القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

"فلسطين".. الدولة التي يقسمها 600 حاجز عسكري

"فلسطين".. الدولة التي يقسمها 600 حاجز عسكري


صحيفة فلسطين- محمد القيق

صفق مواطنون لخبر أفاد بقيام دولة فلسطينية في أروقة الأمم المتحدة، ولم يكترثوا لصفتها بعد أن تجاوزوا شكلها وجغرافيتها، فعادت الذاكرة من جديد لترسم اتفاقية أوسلو في وجوه المحتفلين، إلا أن نتائج ترسخت على الأرض بمزيد من الاستيطان والتهويد وبناء الجدار العنصري وإقامة أكثر من 600 حاجز عسكري، ليستفيقوا في اليوم التالي لهم بعد أن ناموا على دولة وهم يصطفون على حواجز عسكرية أيقظتهم من حلم يأتي عن طريق السلام.

224 حاجزًا مغلقًا

ويقول جمال العملة من مركز أبحاث الأراضي لـ"فلسطين": "إن الكثير من الحواجز العسكرية (الإسرائيلية) مقامة على أراضي الضفة الغربية المحتلة دون أي ذريعة، فهي فقط لتنغيص حياة الفلسطينيين"، مبينًا أن عدد الحواجز المغلقة بشكل كامل يصل إلى 224 حاجزًا.

ويوضح العملة أن الاحتلال خلال عام 2012م أضاف 28 حاجزًا عسكريًّا في مدن الضفة المحتلة، مردفًا: "منها 16 في الخليل، وثلاثة في قرية دير إستيا وحدها، دون أي سبب، فقط لمنع المزارع الفلسطيني من الوصول إلى أرضه والإنسان الفلسطيني من التحرك بحرية، إذ إنه لا توجد مصادمات واشتباكات، وهناك طرق التفافية شقت من أراض فلسطينية خاصة بالمستوطنين، ويسيطر جنود الاحتلال على مفارق الطرق كافة".

ويضيف: "نستثني من هذه الحواجز تلك التي أقيمت في البلدة القديمة بالخليل ولم تُزل، ووصل عددها إلى 82 حاجزًا، أما في القدس وداخل البلدة القديمة فهناك أكثر من 60 حاجزًا تمنع المقدسيين من التنقل بحرية".

ويؤكد العملة أن الاحتلال حيثما كانت هناك فرصة للتضييق على الفلسطينيين ومن أجل خدمة المستوطنين ينشئ الحواجز، لافتًا إلى أن 400 حاجز مفاجئ (طيار) وضعت خلال عام 2012م، وأنه سجلت حوالي 300 حالة تشديد على حواجز رئيسة مثل: (الكونتينر) بين بيت لحم ورام الله، وحاجزي حوارة وزعترة جنوب نابلس، واعتداء على 200 شخص.

ويتابع: "الحواجز العسكرية القائمة التي تسمى معابر تغلق حيثما شاء الجندي الذي يعتدي على من يشاء، وتعرقل سيارات الإسعاف، ما تسبب بالكثير من حالات الوفاة والإجهاض، وتلك هي الممارسات الاحتلالية التي يتفنن بها الجنود على أرض الضفة".

مربعات أمنية

ويعرض المواطنون في الضفة الغربية إلى ممارسات بشعة ومذلة على الحواجز المقامة على أراضيهم، فالقتل والاعتقال والملاحقة والمنع من المرور والتفتيش المذل كلها أشكال للمعاناة اليومية التي تصاعدت بعد "الدولة" التي أخبر بقيامها في وسائل الإعلام.

ويقول المواطن أبو جهاد عمر من الخليل لـ"فلسطين": "أعمل في دورا وأتوجه بعدها إلى منزلي غربًا، فتارة يغلق الاحتلال حاجز قرية المجد، وتارة أخرى يغلق بوابة مستوطنة (نجيهوت) المقامة على أراضينا؛ فنجبر على سلوك طريق "مراح البقار" أو "طاروسة"؛ كي نتمكن من الوصول إلى منازلنا، ويكون الحاجز العسكري المقام بين المجد ودير العسل محطة للتنكيل بالمواطنين؛ لأنه مفاجأة الجنود لك بالوقوف عليه، والتفتيش الممل هي وسيلة ترهيب أخرى، ومتى تغلق البوابة بشكل مفاجئ فذلك يعني أن مشوارًا طويلًا قطعناه ألغي، وعلينا أن ننتقل إلى طريق أخرى".

من جانبه يقول المواطن محمد شلش من رام الله لـ"فلسطين": "يوجد أربعة حواجز عسكرية على طريقنا يوميًّا في أثناء ذهابنا إلى الدوام من قرية شقبا غربًا إلى رام الله، بينها اثنان بجانب الشارع، ولكننا نراها تقع على مداخل النبي صالح وبيت ريما ودير غسانة، وواحد يكون بصورة شبه دائمة على الشارع الرئيس، والأبرز هو حاجز عطارة العسكري الذي يقوم فيه الجنود بتوقيف المركبات وإنزال الشبان وتفتيشهم وفحص بطاقاتهم، ومزاجية الجنود تتحكم في دوامنا، إذ يغلق الحاجز بشكل مفاجئ ساعة أو أكثر، وعودتنا للمنازل تمر بهذه الحال، إذ نرى جنودًا وأسلاكًا شائكة وجدارًا عنصريًّا ومستوطنات تتوسع في دولة تغنينا بها".