فجوة التمييز تلاحق المرأة في الحق بالعمل
السبت،
07 آذار، 2015
ما تزال النسوة العاملات يعانين التمييز بالرغم من أن النصوص
القانونية تنصفهن، ولكن الواقع ما زال مختلفا على الأرض، ولا يتناسب مع الشعارات البراقة
التي تطلق في اليوم العالمي للمرأة الذي يوافق غدا الأحد الثامن من مارس.
ولا ترى العاملة في إحدى رياض الأطفال في محافظة جنين مريم
الكيلاني أن حقوق المرأة على صعيد العمل تطورت مقارنة بفترات سابقة، ولكنها ما زالت
دون المستوى المطلوب.
ولمناسبة اليوم العالمي للمرأة تشير الكيلاني- التي تتقاضى
راتبا يصل إلى 500 شيقل شهريا في الوقت الذي يبلغ فيه الحد الأدنى للأجور حسب الفانون
1450 شيقلا- لوكالة "صفا" إلى أنها لا تعتقد أن الإنجازات التي تحققت للمرأة
على صعيد المجتمع توازي ما أنفق على مشاريع نسوية في فلسطين في العقدين الأخيرين.
ويبين مدير عام التفتيش في وزارة العمل عبد الكريم ضراغمة
أن المرأة في فلسطين تشكل 19% فقط من مجمل القوة العاملة حتى الآن، وهذه نسبة أقل من
نسبتها في المجتمع.
ويقول ضراغمة لوكالة "صفا" إنه حين يتعلق الأمر
بالأجور فإن 21% من النساء العاملات في فلسطين يتلقين أقل من الحد الأدنى للأجور وهذه
نسبة مرتفعة.
ويؤكد أن التمييز في العمل ضد المرأة في فلسطين ما زال موجودا
وبمستويات مختلفة، على صعيد الأجور وظروف العمل وطبيعة المهن.
بطالة مرتفعة
وأصدر الجهاز المركزي للإحصاء تقريرا لمناسبة الثامن من آذار
قال فيه إن معدلات البطالة بين النساء في فلسطين (الضفة الغربية وقطاع غزة)، بلغت
38.4٪ في العام الماضي 2014 مقارنة مع 33.5% عام 2013.
وأضاف أن عدد العاملات في السوق الفلسطينية بلغ 265 ألف عاملة،
بينما بلغ عدد العاطلات عن العمل خلال العام الماضي، نحو 97.4 ألف عاطلة عن العمل.
وأوضح البيان أن نسبة البطالة لدى النساء اللواتي أنهين
13 سنة دراسية، تبلغ في السوق الفلسطينية 50.6%، بينما تبلغ نسبة البطالة لدى الرجال
في فلسطين 23.9%.
وبلغت نسبة مشاركة الإناث في القوى العاملة 19.4% من مجمل
الإناث في سن العمل، خلال العام الماضي، فيما بلغ متوسط الأجر اليومي للإناث خلال نفس
العام نحو81 شيكلاً (20.7 دولار)، مقارنة مع 105.8 شيكل (27 دولار) للذكور في نفس الفترة.
وأوضح التقرير أن قطاعي الخدمات والزراعة هما المشغلين الرئيسيين
للنساء العاملات في السوق المحلية، بواقع 57.0% في قطاع الخدمات، و20.9% في قطاع الزراعة،
من إجمالي عدد العاملين في القطاعين.
وبلغ عدد السكان المقدر في نهاية عام 2014 حوالي 4.62 مليون
مواطن، منهم 2.35 مليون ذكر بنسبة 50.8% و2.27 مليون أنثى بنسبة 49.2%..
أشكال أخرى من التمييز
ويشير النقابي عبد الحكيم الشيباني إلى أن واقع عمل المرأة
تطور في فلسطين، ولكن ما زال هناك أشكال من التمييز عدا تدني الأجور، ومنها تقبل قطاعات
من المجتمع لعمل المرأة في مجالات وعدم تقبلها في أخرى.
وكذلك على صعيد التمييز في التعليم والذي ينعكس لاحقا على
قطاع العمل، فالمنح الخارجية للتعليم المتخصص عادة ما تذهب للذكور، إضافة إلى أن بعض
الناس يفضلون عمل المرأة في قطاع التعليم على سبيل المثال على عملها في قطاع التمريض.
ويبين أن هناك أيضا نمطا مجتمعيا سائدا يعتبر أن التعليم
المهني والصناعي هو من اختصاص الرجل، وتجد أن غالبية الدارسين للتخصصات الصناعية ومدارس
التعليم المهني ذكورا.
ومع ذلك يؤكد أنه ورغم تلك الأشكال من التمييز والتي تنعكس
على حصة المرأة في سوق العمل إلا أن المرأة في المجتمع الفلسطيني منخرطة في المجتمع
وفي كافة المجالات.
المصدر: وكالة صفا