طلبة مدارس «الأونروا».. مصير مجهول
الخميس، 30 تموز،
2015
حالة من القلق تسود أولياء أمور طلبة المدارس التي
تتبع للأونروا، فهاجس الخوف يسيطر على جلساتهم وأحاديثهم، بعد الأنباء التي تحدثت عن
احتمال تأجيل العام الدراسي القادم في مدارس الوكالة لأربعة الأشهر.
"أم طارق" - أم لطالبين في مدرسة الوكالة-
لم تستطع أن تخفي قلقها من تطبيق القرار، الذي أصبح شغلها الشاغل في البيت وخارجه،
ما جعلها تردد في الدعاء بأن يكون مجرد شائعات لا أكثر.
وكانت "الأونروا" أعلنت أمس أن القرار
النهائي بتأجيل الفصل الدراسي سيتخذ بمنتصف الشهر القادم.
قرار صعب
أم طارق وبحرقة شديدة، تقول لمراسلة "المركز
الفلسطيني للإعلام" :"ألا يكفي الحصار وقطع الكهرباء وعدم الحصول على الرواتب
وعدم إعمار البيوت المهدمة؟! والله هيك كثير".
وتابعت بقلب حزين وخوف من تطبيق القرار: "أطفالنا
محرومون من أشياء كثيرة، بسبب الحصار"، وبلغة عامية: "كمان ينحرموا من التعليم...اليوم
قالوا أربعة أشهر وبكرة الله أعلم شو بده يكون".
وذكرت أن وضعها المادي يصعب عليها نقل أبنائها إلى
مدارس خاصة، وإذا تم نقلهم للحكومة؛ فالأعداد ستكون كبيرة جداً، وتصمت برهة، وتتابع:
"لا أعلم إن كانت ستقبل المدرسة أو لا لأنها ستكون مشكلة لآلاف الطلبة وليس لواحد
واثنين".
وعبرت عن خشيتها من عودة نظام التعليم إلى سنوات
قديمة جداً بما تعرف بالكتاتيب – التعليم من خلال مدرس واحد يتجمع حوله عدد من الطلبة،
أي نظام الطريقة الأولى في التعليم-.
وجدير بالذكر، أنه حسب تصريحات رئيس اتحاد الموظفين
العرب في وكالة الغوث سهيل الهندي، فإن تقليصات الوكالة الأخيرة ستطال أكثر من خمسة
مليون لاجئ فلسطيني، وسيطال الضرر الأكبر قطاع التعليم، ما يعني أن نحو (500) ألف طالب
فلسطيني لن يستطيعوا التوجه لمدارسهم، وسيتم إغلاق (700) مدرسة، ولن يستطيع نحو
(22) ألف معلم ومعلمة ممارسة مهامهم وأعمالهم.
وضع مأساوي
وبالمشاعر ذاتها عبر "أبو محمد" منير،
ولي أمر ثلاث طالبات يدرسن في مدارس الوكالة، بمجرد أن سمع خبر تأجيل العام الدراسي
المقبل، ووصف الأمر لمراسلة "المركز الفلسطيني للإعلام" بالمقلق، خاصة أن
الآلاف سيتضررون من حيثيات القرار.
وذكر أنه من الصعب، بل من المستحيل، أن يسجل بناته
في مدارس خاصة، بسبب المصاريف التي ستزيد عليه.
ويحاول أن يطمئن نفسه حينما قال: "هذه ليست
المرة الأولى التي تتحدث بها عن تقليص الخدمات جراء الأزمة المالية، ولكن سرعان ما
يتم حل الإشكالية".
ورغم حديثه عن ذلك، لكنه لم يستطع أن يخفي قلقه حينما
أكد بقوله: "في حال تطبيق القرار سيكون الوضع مأساوي للطلبة وعائلاتهم في الحيرة
بماذا يمكن فعله ؟!!".
وعن وضع الحلول التي سيقدم عليها في حال التطبيق
لهذه القرار، أوضح، أنه سيعمل على تدريس بناته بنفسه، وخاصة التركيز على مادتي التربية
الإسلامية واللغة العربية.
وعبر عن شعوره بالألم حينما وجد ابنته تبكي حينما
سمعت الأمر، فحاول أن يطمئنها.. ووعدها أنه سوف يشتري لها القرطاسية والأدوات المدرسية
حتى يشعرها أنها سوف تعود للمدرسة.
بابا سوف أعود للمدرسة؟!
يوميا تكرر
الطالبة مجد فريد سؤالها على مسامع والدها: "بابا صحيح سوف تؤجل الدراسة بالمدرسة...
وليش بدها تتأجل... بابا ما بدي أظل في البيت وما أروح على المدرسة اشتقت لزميلاتي
واشتقت كثيرا للدراسة..؟!!".
هذا الأمر جعل والدها يختصر إجابته بـ"إن شاء
الله تعالى سوف تعودي للمدرسة وسوف نشتري سويا حقيبة جديدة....".
وقالت وهي تمسك بدفتر صغير وقد سجلت فيه موعد بداية
الدراسة الذي يفترض أن يكون في تاريخ (24-8) من العام الحالي: "يارب أرجع للمدرسة...
اشتقت كثيرا للدراسة بدي أخلص المرحلة الابتدائية علشان أكبر بسرعة وأخلص المدرسة وأدرس
بالجامعة وأصير طبيبة".
وأضافت وهي تسأل بلسان طفولتها البريئة لمراسلة
"المركز الفلسطيني للإعلام": "صحيح راح يتم تأجيل المدرسة؟!".
هذا السؤال إجابته تحملها بداية العام الدراسي المقبل،
والتي لا يفصلنا عنه أقل من شهر.
المصدر: المركز
الفلسطيني للإعلام