على صخرة المنع من السفر.. تتحطم أحلام حُجّاج
الضفة
الأربعاء، 09 أيلول، 2015
للمرة الثانية على التوالي.. لا تتمكن (أم أيسر)، زوجة القيادي
في حركة حماس والأسير المحرر نزيه أبو عون، من بلدة جبع جنوب مدينة جنين، من تأدية
فريضة الحج التي طالما تاقت لتأديتها، وذلك بسبب المنع الأمني لها من قبل الاحتلال.
وفي الوقت الذي استبشرت فيه (أم أيسر) خيرًا بأدائها الحج
هذا العام، إذ بقوافل الحجيج تغادر دونها، لتعيش مرارة الحرمان من زيارة بيت الله الحرام.
وكانت أم أيسر قد سجلت للحج أول مرة عام 2013، وأيضًا حال
المنع الأمني دون اجتيازها معبر الكرامة على الحدود مع الأردن لتعيد الكرة هذه السنة،
ويكون نفس المصير.
ويبقى حلم أداء فريضة الحج وزيارة بيت الله الحرام حاضرًا
لدى أم أيسر التي تشكل حالة من حالات العقاب الجماعي التي يتعرض لها مواطنون عبر المنع
من السفر بسبب نشاط الأب أو الابن السياسي.
عقاب وليس إجراءً أمنيًّا
وعلى الرغم من عدم وجود نشاط سياسي لأم أيسر، وعدم اعتقالها
لدى الاحتلال في السابق، إلا أن كل جريمتها أنها زوجة القيادي في حماس الشيخ نزيه أبو
عون، والمحروم من السفر أيضًا منذ عقود.
ويقول الشيخ نزيه: "إن ما جرى هو مصادرة لحق أساسي لزوجته
في أداء فريضة دينية ضمن قوافل رسمية لمكان واضح في موسم واضح في فترة زمنية محددة
ومعروفة، وبالتالي لا تفسير للمنع سوى أنه عقاب للعائلة دون أي بعد أمني".
وأضاف: "جميع أفراد العائلة ممنوعون من السفر.. نتوق
لأداء العمرة قبل الحج، ولكن المعابر موصدة في وجوهنا"، مؤكدًا أن "الأمل
بالله معقود ولن نيأس".
ولفت إلى أن "مرارة مشاهدة قوافل الحجيج وهي تعبر معبر
الكرامة دون أن تكون فيها بالرغم من أنك مستوف أوراق تسجيلك حسب الأصول، يترك مرارة
وغصة في النفس، سيما حين يكون مقصد السفر بيت الله الحرام وفريضة كالحج، ولكن الأعمال
بالنيات والخيرة فيما اختاره الله".
حق أساسي ينتهك
ويؤكد مدير مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية
"حريات"، حلمي الأعرج، على تزايد واضح في أعداد الممنوعين من السفر عامًا
بعد عام، وهي من الانتهاكات الكبيرة التي ترتكب بحق الفلسطينيين وتصادر حقًّا أساسيًّا
لهم.
وأضاف أنه، وبحسب اعترافات الاحتلال، هناك ما يزيد عن 40
ألف مواطن ممنوعون من السفر، وهذا يعني أن الأعداد الفعلية أكبر من ذلك بكثير.
وأشار إلى أن المنع من السفر لا يقتصر فقط على معبر الكرامة،
فهناك المنع من الوصول إلى القدس وغزة والتنقل بين مدننا في الضفة الغربية؛ حيث الحواجز
المميتة والتي تنتهك الكرامة الإنسانية.
ويشير المواطن محمد أبو زينة، والذي منع من السفر خلال توجهه
ضمن قافلة لتأدية العمرة العام الماضي، إلى أن هناك مزاجية تحكم مزاج مخابرات الاحتلال
في المنع من السفر، فأحيانًا يكون مسموحًا لك السفر وتكتشف بعد فترة أنك ممنوع.
وبين أنه جرب مرارة الاعتقال لدى الاحتلال ومرارة المنع من
السفر؛ إلا أن المنع من السفر كان وقعُه أكثر شدة، وهو ما يؤكد الأضرار الجسيمة التي
يسببها المنع من السفر لعشرات آلاف المواطنين.
تزايد مستمر بقوائم الممنوعين
وبمراجعة بيانات شرطة المعابر في أريحا تشير الأرقام بوضوح
إلى تصاعد كبير في ابتزاز المواطنين وانتهاك حريتهم في التنقل.
فبحسب البيانات الرسمية لشرطة المعابر فإن عدد الممنوعين
من السفر على قوائم الاحتلال كان في عام 2013 (30040 مواطنًا)، وارتفع إلى أن وصل إلى
(70000) مواطن في عام 2014.
وأشارت إلى أن عدد المُرجعين الفعلي ممن حاولوا السفر ارتفعت
من عام لآخر، ففي عام 2012 أعادت سلطات الاحتلال
3868 مواطنًا، وفي عام 2013 أعادت 3104 مواطنين، وفي عام 2014 أعادت 7223 مواطنًا.
لا بد من التحرك
ويؤكد المحامي والناشط الحقوقي محمد كممجي على ضرورة أن الانتهاكات
الجسدية المباشرة هي التي يتم إبرازها من المعاناة لدى الاحتلال، فيتم التركيز على
الاعتقال والقتل وهدم المنازل في حين تمتد أشكال المعاناة لممارسات يكون وقعها أكثر
قسوة أحيانًا ومنها المنع من السفر.
وأضاف: "هذا انتهاك صامت ويمر دون ضجة في أغلب الأحيان،
ما يتطلب حملات ضغط منظمة تبرز هذا الانتهاك للعالم وتشكل أداة لضغط للجمه، سيما وأن
المتضررين شرائح واسعة من مختلف الفئات العمرية ومن أصحاب المصالح والأعمال والطلبة
والموظفين وغيرهم".
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام