غزة
تترقب حراكاً سياسياً يخفف حصارها
السبت،
14 آذار، 2015
كوجوه
مكعب "روبيك" كانت معظم التحركات الدولية والعربية تجاه غزة، فكلها متشابهة
لا تفك أحجيتها, الآن يبدو أن الأفق جديد مختلف خاصةً بعد سلسلة تطورات تضرب الإقليم
تنال اهتمام دوله المؤثرة.
ذخيرة غزة الإستراتيجية في الصمود والمقاومة ومحاولة
التكيّف مع الحصار طوال سنوات وإن حملت في بطنها كثيراً من الآلام والمشاكل، إلا أنها
الآن قد تحرف إبرة البوصلة.
منذ 4 شهور تستقبل غزة وفوداً أوربية ودبلوماسية تحسن
الاستماع والكتابة ثم تعود أدراجها، تتلوها تصريحات لزجة تتضامن مع غزة إنسانياً لكنها
لا تتحدث صراحة عن جرائم الاحتلال الجنائية وفك حصارها الممتد منذ سنوات.
الحراك الدولي والعربي آخذ في التدحرج إيجابياً بالنسبة
لغزة وإن كان على مكث فلا أحد يرغب في مزيد من التوتر في الإقليم بعد صعود جماعات متطرفة
وميل الكفّة لمحاور جديدة في المنطقة العربية.
اتصالات
ومبادرات
وبالتزامن
مع ذلك، طعنت الحكومة المصرية في قرار محكمة الأمور المستعجلة التي صنفت حماس
"حركة إرهابية"، وبما أنها الجهة الوحيدة المخوّلة بذلك، فقد يعني هذا حلحلة
جزئية في موقف مصر.
ويتوقع المحلل السياسي مصطفى الصواف أن تقبل غزة قريباً
على انفراجة بعد سلسلة اتصالات وتحركات دولية وعربية تجسر الهوة وتهدأ الخواطر في غزة
وتل أبيب.
ويضيف:
"سمعنا عن تحركات من قبل سويسرا وروبرت سيري وحديث عن تهدئة ورفع الحصار وهي مع
أفكار أخرى يجري مناقشتها ولم تجهز بعد ردود حماس عليها لكن على الأقل الموقف الدولي
يدفع الأوروبيين لتهيئة الأجواء لإعادة الإعمار".
أما
المحلل السياسي عبد الستار قاسم، فيرى أن الموقف المصري والطعن في قرار محكمة الأمور
المستعجلة هو الأهم في الأيام الأخيرة بالنسبة لغزة مؤكداً أن غزة تحتاج لتعزيز أدوات
المقاومة والصمود الداخلي لتنتزع حقوقها مستقبلاً.
ويتابع:
"السيسي أخطأ عندما عادى الإخوان وحاول ربط غزة بهم لكن السعودية التقطت الأمر
بشكل أفضل وهي الآن لا تحاول استعدائهم لأنهم القوة الإسلامية المعتدلة الأهم والأقوى".
وقبل
أيام، أعلنت قطر بدء المرحلة الأولى من إعادة الإعمار بإنشاء ألف وحدة سكنية وهو موقف
عملي يحاول القفز على عقبات الحصار وتأخير الإعمار ما يقرب غزة لتحسن جزئي يتطور على
المدى الطويل.
وتتلقى
غزة دعماً إنسانياً وإغاثياً متقطعاً في مفاصل المشاريع الحيوية والإنسانية من دول
ومؤسسات عربية ودولية، يرى كثير من المراقبين أنه قابل للتطور متى جاء قرار سياسي بعد
جدوى حراك دولي تقبله به كافة الأطراف.
عهد
جديد
الغمغمة
الضئيلة عن تطور المواقف السياسية الدولية والعربية تجاه غزة تتصاعد، تدعمها توجهات
أصيلة من قبل دول مثل "قطر-تركيا-إيران وآخرين.." ولعل ما يشهده الخليج العربي
من تطورات دفع السعودية لإبداء مواقف مرنة أكثر مختلفة عن عهد ملكها الراحل.
ويقول
المحلل الصواف إن هناك تقارب إيراني مع حماس تلاه لقاء بين رئيس المكتب السياسي لحركة
حماس خالد مشعل، ورئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني في الدوحة، إضافة للقاءات
جديدة تتشكل عن جدوى الحصار وتأخير الإعمار من قبل أوروبا وهو ما يقرب التحليل من أن
غزة مقبلة على تغيير يحتاج لوقت.
هناك
حراك أوروبي مهم في الأسابيع الأخيرة بالنسبة لغزة، فقبل أسبوعين قدم رئيس البنك الدولي
مليوني $ لوزارة الصحة بغزة متجاوزاً رئاسة السلطة، كما تتوالى بين يوم وآخر زيارات
وفود دبلوماسية ووزراء خارجية يلتقون قيادات من حماس.
ويقول
المحلل السياسي أحمد يوسف إن الأوروبيين بعد زياراتهم الأخيرة لغزة بدأوا يحملون السلطة
الفلسطينية مسئولية تأخير الإعمار ويلومون دول عربية كمصر خاصة بعد مؤتمر أكتوبر
2014 الذي حمل عنوان إعادة الإعمار.
ويتابع:
"الخطوة القطرية بالأمس بإنشاء مساكن لمتضرري الحرب قد تحرّك الآخرين خاصة أن
عباس في سويسرا وإذا تم الاتفاق على تفعيل الخارطة السويسرية ستشهد غزة انفراجة وتخفيف
ملموس في الحصار".
تراقب
السعودية الحراك الأوربي لغزة ولها رؤية كبيرة تعتبر حماس جزءً مهماً في ظل استشعارها
للخطر من حولها وهي بذلك تمتلك أدوات قوة في التأثير على مصر والسلطة الفلسطينية بشكل
عام.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام