فلسطينية تحترف الرسم بالقهوة
الجمعة، 18 كانونالثاني، 2013
قاد عشق رسامة فلسطينية شابة لشرب القهوة إلى شق طريقها نحو احترافها الرسم برواسبها، لتنتج رسومات إبداعية تعبر من خلالها عن تعلقها بكل ما هو تراثي وقديم على ثرى فلسطين.
وبدأت قصة خريجة الفنون الجميلة سلوى السباخي مع الرسم بالقهوة قبل نحو عامين بعدما شعرت أن ريشتها التي انغمست قدرا في فنجان القهوة قد أضفت شيئاً مميزاً على إحدى رسوماتها، لتكتشف بعدها أن مفتاح سر الإبداع والتميز الذي طالما حلمت به موجود بقاع كوب القهوة الذي يرافقها دوماً.
ويعود سبب تعلق الفنانة بالقهوة التي لا تكف عن شربها في حلها وترحالها إلى أربع سنوات مضت، عندما نصحها أحد الأطباء بتناول القهوة للتغلب على الهبوط المتكرر لديها في ضغط الدم أثناء استعداداتها لامتحانات الثانوية العامة.
وتقول سلوى إن رسمها من ذات الكوب الذي تتناول منه القهوة بعد أن تفرغ من شربه يمنحها إحساسا جميلا نابعا من الارتباط ما بينها وبين مشروبها المفضل.
وأضافت أنها لم تجد أفضل من لون القهوة البني لتعبر به عن مكنونات شوقها وحنينها لتراث الأجداد، مشيرةً إلى أن أغلب الرسومات التي رسمتها بالقهوة لأشياء قديمة كمدينة القدس والأحياء القديمة، إضافة لإبراز دور المرأة بالمجتمع وخصوصاً معاناة الفلسطينية في قطاع غزة.
وأوضحت أنها وجدت في لون القهوة أفضل الألوان لرسم لوحات معبرة لاقت رواجاً وإقبالا لدى عرضها بالمحال والمعارض المحلية، مشيرةً إلى أن الرسم بالقهوة يجعل اللوحة معبرة وتعطي إحساسا صادقا لأن اللون يخرج بشكل أفضل من استخدام اللون المصنع.
غياب الدعم
ولاقت رسومات الفنانة سلوى ترحباً كبيراً من قبل أقرانها الرسامين الذين شجعوها على الماضي والرسم بالقهوة، لأنه إبداع جديد في عالم الرسم لم يسبقها أحد إليه في فلسطين.
وذكرت للجزيرة نت أنها ترسم بالقهوة على نوع معين من الورق يمتاز بقدرته على الامتصاص، وتعمد بعد الانتهاء من عملية رسم لوحاتها إلى رشها بمادة مثبتة للمحافظة على رونق اللون والصورة لمدد زمنية طويلة.
وبينت الفنانة أنها تمكنت على مدار عامين من الرسم بالقهوة في التحكم بدرجة اللون، معتمدةً على إضافة الماء إلى رواسب القهوة من أجل التخفيف من حدة تركيز اللون كلما تطلب الشكل المرسوم ذلك.
ورداً على سؤال بشأن الأسباب التي شجعتها على المضي في الرسم بالقهوة، قالت "شعوري بأني أنتج أعمالا مميزة تحمل إحساسا نابعا من داخلي يجمع ما بين الإبداع والفن باستخدام لون طبيعي يميز رسوماتي عن باقي الفنانين، كان دافعاً لي لرسم نحو مائة صورة".
وتطمح سلوى إلى أن تتاح لها فرصة المشاركة بمعارض خارج قطاع غزة من أجل جذب انتباه الناس، وإبراز القضية الفلسطينية بكل تجلياتها عبر رسوماتها بالقهوة.
وانتقدت الفنانة الشابة عدم اهتمام الجهات الرسمية وغير الرسمية بتنمية المواهب الشابة، مشيرةً إلى أن غزة تعج بالمواهب المبدعة ولكنها بحاجة لمن يأخذه بيدها ويساعدها في تمويل إبداعاتها وإبرازها.
المصدر: أحمد فياض- الجزيرة