صناعة
الأمل .. قوافل لا تتوقف
هولندا -
أمين أبو راشد
سعت
"حملة الوفاء الأوروبية لعون منكوبي سورية" أن تكون كالفجر يزرع آمالًا
مشرقة، في واقع يطغى عليه مشاهد القتل والدمار والتهجير. هو نجاح أو إنجاز سمه ما
شئت، ولكن ما اتفق عليه الجميع أن ما بُذل من جهود نجحت رغم أثقال المرحلة
ومخاطرها على حياة أعضاء القافلة، فقرر أعضاؤها البدء بحملات إغاثة هي الأولى إلى
الداخل السوري.
فقد
تمكنا في الحملة، بفضل الله أولًا ومن ثم الجهود الضخمة التي بُذلت، من إدخال خامس
قوافل المعونات إلى داخل الأراضي السورية لإغاثة المنكوبين هناك من فلسطينيين
وسوريين، لا سيما مع استمرار الأزمة هناك للعام الثالث على التوالي ومع انسداد فرص
الحل للازمة ومع دخول فصل الشتاء القارس وخاصة للمهجرين وللنازحين من المخيمات وفي
مراكز الايواء، في ظل نقص في الوقود وانقطاع للكهرباء وتعطل للمصالح ما يجعل الناس
يعيشون في ضنك كبير.
لقد كانت
حملة الوفاء الاوروبية الاولى والوحيدة التي استطاعت ولخمس مرات الدخول للاراضي
السورية لتغيث الملهوف ولتضمد الجراح ولتضع بصمة امل ولمسة وفاء لأهلنا في سورية.
ان حجم
المعاناة الكبير وقلة الامكانيات جعل حجم المهمة علينا في الحملة ثقيلا جدا، فنحن
واقعيون مع أنفسنا بأننا لا نستطيع سد حاجة الجميع ولانستطيع أن نصل إلى الجميع.
ولكن مع هذا التحدي؛ استطاعت الحملة بفضل الله تعالى في قافلتها الخامسة ان تصل
لأكثر من خمسة آلاف عائلة، رغم علمنا أن هذا العدد قليل قياسا بحجم العائلات
المحتاجة هناك.
إن
سياستنا في الحملة هي أن نصل إلى أكثر الشرائح حاجة، وأن يستفيد من حملتنا في كل
فافلة شريحة وفئة جديدة. حيث نستهدف في كل قافلة مخيم ومركز ايواء جديد وعائلات لم
تحصل من قبل على المعونات، رغم تقديرنا لحاجة الناس، ونعتقد أن إرضاء الجميع صعب
لا يمكن إدراكه، ونقدر الملاحظات ونحاول أن نسدد ونقارب للوصول للجميع.
لا يخفى
على أحد صعوبة العمل في داخل الأراضي السورية في ظل ما تشهده من حرب طاحنة، فإدخال
قوافل المساعدات ليس سهلا، كما أن استقدام الوفود وجدنا فيه صعوبة في ظل هذه
الظروف الامنية، كما أن التنقل بين المخيمات ومراكز الايواء أمر فيه الكثير من
المخاطر. فمن استفاد من قوافلنا عبر عن حالة رضا للجهود التي نبذلها، ومن لم يصل
دوره بالاستفادة عبّر عن حالة سخط، رغم تفهمنا لحاجة الناس هناك وتقديرنا لوضعهم
الصعب.
نقول
لأهلنا وشعبنا في سوريا؛ إن ما دفعنا للقدوم إلى سورية في ظل هذه الظروف العصيبة
هو نيل الأجر من الله تعالى أولا، ثم خدمة أهلنا المهجرين والنازحين ممن تقطعت بهم
الأسباب وضاقت بهم الأرض بما رحبت ... ورغم كل ما قيل وقد يُقال بحقنا؛ سنبقى نضع
أرواحنا على أكفنا لنقدم الخير والعطاء لأهلنا ولشعبنا وفاءً لاهل سوريا ...
وستتواصل القوافل باذن الله تعالى حتى تضع الحرب أوزارها.