عين الحلوة: هشاشة أمنية .. وإهمال للضحايا والأضرار
الأربعاء، 10 آب، 2011
ما زال الوضع الامني في مخيم عين الحلوة، لليوم الخامس على التوالي، على حاله من الهشاشة والاستنفار المتبادل بين مختلف «الاطراف السياسية»، وسط توتر شديد، وشائعات على الارض، وفي ظل استمرار الاهالي واصحاب المحال المتضررة بقطع الطرق بالعوائق والردميات، مطالبين بالتعويض عليهم، ممن تسبب بالاضرار التي لحقت بهم.
وبرزت مشكلة اضافية في المخيم امس تمثلت بمن سيتولى دفع فاتورة الاستشفاء والاعباء الطبية الناتجة من معالجة الجرحى في المستشفيات، بعد ان وقفت معظم الفصائل مكتوفة الايدي حيالهم.
وكان الوضع الفلسطيني في مخيم عين الحلوة حاضرا بقوة في مكاتب الفعاليات والقوى السياسية الصيداوية نظرا للانعكاسات السلبية التي تركتها الاحداث على مجمل الاوضاع في مدينة صيدا. ونوه رئيس التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد بالجهود التي بذلتها كل الفصائل الفلسطينية لتطويق أحداث مخيم عين الحلوة. وأعلن سعد اثر جلسة للقاء اللبناني الفلسطيني في مكتبه في صيدا، بمشاركة الاطراف السياسية الفلسطينية في المخيم، أن الكل يتحمل مسؤولية المعالجة، وعلى استمرار الوقوف إلى جانب الفصائل الفلسطينية في هذه المساعي. ولفت سعد الى ان الأضرار المعنوية والمادية والسياسية كانت كبيرة، «وعلينا ان نتحرك بالاتجاه الصحيح لأن مصلحة الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني يجب أن تكون فوق كل الاعتبارات والخلافات السياسية». وأبدى سعد استعداد اللقاء السياسي اللبناني الفلسطيني للعب دور مهم للحفاظ على امن واستقرارالمخيم والهدوء في منطقة صيدا والجوار، «لان هناك مخاطر تدور في الأفق، وسنعمل على رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني».
وكانت الأحداث التي شهدها مخيم عين الحلوة، محور الاجتماع الذي عقدته لجنة المتابعة للقوى والفصائل الفلسطينية الوطنية والاسلامية مع النائبة بهية الحريري في مجدليون. وأعربت الحريري امام الوفد عن قلق صيدا مما جرى في المخيم، داعية الأفرقاء الفلسطينيين للتنبه الى مخاطر المرحلة التي نمر بها في لبنان والمنطقة، ولأن يعملوا على تحصين ساحتهم الداخلية وساحة المخيم ضد اية محاولات لاختراقها أو لإثارة المشاكل تحت اية عناوين.
وأيد امين سر لجنة المتابعة الفلسطينية عبد مقدح القلق التي تبديه صيدا، وكل فعاليات المدينة حيال ما جرى في المخيم، قائلاً «نحن وضعنا نقاطا عدة نأمل من خلالها ان نعيد الأمور الى نصابها في المخيم». وشدد على اهمية العمل لرأب الصدع وتفويت الفرصة على الفتنة من التسلل الى داخل المخيم.
وأعلن مسؤول حركة حماس في منطقة صيدا ابو احمد فضل بصراحة «ان الوضع في المخيم هش وأن هناك مشاكل حقيقية، وانه في اي لحظة من اللحظات قد يحصل فعل ورد فعل واحداث، مما يعيدنا الى مربع امني والى نقطة الصفر». وشدد على ان المهم «هو العمل لاستعادة الثقة بين جميع القوى في المخيم، وان تقف كل القوى الفلسطينية عند مسؤولياتها، وان يكون هناك ميثاق شرف حقيقي لكل القوى الفلسطينية كي لا نعود الى السلاح من أجل الأمن والاستقرار».
وكشف امين سر حركة فتح في مخيم عين الحلوة العقيد ماهر شبايطة عن وجود اشخاص مرتبطين بأجندات خارجية لافتعال المشاكل داخل المخيم، ومشيراً إلى انه «على الجميع ان يقر بأن هناك قضايا يتم تسليمها الى السلطات اللبنانية». وقال «للأسف نحن نفاجأ دائما بأنه عند اي عملية تسليم تقف اطراف اخرى ضد هذا التسليم وتفتعل المشاكل التي توصل الى ما وصلنا اليه»، لافتاً الى ان «الناس في الشوارع تغلق الطرق لأنها تريد التعويضات، فمن يعوض على الناس؟».
وحذر عضو اللجان الشعبية فؤاد عثمان من اندلاع انتفاضة شعبية في مخيم عين الحلوة احتجاجا على ما جرى ويجري من احداث ومن اضرار بحياة الناس وارزاقهم. وقال «إن الشارع الفلسطيني في مخيم عين الحلوة يغلي، ووصل الى مرحلة على ابواب انتفاضة فلسطينية بوجه كل من يعتبر نفسه مسؤولاًً في المخيم، اذا لم تستدرك القوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية مخاطر ما يجري». وأكد «ان الشارع سينتفض على الجميع وسيعتبر الجميع لا يمثلون ابناء المخيم، وبالتالي سيعيد الناس تشكيل قيادات امنية تدير شؤون المخيم بذاتها»، وأن يجري في المخيم «هو مشروع امني يستهدف ضرب الوضع الأمني فيه، لكن في الوقت نفسه، المخيم ليس محطة للرسائل».
المصدر: جريدة السفير