القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الإثنين 25 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

عين الحلوة: الهدوء يستمر والأهالي يلوّحون بالعصيان المدني

استمرار إقفال المدارس ونصف حركة تجارية
عين الحلوة: الهدوء يستمر والأهالي يلوّحون بالعصيان المدني
 

الأربعاء، 21 كانون الأول، 2011

سيطر الهدوء الحذر على ارجاء مخيم عين الحلوة في اليوم الثالث لاندلاع الاحداث الأمنية، التي أسفرت عن اغتيال احد مرافقي قائد الكفاح المسلح محمود عبد الحميد عيسى، «اللينو»، وإصابة أكثر من عشرة فلسطينيين بجراح، وذلك بعدما سبق وتم اغتيال مرافق آخر لـ«اللينو» نفسه قبل ستة أيام. . وأمضى المخيم أمس يوما شبه عادي بالنسبة لحركة تجوال الناس المعهودة وفتحت المحال التجارية ابوابها بنسبة خمسين في المئة، في حين استمر إقفال المدارس.

في المقابل، تم سحب القسم الاكبر من المسلحين من طرقات وأزقة المخيم، وإزالة شبه تامة للمظاهر العسكرية، من دون أن تنعكس الخطوة اطمئناناً بين سكان عين الحلوة، كما لدى القوى والفصائل، وسط مخاوف من تجدد الاحداث الامنية وعودة التوتر والاشكالات المسلحة في اية لحظة خاصة. ويبدو أن أحدا في طول المخيم وعرضه لا يملك تصورا واقعيا او تفسيرا منطقيا لما حصل، أو يمكنه التأكيد أن المشروع الذي يستهدف المخيم قد فشل وأحبط.

وشكل الوضع في عين الحلوة محور بحث في الاجتماع الذي عقد بين وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل، في مكتبه في الوزارة، والسفير الفلسطيني عبد الله عبد الله.

وطمأن عبد الله بعد الاجتماع الى «ان الوضع في المخيم تحت السيطرة الامنية حيث يسود الهدوء حاليا، وأعرب عن ثقته الكبيرة بالمؤسسة الامنية التي يناط بها الامن في المخيم وكذلك بالقيادات من مختلف الفصائل الموجودة داخله».

وقال عبد الله «هناك بحث جاد لمعرفة إن كانت هناك أياد خارجية تحاول العبث بالامن داخل المخيم أو على الساحة اللبنانية، حيث ان الامر بحاجة الى مقاربة لبنانية فلسطينية مشتركة، أما اذا كان محصوراً في الشأن الداخلي المحلي لاعتبارات ثأرية أو تنافسية أو غير ذلك فسيتم وضع حد نهائي لهذه الاشكالات.

من جهة ثانية، يؤكد مصدر فلسطيني في المخيم، بأن «لا احد يعرف لماذا توقف التوتر، ولا على أي أساس، خاصة أن ما يحصل في المخيم مشابها لما حصل من «سيناريوهات في مخيم البارد سابقاً».

ويشير المصدر الى ان مخيم عين الحلوة يعيش هذه الايام أسير الأساليب والطرق والأحداث نفسها تقريبا التي عاشها مخيم نهرالبارد قبل تدميره، مع فارق أن من أسهم بتدمير مخيم نهر البارد كان من خارج النسيج الفلسطيني، إضافة إلى غياب المرجعية الموحدة وغياب التوافق الفلسطيني ـ الفلسطيني».

ويشدد المصدر على ان أبناء مخيم عين الحلوة يشعرون الآن الشعور نفسه، ويعيشون الهواجس عينها، رغم وجود تواصل وتفاهم بين كافة القوى الوطنية والاسلامية في عين الحلوة، ومع وجود لجنة متابعة تضم كافة القوى، إلا أن عدم معالجة الأوضاع الأمنية المتسارعة والمتواصلة منذ نحو ثلاثة اشهر وأكثر، يجعل أهالي المخيم يشعرون وكأنهم أمام جلجلة «نهر بارد جديد».

ويلفت المصدر إلى أن عدم إيجاد حل فعلي لهذا الفلتان الأمني قد ادى الى تعطيل المؤسسات التربوية والصحية والاقتصادية، وإلى شل الحياة اليومية لأهل المخيم الذين يلمسون اليوم وبالوقائع عجز كافة القوى الوطنية والإسلامية عن الإمساك بالوضع الأمني في المخيم. واعتبر أن الحديث عن دخول اطراف خارجية تعبث في امن المخيم ما هو إلاّ دليل إضافي عن هذا العجز المتمادي، وهو ما تتحمل مسؤوليته القوى الفلسطينية كافة، لأن إمساك الوضع الداخلي يقطع الطريق على الأيدي الخارجية أيا كانت اليد التي تود العبث بأمن المخيم.

ويهدد اهالي عين الحلوة بأنه «لم يعد لديهم أي خيار سوى التحرك الشعبي والنزول الى الشارع وإقفال المخيم في حال تجدد التوتر، وعاد العبث بالأمن، وذلك للجم الموقف ووضع الجميع امام مسؤولياتهم ورفضاً لكل اشكال العبث بالامن وعودة الاشتباكات الداخلية». ويؤكد ابناء المخيم ان هذه اللقاءات والاجتماعات أنهت هذه الجولة من الاحداث الأمنية، ولكنها لم تعد الأمن والاستقرار إلى المخيم.

ويشعر اهالي المخيم بعدم وجود معالجة جادة ومسؤولة لما حصل، كما لم تجر محاسبة كل من تخول له نفسه المساس بأمن المخيم. ويتساءل الأهالي «لماذا لا يُسلم كل من يمس بأمن المخيم إلى السلطة اللبنانية لأي جهة انتمى؟».

ويستغرب السكان انه «دائما وأثناء الاشتباكات تقع الخسائر في المحلات التجارية والمؤسسات الصحية والتربوية والبنى التحتية ولا نجد من يعوض الخسائر». لذا بات الحل الوحيد بنظرهم هو التحرك الشعبي والجماهيري وصولا للعصيان المدني للتعبير عن غضبهم اذا لم تعالج الاوضاع الامنية بشكل مسؤول.

وشمل الحراك عقد لقاءات بين المكونات السياسية والفصائلية للمخيم مع كل من قيادة التنظيم الشعبي الناصري ومسؤولين في الجماعة الإسلامية وحزب الله وحركة أمل والنائبة بهية الحريري والدكتور اسامة سعد والدكتور عبد الرحمن البزري. وأجمع الجميع على ضرورة تجاوز هذه المرحلة التي وصفوها بالصعبة التي يمر فيها المخيم والمنطقة، ولقطع الطريق على اي مشروع امني يستهدف ضرب الوضع الامني والاستقرار في المخيم وفي صيدا.

وبالامس قامت القيادة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان بجولة في مخيم عين الحلوة كما التقت كافة القوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية ودعت لتجاوز هذه المرحلة الصعبة.

وشدد عضو لجنة المتابعة في المخيم فؤاد عثمان على «أن ما جرى واضح جداً لجهة وجود مشروع يستهدف ضرب الهدوء والاستقرار في المخيم وخلق توترات امنية بينه وبين الجوار عبر سلسلة الاحداث الامنية التي حصلت مؤخرا، وأثبتت أن المخيم مكشوف امنيا للجميع، وأن هناك إصراراً على تحويل المخيم الى ملعب امني يلعب فيه من يريد بعيداً عن مصلحة شعبنا».

ويرى عثمان أنه بات من الضروري على كافة القوى الوطنية والاسلامية إعادة حساباتها بهدف الامساك بالوضع الامني لما فيه مصلحة الجميع والخروج من ابقاء المخيم بحالة من التوترات المتواصلة التي لا يستفيد منها الا العدو الإسرائيلي، مشيراً إلى أن «المطلوب رفع الغطاء السياسي عن كل من تخول له نفسه العبث بأمن المخيم والمس بأرواح الناس بشكل جدي من دون التلطي وراء اية ذرائع»، بالإضافة إلى «التوافق الجدي على القوة الامنية المشتركة التي تضم جميع القوى من دون التهرب من المسؤولية والعمل على تعويض الخسائر المادية للسكان المتضررين». وكان مخيم عين الحلوة قد شهد امس اجتماعا موسعا شاركت فيه فصائل منظمة التحرير الفلسطينية والقوى الإسلامية وفصائل تحالف القوى الوطنية الفلسطينية وأنصار الله، في مسجد «النور». وصدرت عن الاجتماع مقررات أدانت «أعمال الاغتيال، وكل أشكال التوتير الأمني التي تعرض لها المخيم خلال الأيام الماضية، مع تأكيد إصرار كافة الأطراف على كشف الفاعلين ومحاسبتهم، وعدم السماح لأي جهة كانت أن تعبث بأمن المخيم والجوار، والحرص على استمرار اللقاءات وإفــشال أي مخـــطط يهدف إلى الاقتتال الداخلي بين القوى الإسلامية والقوى الوطــنية، والحرص على العلاقات الطيبة والأخوية مع الجوار اللبناني».

وخلص البيان بالقول إلى «أهلنا في هذا المخيم الصابر الصامد إن أمنكم وأمانكم أمانة في أعناقنا، ولن نسمح لأحد أن يأخذ هذا المخيم رهينة من أجل أجندات لا تخدم إلا العدو الصهيوني».

المصدر: محمد صالح - السفير