«عين الحلوة».. القوة
الأمنية أمام الامتحان
الثلاثاء، 08 تموز، 2014
تتجه الأنظار بدءاً من اليوم
الثلاثاء، الى مرحلة ما بعد انتشار القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة في مخيم عين
الحلوة، وماذا ينتظر هذه القوة من مهام ومهمات وتحديات، وماذا ينتظر أهالي المخيم
منها من إنجازات خاصة وأنهم يعولون عليها الكثير في إنهاء النزف الأمني الذي عانى
منه مخيمهم طويلاً ولا يزال، مستنزفاً طاقاته وشبابه واقتصاده ومعيشة أبنائه.
اذاً، هي ساعة الصفر لبدء انتشار
القوة الأمنية في عين الحلوة كي لا يصل اكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في لبنان
الى «صفر» الأمن وما قد يحمله ذلك من ويلات على اهله وعلى الجوار.
بدءاً من الواحدة والنصف ظهراً،
سيكون نبض الحياة في عين الحلوة مضبوط الايقاع على حركة هذه القوة الأمنية ونشاطها
وتصديها لكل مخل بالأمن وملاحقتها لكل مرتكب، مستفيدة من الزخم الكبير السياسي
والأمني والإعلامي الذي يوفرها لها غطاء مختلف القوى الفلسطينية الوطنية
والإسلامية ودعمها اللامحدود لعمل هذه القوة، ومؤازرة السلطات اللبنانية لهذه الخطوة
وترحيب الفاعليات الصيداوية كافة بها.
القوة الأمنية التي تضم نحو 150
عنصراً تم فرزهم من كافة الفصائل والقوى الممثلة في هذه القوة (فصائل منظمة
التحرير، تحالف القوى الفلسطينية والقوى الإسلامية وأنصار الله) على ان تشمل خارطة
انتشارها الشوارع الرئيسية للمخيم ومداخل الأحياء المتفرعة من هذه الشوارع، بما
فيها تلك التي شهدت في فترات سابقة حوادث أمنية وعمليات اغتيال، وسيكون مقرها
بجانب قاعة اللواء زياد الأطرش في محلة بستان اليهودي حيث ستبدأ من هناك عملية
الانتشار، على أن تتخذ القوة المنتشرة لها نقاطاً ثابتة في المناطق الحساسة
والساخنة.
القوة الأمنية
تتألف القوة الأمنية الفلسطينية
وفقاً لعديدها وقطاعاتها وتموضعها وطبيعة مهامها على الشكال التالي:
- القوة التنفيذية وقوامها نحو 30
عنصراً ستتواجد في مكان الحدث الأمني فور حدوثه وفي أي منطقة كان، وتتحرك عند
اللزوم، ومهمتها القيام بمداهمات والتدخل عند الضرورة وفض الاشتباك.
- الحراسات والدوريات وقوامها 40
عنصراً: تمتد رقعة انتشارها من البستان اليهودي الى مستشفى النداء (المنطقة
الساخنة) وعلى أبواب الزواريب والأزقة المؤدية الى الأحياء المتفرعة من هذا الخط.
وتعمل بالتنسيق مع حراسات الفصائل والأحياء. وعلى مدار 24 ساعة.
- نقطة الحاجز: في حي الطوارئ
ومهمتها الاستطلاع والانذار في الحالات الطارئة وعلى مدار 24 ساعة.
- وحدة السير: وقوامها 35 عنصراً،
وستنتشر في كل شوارع المخيم وتقيم نقاطاً ثابتة ومحددة لها من الصباح وحتى المساء.
- وحدة الأمن الاجتماعي: وقوامها 20
عنصراً ومهمتها ملاحقة حالات الفساد الأخلاقي مثل المخدرات والدعارة ومعالجة
المشكلات الاجتماعية بالتنسيق مع قطاعات أخرى من المجتمع المحلي.
- وحدة السجن والتحقيق: وقوامها 25
عنصراً ومركزها في مقر القوة الأمنية ومهمتها التحقيق في كل حادث او مشكلة تقع في
المخيم والسجن على ذمة التحقيق، والسجن كعقوبة.
- قسم الإدارة والمالية في مقر القوة
الأمنية، يهتم بالمشتريات والضبط الإداري والمالي والميزانيات وتسليم المكافآت
واصدار التقارير الدورية (الاعلام).
ويتولى قيادة القوة الأمنية اللواء
خالد الشايب الذي سيشرف على أكثر من 150 عنصراً تتشكل منهم القوة بالإضافة الى عدد
آخر من الاحتياط. وعلم في هذا السياق أن العناصر التي فرزت لهذه القوة لن تعود
مرتبطة لوجستياً بالفصائل والتنظيمات التي فرزت منها، بل ستكون مرجعياتها فقط
قيادة القوة الأمنية بقيادة الشايب.
..ومهامها
وترى اوساط فلسطينية مطلعة أن أمام
القوة الأمنية لعين الحلوة مهام كبيرة وآمال أكبر يعلقها عليها أبناء المخيم في
ضبط الوضع الأمني، وأن المهمة الأصعب لهذه القوة ستكون كيفية تعاطيها مع أول حادث
أمني يقع في المخيم لأنه على أساس ذلك سيتحدد دور ومدى فعالية هذه القوة وقدرتها
على إثبات حضورها ونجاحها في المهام التي ستوكل اليها من القيادة السياسية الموحدة
للفصائل والقوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية عبر ما اطلق عليه « اللجنة الأمنية
العليا للإشراف على المخيمات».
وبحسب الأوساط نفسها يمكن تلخيص
مهمات هذه القوة بمنع عمليات الاغتيال وملاحقة الفاعلين ومحاسبتهم ومعالجة الحوادث
الأمنية ومحاسبة مرتكبيها، ومنع القيام بأي اعمال امنية في الجوار انطلاقاً من
المخيم وملاحقة الفاعلين ومحاسبتهم، دوريات دائمة في المناطق الساخنة ودورية في كل
أنحاء المخيم وفي حالات الطوارئ، تركيب كاميرات، والقيام بتحريات وجمع معلومات،
تنظيم السير، برامج توعية مجتمعية، المعالجة الاستباقية للمشكلات، معالجة الظواهر
والمشكلات العالقة، وتحقيق الأمن الاجتماعي ومعالجة القضايا المتعلقة به من مخدرات
ومن مشكلات في المدراس فضلاً عن الإجراءات العلاجية للحالات الاجتماعية مثل
المصالحات وبرامج التوعية وتأمين بدائل من فرص عمل ومساعدات مادية وتغطية تكاليف
علاج أو تعويض عن ضرر.
ويأتي نشر القوة الأمنية اليوم
الثلاثاء في وقت لا يزال الوضع الأمني في المخيم عرضة للإهتزاز في أي لحظة على
خلفية استمرار تداعيات أحداث واغتيالات شهدها المخيم في فترات سابقة وعلى خلفية
تأثر المخيم كما لبنان برياح الأحداث الجارية في سوريا والعراق.
ومن المقرر أن يسبق نشر القوة
الأمنية لقاء في قاعة اللواء زياد الأطرش يتحدث فيه كل من أمير الحركة الإسلامية
المجاهدة الشيخ جمال خطاب، وأمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير في لبنان فتحي
ابو العردات ومسؤول العلاقات السياسية في حركة حماس احمد عبد الهادي وقائد القوة
الأمنية خالد الشايب.
كيف توزع المجموعات؟
تتوزع أبرز القوى الفلسطينية في مخيم
عين الحلوة على صعيد المناطق والأحياء الرئيسية على الشكل التالي: البركسات: فتح،
حي الطوارئ: عصبة الأنصار والحركة الإسلامية المجاهدة وجند الشام وفتح الإسلام،
منطقة السكة ( فتح - منير المقدح )، البستان اليهودي: حركة فتح، صفوري: فتح
(اللينو)، الحركة الإسلامية المجاهدة، والجبهة الديمقراطية، الصفصاف والرأس الأحمر
والطيري: عصبة الأنصار، عقبرة: عصبة الانصار وحركة فتح، طيطبا: عصبة الأنصار وفتح
الإسلام (اسامة الشهابي)، حي الزيب: عصبة الأنصار والحركة الإسلامية المجاهدة، جبل
الحليب: فتح وجبهة التحرير والجبهة الشعبية القيادة العامة، حي حطين: حماس
والجهاد، عصبة الأنصار، جند الشام، وفتح الإسلام وجمعية المشاريع، اللوبية وعرب
الغوير: عصبة الأنصار وجند الشام وفتح الإسلام، قموعة: أنصار الله.
المصدر: المستقبل ـ رأفت نعيم