القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

تقارير إخبارية

غضب واستياء في النبطية بعد قرار الأونروا إغلاق عيادتها الوحيدة


النبطية، جنوب لبنان (لاجئ نت)|| السبت، 17 أيار، 2025

سادت حالة من الغضب والاستياء الشديدين بين اللاجئين الفلسطينيين في منطقة النبطية جنوب لبنان، عقب قرار وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بإغلاق عيادتها الوحيدة في المنطقة. واعتبر اللاجئون هذا الإجراء تعسفيًا ويحرمهم من حق أساسي في الرعاية الصحية، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يواجهونها.

ووفقًا لمصادر محلية وشهادات من اللاجئين، بررت الأونروا قرار الإغلاق بنيتها إجراء صيانة للعيادة بتكلفة تقدر بنحو 30 ألف دولار أمريكي. إلا أن هذا التبرير قوبل بتشكيك واسع من قبل اللاجئين، الذين وصفوه بأنه "واهٍ وغير مقنع"، مرجحين أن الهدف الحقيقي يكمن في تقليص خدمات الوكالة في المنطقة.

معاناة مضاعفة للمرضى وكبار السن

عبّر اللاجئ المسن أبو أحمد عن استيائه قائلاً: "هذا القرار ظالم بحقنا. كنا نعتمد بشكل أساسي على هذه العيادة لتلقي العلاج والحصول على الأدوية. الآن، سيضطر مرضانا وكبار السن إلى تحمل مشقة السفر إلى مناطق بعيدة مثل عدلون أو مدينة صيدا، وهو ما يمثل عبئًا ماديًا وجسديًا كبيرًا عليهم".

من جهتها، أعربت أم علي، وهي أم لثلاثة أطفال يعانون من أمراض مزمنة، عن قلقها قائلة: "كانت عيادة النبطية بمثابة الملاذ الآمن لتلقي أطفالي العلاج والمتابعة الطبية المنتظمة. الآن، لا أعرف كيف سأتمكن من نقلهم إلى صيدا بشكل منتظم، خاصة مع الارتفاع الكبير في تكاليف المواصلات".

تخوف من مزيد من التقليصات في الخدمات

يُبدي العديد من اللاجئين تخوفهم من أن يكون إغلاق عيادة النبطية خطوة أولى نحو تقليصات أخرى في الخدمات التي تقدمها الأونروا لهم في جنوب لبنان. وبينما يدركون الضغوط المالية التي تواجهها الوكالة، يؤكدون أن ذلك لا ينبغي أن يكون على حساب صحتهم وكرامتهم.

وعلق الشاب فادي، وهو ناشط من أبناء المنطقة: "نحن نرفض هذه السياسة التي تنتهجها الأونروا. صحة اللاجئين ليست سلعة قابلة للمساومة. نطالب الوكالة بالتراجع الفوري عن هذا القرار وإعادة فتح العيادة في النبطية وتوفير الخدمات الصحية اللائقة للاجئين".

دعوات للتحرك والضغط على الأونروا

على صعيد متصل، بدأ اللاجئون الفلسطينيون في منطقة النبطية في تنظيم تحركات احتجاجية للضغط على الأونروا للتراجع عن قرار إغلاق العيادة. كما وجهوا نداءات إلى الفصائل الفلسطينية والمنظمات الحقوقية للتدخل العاجل ودعم مطلبهم الإنساني.

حماس تستنكر وتعلن دعمها لتحركات اللاجئين

وفي تعليق له، أعرب أبو أحمد فضل، مسؤول مكتب شؤون اللاجئين في حركة حماس، عن "استنكاره الشديد" لقرار الأونروا، مؤكدًا أن "إغلاق العيادة سيؤدي إلى مزيد من المعاناة للاجئين وسيفاقم أوضاعهم الصحية المتردية". واعتبر أن "تبريرات الأونروا المالية تبدو واهية وتخفي توجهًا نحو تقليص الخدمات"، مجددًا دعمه الكامل "للتحركات الاحتجاجية التي يقوم بها اللاجئون في النبطية ووقوفه إلى جانب مطالبهم العادلة بحق الحصول على رعاية صحية مباشرة وكافية".