشيد الوطني الفلسطيني. يلي ذلك نقل الأسرى مباشرة إلى ساحة الكتيبة غربي غزة، حيث يقام لهم احتفال شعبي يلقي فيه رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية والأسير المحرر القيادي في كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس يحيى السنور خطابين.

ووصلت عائلات لمعتقلين فلسطينيين من الضفة الغربية سيتم إبعادهم الى غزة إلى القطاع خلال الساعات الأخيرة عبر معبر رفح تمهيدا للمشاركة في استقبال الأسرى.

وفي رام الله يجرى احتفال مشترك للفصائل قبالة حاجز «عوفر» غربي رام الله، ومن ثم مهرجان شعبي في مقر الرئاسة يلقي فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس كلمة للترحيب بالأسرى المفرج عنهم.

وقال القيادي البارز في حركة حماس عزت الرشق إن وفدا رفيع المستوى برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل سيستقبل الأسرى الفلسطينيين المشمولين في المرحلة الأولى من صفقة التبادل في القاهرة. ويضم الوفد، إلى جانب مشعل، كلا من نائب رئيس المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق والقياديين نزار عوض الله ومحمد نصر وصالح العاروري وعزت الرشق، بحسب المسؤول الفلسطيني.

وحول ترتيبات عملية التبادل، أوضح الرشق أن «تسليم شاليط سيتم وسط إجراءات لن يعلن عنها مسبقا إلا أنها ستضمن التبادلية والتزامنية مع تسلم الأسرى الفلسطينيين». وشدد على أن «شاليط سيحتفظ به حتى يتم الاطمئنان على تسلم الأسرى الفلسطينيين من قبل الجانب المصري بالتعاون والتنسيق مع جهاز الاستخبارات المصرية».

وحول الأسرى الأربعين الذين سيتم إبعادهم إلى الخارج، كشف الرشق أن «حماس تتابع ترتيب أوضاعهم ومكان استقرارهم من خلال التنسيق مع عدد من الدول العربية والإسلامية». وأكد أن «عددا من الدول أبدت رغبتها في استضافة هؤلاء الأسرى، ومن بينها سوريا وقطر وتركيا».

وشدد الرشق على أن «ملف الأسرى هو من العناوين المهمة التي تجمع الشعب الفلسطيني وتوحده، لذلك فقد جرت اتصالات مع (الرئيس الفلسطيني) محمود عباس لتأكيد هذا العنوان وليكون الاحتفال في القطاع والضفة احتفالا وطنيا».

وأضاف الرشق انه اتصل برئيس المجلس التشريعي عزيز الدويك شخصيا «من اجل بذل الجهود مع عباس والفصائل الفلسطينية الأخرى لتشكيل لجنة عليا في الضفة تعنى بموضوع استقبال الأسرى وتمثيل فعاليات كل الشعب الفلسطيني والفصائل الفلسطينية».

وكان هنية قد أجرى أمس اتصالا هاتفيا بالرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد وشرح له تفاصيل صفقة التبادل. وجاء في بيان أصدره مكتب هنية أن الأخير شكر نجاد على «دعم الانتفاضة الفلسطينية» و«وضعه في صورة تفاصيل صفقة تبادل الأسرى»، مشيراً إلى أن الرئيس الإيراني «هنأ الشعب الفلسطيني والأسرى وذويهم بهذا الانجاز والانتصار الكبير، مضيفا أن الشعب الإيراني يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى ينال حريته واستقلاله».

في هذا الوقت، نقلت وكالة «أنباء الشرق الأوسط» عن مصدر مصري مطلع قوله إن صفقة تبادل الأسرى تتضمن تحسين أوضاع الأسرى الفلسطينيين، وإنهاء كل الإجراءات الاستثنائية المطبقة ضدهم في السجون الإسرائيلية.

يأتي ذلك، في وقت قال نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عبد الرحيم ملوح انه تم نقل الأمين العام للجبهة احمد سعدات إلى مستشفى الرملة الإسرائيلي العسكري بعد تردي وضعه الصحي نتيجة الإضراب عن الطعام المستمر منذ عشرين يوما.

ويلتزم سعدات (57 عاما) ومئات المعتقلين الفلسطينيين بإضراب عن الطعام منذ عشرين يوما ضد سياسة العزل الانفرادي التي تمارسها إسرائيل بحق عدد منهم، ومن ضمنهم سعدات، الذي مضى على وجوده في العزل الانفرادي أربع سنوات.

وكانت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية خالدة جرار قالت إن محامين لسعدات ومندوبا عن الصليب الأحمر زاروا سعدات ووجدوا أن «حالته الصحية متردية ولم يستطع إكمال اللقاء» معهم.

وحذرت منظمة التحرير الفلسطينية من تدهور أوضاع الأسرى في السجون الإسرائيلية مع تواصل إضرابهم عن الطعام بالتدرج منذ 27 من أيلول الماضي. وحملت اللجنة التنفيذية للمنظمة، في بيان صحافي، الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى، وبخاصة سعدات.

وأعلن وزير شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين عيسى قراقع أن كافة الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي علقوا إضرابهم. وأفاد قراقع بأن الأسرى علقوا إضرابهم على خلفية الاتفاق مع إدارة مصلحة السجون على إنهاء العزل الانفرادي بعد تنفيذ صفقة تبادل الأسرى، لكن موقع الجبهة الشعبية نفى صحة ذلك.

إلى ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر ان مبعوثين من اللجنة الرباعية الخاصة بالشرق الأوسط سيجتمعون بشكل منفصل مع مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين في القدس المحتلة في 26 تشرين الأول الحالي للإعداد لمحادثات سلام فلسطينية اسرائيلية جديدة.

المصدر: («السفير»، ا ف ب، رويترز، د ب أ، أ ش أ)