عباس خلال لقائه سليمان: لسنا فريقاً
في أي نزاع يقع في لبنان والسلاح الفلسطيني قرار بيد رئاسة الجمهورية والحكومة
الجمعة، 05 تموز، 2013
أكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عبّاس خلال زيارة
الرسمية الى بيروت التي بدأها أمس ‘أن السلاح الفلسطيني في لبنان هو قرار بيد رئيس
الجمهورية والحكومة اللبنانية، وأن الفلسطينيين ليسوا فريقاً في أي نزاع يقع في
لبنان أو في سورية أو في مصر’.
وقد استهل الرئيس الفلسطيني زيارته بمحادثات مع
الرئيس اللبناني ميشال سليمان في قصر بعبدا الذي انتقل اليه مباشرة من المطار حيث
كان في استقباله نائب رئيس الحكومة سمير مقبل ووزير المهجرين علاء ترو والسفير
الفلسطيني في لبنان أشرف دبور وممثلو الفصائل الفلسطينية ومن بينهم حركة حماس.
وعقد الرئيسان مؤتمراً صحافياً مشتركاً إستهله
الرئيس سليمان بالقول ‘اجريت محادثات مهمة في هذه الظروف التي تمر بها المنطقة،
وتناولنا سبل تعزيز العلاقات الثنائية والمقاربات بدعم القضية الفلسطينية في
المحافل الدولية واوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وأكدنا أهمية عدم انزلاق
الفلسطينيين الى المشاكل الداخلية اللبنانية وعدم انزلاقهم الى الازمة السورية.
كما ثمّنا الجهود التي بذلت لضبط اي تورط من قبل جماعات فلسطينية مسلحة في احداث
صيدا الاخيرة التي عمل الجيش اللبناني على فرض القانون’.
ولفت سليمان الى أنه ‘تم التأكيد على ضرورة
العمل سوياً لتطبيق مقررات الحوار التي تتعلق بالوجود الفلسطيني ولا سيما ما يتعلق
بالسلاح داخل المخيمات وخارجها، كما تم بحث ملف النازحين الفلسطينيين من سوريا،
كما اتفقنا على ضرورة ايجاد حلول سياسية للازمات بالعالم العربي والعمل على ترسيخ
العيش المشترك على قاعدة المشاركة والمواطنة’، معتبراً أن ‘اللبنانيين والفلسطينيين
أعطوا للعالم على مدى عقود مثالاً على ما يمكن ان يكون عليه التنوع والانفتاح’.
وأوضح انه ‘بحثت مع عباس الجهود الدولية لاحياء
عملية السلام في الشرق الاوسط في ضوء السعي لايجاد حل للصراع العربي الاسرائيلي في
الشرق الاوسط كله، واكدت حرص لبنان على ان لا يأتي اي حل على حساب لبنان، وخصوصاً
عدم توطين اللاجئين الفلسطينيين. كما اكدت لعباس ان اللبنانيين يقفون الى جانب
الفلسطينيين بمطلب العودة الى وطنهم’.
ورأى سليمان أن ‘الربيع العربي لن يحل اذا لم
تنتشر الديمقراطية في فلسطين ولم تحل هذه القضية’، مشيرا الى أنه ‘أكدت لعباس دعم
لبنان لفلسطين في الامم المتحدة كعضو كامل الصلاحيات’.
ورداً عن سؤال، أوضح سليمان أن ‘هناك فلسطينيين
يشتركون بالاشكالات التي تحصل في لبنان ولكن بشكل فردي وليس منظماً او رسمياً’،
لافتاً الى أنه ‘من مصلحة الفلسطينيين ان لا يتدخلوا في الامور التي تحصل بين
اللبنانيين وقد اخذنا على عاتقنا عدم التدخل في الشأن السوري فكيف نتدخل بشؤون
بعضنا بعضاً’.
أما بالنسبة لتحسين الاوضاع المعيشية والحياتية
للاجئين الفلسطينيين، فأشار سليمان الى أن ‘هذا قرار اتخذته الحكومة اللبنانية
وهيئة الحوار كما اتُخذ قرار بتنظيم السلاح الفلسطيني، تحسين الاوضاع موضوع جار
وقد نُفذ واقر قانونان بالنسبة للاجئين الفلسطينيين وكل الامور التي ينبغي اقرارها
لتحسين هذه الاوضاع فمستعدون للسير بها من دون ان ننسى ان الامور الداخلية
اللبنانية لا تسير بخير. قمنا باعمار جزء من مخيم نهر البارد ولكن الاموال التي
وُعدنا بها لاعمار المخيم لم تأت’.
من جهته، إستهل الرئيس الفلسطيني محمود عباس
كلمته بالتعبير عن سعادته ‘أن اكون بينكم هنا في بيروت حاملاً شعلة التنوير
والثقافة والمعرفة، مغتنماً هذه الفرصة لأنقل تحيات شعبنا للبنان وشعبه’، معبراً
عن ‘جزيل شكرنا لكم على وقوفكم الثابت بدعم دولة فلسطين وشعبها لنيل حقوقه
واستقلاله’.
وقال ‘أجرينا محادثات بناءة لتطوير العلاقات
اللبنانية-الفلسطينية، وكان لقاؤنا فرصة للتداول بمجمل الاوضاع في منطقتنا وآثارها
على مجتمعاتنا، فالمنطقة تعيش حالة غير مسبوقة من التحولات التي ستترك آثاراً على
بلداننا’.
ولفت الى أن ‘موقفنا مما يجري ويحدث في لبنان
وسورية ومصر وغيرها واضح فنحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول وهذه
توجيهاتنا لابناء شعبنا، ونأمل ان نجنب اللاجئين من شعبنا في سورية ولبنان اي
تداعيات مؤكدين اننا لسنا فريقاً في اي نزاع يقع هنا او هناك’.
واضاف ‘أن السلاح الفلسطيني داخل المخيمات تقرر
بشأنه الحكومة اللبنانية وهذا متفق عليه في منظمة التحرير، ولكن هناك اشخاص خارج
المنظمة لا نستطيع ان نوجههم ولكن ما نقدر عليه ان الفلسطينيين داخل منظمة التحرير
هم تابعون للدولة الفلسطينية’.
وأكد عباس ‘أن وجود الفلسطينيين في لبنان هو
وجود مؤقت الى حين عودتهم الى ديارهم وليس فينا من يؤمن بالتوطين اطلاقاً، ونعوّل
على حماية الحكومة اللبنانية لهم ولأمنهم، ووحدة الاراضي اللبنانية وسلامتها امر
مقدس بالنسبة لنا’.
ولفت الى ‘أن السلاح الفلسطيني في لبنان قرار
بيد رئيس الجمهورية والحكومة اللبنانية ونحن نطيع ما نؤمر به في هذا الموضوع
باعتبارنا ضيوفاً، ونحن نتلقى الاوامر المتعلقة بسلامة لبنان من الرئيس والحكومة
لاننا حريصون على امن لبنان ووحدته’.
وتابع ‘أطلعت فخامة الرئيس سليمان على المباحثات
التي اجريناها مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري والجميع يعلم ان الكرة في
الملعب الاسرائيلي وعليهم اثبات جدية موقفهم. وإن المبادرة العربية للسلام اصبحت
جزءاً من الشرعية الدولية وعندما نتكلم عن المرجعيات والشرعيات نتكلم عن هذه
المبادرة التي هي اثمن مبادرة ونقبلها كما هي من دون تعديل’، لافتاً الى أن ‘هذه
المبادرة انشئت لتنفذ وستنفذ لأن لا مبادرة غيرها، ونؤكد تمسكنا بالسلام العادل
والشامل على اساس حدود 1967 وعلى ان تكون القدس عاصمة الدولة الفلسطينية’.
واستطرد ‘اكدنا عزمنا على إجراء المصالحة
الفلسطينية من خلال العودة الى الشعب الفلسطيني ليقول كلمته الفصل في الانتخابات،
فالمصالحة تبدأ من الانتخابات واذا كانت هناك نوايا طيبة فمستعدون فوراً لاجراء
المصالحة ونأمل حصولها سريعاً’، مؤكداً ‘البقاء على العهد دائماً مع لبنان وشعبه
الشقيق’.
وعن النزوح الفلسطيني من سورية، لفت الى ان ‘كل
همنا ان نعيد الامور مع الحكومة السورية الى سابق عهدها في مخيم اليرموك ليعود
اليه من خرجوا’.
أما عن الاوضاع في مصر فإعتبر انها ‘صعبة ومعقدة
ونتمنى لمصر السلامة والامن والاستقرار في ظل هذه الظروف العصيبة’.
يكون للرئيس عباس مساء اليوم لقاء مع عدد من
ممثلي الصحف ووسائل الاعلام في مقر اقامته في فندق فينيسيا.
المصدر: القدس العربي،
لندن