القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

تقارير إخبارية

٤٠ عاماً على الاجتياح الاسرائيلي للبنان.. الوقائع والأحداث



  
 محمد السعيد – لاجئ نت || السبت، 04 حزيران، 2022

بدأ الكيان الصهيوني اجتياح لبنان في عملية أطلق عليها اسم "سلامة الجليل" في الرابع من حزيران عام 1982 بذريعة محاولة اغتيال "السفير الإسرائيلي" في لندن شلومو أرجوف آنذاك . واستخدم العدو الصهيوني في اجتياحه نحو 125 ألف من قواته، وتضم فرق القوات الخاصة كاملة - قوات الطيران - الدبابات - الزوارق والبوارج الحربية.

سبق غزو لبنان 1982 تصاعد للقلق الإسرائيلي من تجمع قوات منظمة التحرير الفلسطينية في جنوب لبنان ، منذ وقف إطلاق النار الذي تم إبرامه في تموز عام 1981 بين العدو الصهيوني ومنظمة التحرير الفلسطينية بوساطة المبعوث الأمريكي فيليب حبيب ، واعتبرت الكيان الصهيوني وجود منظمة التحرير في الجنوب اللبناني تهديدا لأمن الحدود الشمالية للكيان ، خاصة بسبب صواريخ الكاتيوشا التي كانت تستهدف منطقة الجليل في شمالي فلسطين.

الا أن الاحتلال كان قد نفّذ منذ 4 حزيران عمليات عسكرية تمهيداً للاجتياح الشامل، ومنها قصف موقع تابع لمنظمة التحرير الفلسطينية في جنوب لبنان في 21 نيسان، ردّت عليه المنظمة بقصف صاروخي لشمال فلسطين المحتلة في 9 أيار 1982، ثم قصف الاحتلال مرة أخرى موقع للمنظمة في بيروت ردّت عليه الأخيرة أيضاً في شمال فلسطين.

أهداف الاجتياح

تشير المواقف والتطورات ان اهداف الكيان الصهيوني من اجتياح لبنان كانت : تأمين سلامة الجليل ، القضاء على الثورة الفلسطينية، إنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، توقيع اتفاقية سلام مع لبنان.

وكشفت بروتوكولات سرية عن الحوار الإسرائيلي الأميركي خلال الأيام الأولى من حرب لبنان الأولى، التي وقعت في حزيران 1982 أن رئيس الوزراء الإسرائيلي في حينه، مناحيم بيغن، تحدث مع الرئيس الأميركي الأسبق، رونالد ريغان، عن إمكانية ترحيل مئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان إلى دول عربية أخرى مثل العراق وليبيا وسوريا.

وجاء في تقرير نشره عوفر أديرت، في صحيفة «هآرتس» العبرية، أمس الجمعة 03 حزيران 2022، أن بيغن سافر إلى واشنطن بعد أسبوعين من بدء الحرب، وذلك في أعقاب الانتقادات التي أسمعتها الولايات المتحدة على هذه الحرب.

زعم الكيان في البداية عدم نيته التقدم لأكثر من 40 كيلومتراً داخل لبنان لتكوين "منطقة أمنية" لوضع حد لاطلاق الصواريخ التي تطلقها المقاومة الفلسطينية من جنوب لبنان وأن العملية ستستمر 48 ساعة، لكنه كثّف من غاراته الجوية وقصفه المدفعي على مناطق الجنوب ومنها صيدا وقرى النبطية والدامور وتبنين وارنون وقلعة الشقيف، وسرعان ما أعطى وزير حرب الاحتلال آنذاك ارئيل شارون أوامره للجيش للتقدّم نحو العاصمة بيروت، وقد اجتاحت قوات الاحتلال حوالي ثلث الأراضي اللبنانية. وقد وقع الاجتياح برعاية وضوء أخضر أمريكي من إدارة الرئيس آنذاك رونالد ريغان. وطالت الحرب أكثر بكثير مما أعلن عنها، (امتدت حوالي 90 يوما)  واتخذت طابعاً شرساً، وأوقعت ضحايا كثيرة، وقالت واشنطن يومها إنها تؤيد الهدف بإبعاد مطلقي الصواريخ عن الحدود مع "إسرائيل" لكنها انتقدت شدة المعارك وعدم الالتزام بمسافة 40 كيلومتراً.

وامن أهداف الاجتياح اقامة حكومة لبنانية مؤيدة للاحتلال وقد انتخب في تلك الفترة بشير الجميل رئيس حزب الكتائب اللبنانية رئيساً للبنان ، وشارك بقواته في حصار بيروت وارتكاب العديد من المجازر واستشهاد المئات من المدنيين.

وكانت الظروف تسير نحو توقيع اتفاقية ينص على انسحاب الجيش الاسرائيلي من لبنان في غضون 8-12 اسابيع واقامة علاقات مع الكيان الصهيوني في الـ17 من أيار عام 1983 بشرط ان تقوم سوريا و منظمة التحرير بالانسحاب أيضا، لكن سرعان ما عمت المظاهرات المناهضة للتطبيع واطاحت بهذه المخططات.

نتائج الاجتياح

شكّل الاجتياح شرارة انطلاق حركات المقاومة الإسلامية والشعبية والوطنية التي واجهت قوات الاحتلال ونفّذت العمليات العسكرية والاستشهادية والتي كانت في توسّع وتطوّر مستمر، وتزامن ذلك مع التفجيرات التي استهدفت السفارة الأمريكية ومن ثمّ التفجير الذي طال مقرّ "المارينز" الأمريكية. مأ أجبر الكيان الاسرائيلي على التراجع.
 
وانتهى الاجتياح بفعل ضربات المقاومة وتراجع قوات الاحتلال الى ما بعد ما يسمى "الشريط الحدودي" وفي 10 حزيران عام 1985، كما باتفاق – بوساطة أمريكية - يقضي بخروج مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان مقابل التعهّد بضمان سلامة اللاجئين الفلسطينيّين وعدم السماح للاحتلال بدخول بيروت، و اضطر الكيان الصهيوني إلى الموافقة على خروج المقاتلين الفلسطينيين تحت حماية دولية.

وبدأت الأفواج الأولى فى المغادرة يوم 21 آب 1982، وكان آخرها مغادرة ياسر عرفات في 30 آب عام 1982، ومن بيروت توجه إلى العاصمة اليونانية أثينا، ومنها بالطائرة إلى تونس التى أصبحت مقرا للمنظمة.

اختلفت التقديرات بشأن عدد شهداء الاجتياح الاسرائيلي واشارت الى سقوط ما بين 17000 و19000 شهيد من اللبنانيّين والفلسطينيين والسوريّين بين مدنيين وعسكريين، بالإضافة إلى اللاجئين الفلسطينيّين الذين قتلوا في مجزرة صبرا وشاتيلا. وتكبّد كيان الاحتلال الخسائر البشرية التي وصلت الى مقتل 376 جنديّاً في الفترة من حزيران إلى أيلول 1982 فقط، كما الخسائر المادية والمالية. وارتكب الاحتلال خلال هذه الفترة مجازر عدّة، في صيدا وصور والزهراني والزرارية وبئر العبد والصنائع وبرج الشمالي وصبرا وشاتيلا (التي نفذها حزب الكتائب اللبنانية الى جانب الاحتلال). وحاصرت قواته بيروت لأكثر من 83 يوماً وقصفتها بعشرات الآلاف من القذائف والصواريخ.

يمكن القول ان الاحتلال الإسرائيلي حقق هدفه بطرد المقاومة من جزء من لبنان ، لكنه فشل في إزالة اللاجئين الفلسطينيين وفي السلام مع لبنان.كما فشل في توفير سلامة الجليل..