القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

فلسطينيو أوروبا بين النكبة والنكسة.. و"ربيع العرب"

فلسطينيو أوروبا بين النكبة والنكسة.. و"ربيع العرب"
 

روما - أيمن أبو عبيد

عشرون يوماً، هي المدة التي تفصل بين ذكرى تاريخ النكبة وذكرى تاريخ النكسة، الأولى وقعت في الخامس عشر من مايو/أيار 1948 والثانية في الخامس من يونيو/حزيران ،1967 تاريخان شهدا على تراجع العرب والمسلمين فكانت النتيجة أن فقدوا قبلتهم الأولى ووجد الشعب الفلسطيني نفسه بين مجزرة وتطهير عرقي وتهجير قسري، يعيش توابعه إلى اليوم. وفي هذه الأيام في ذكرى إحياء هذه التواريخ المفجعة، يعيش الشعب الفلسطيني نشوة الثورات العربية ويستبشر بها خيراً وهو يأمل أن تعود القبلة الأولى قبلة للربيع العربي في نهاية المطاف. وإلى أن يحين ذلك الموعد تعمل الأجيال الفلسطينية المتعاقبة في أوروبا على الصعد كافة نحو تغيير المعادلة التي أفقدتهم تراب بلادهم من أجل العودة إلى أرضهم التي هجروا منها.

"الخليج” حاورت عدداً من النشطاء الفلسطينيين في أوروبا للوقوف على مستقبل القضية الفلسطينية من خلال قراءة تاريخية للعقود الأخيرة واستشراف المستقبل في ظل الثورات العربية.

يقول ماجد الزير مدير عام مركز العودة الفلسطيني ومقره لندن، إن النكبة جرح حي في جسد الشعب الفلسطيني جيلاً بعد آخر، حيث إن هذا الشعب ما انفك يعيش النكبة جرحاً نازفاً لم يندمل، منذ الجيل الأول الذي ما زال حياً ويشكل 7% من تعداد الفلسطينيين، يتبعه جيل الخمسينات الذي عاشها بالمعنى المادي ثم تناقلتها الأجيال اللاحقة إلى أن وصلت للأحفاد الذين يعيشون النكبة الآن ألماً ومعنى، وهذا التناقل من جيل لآخر هو الضامن أن تظل القضية الفلسطينية من خلال البقاء على جرح النكبة حاضراً، وهذا عامل مهم يضاف إليه عامل آخر هو منهجية العدو في النيل من كل ما يمت لفلسطين بصلة، شعباً وأرضاً وموروثاً، إذ أوجد سلوك المحتل نتيجة مضادة حيث تنبه الفلسطينيون إلى ما يجري في محيطهم إضافة إلى النكبة التي تحيا في ذاتهم، ومن هنا يتضح لنا أن النكبة عملية تراكمية مازالت حاضرة كأنها حدث للتو.

وعن التغيرات التي طرأت على علاقة أوروبا بالقضية الفلسطينية والمحتل "الإسرائيلي”، يشير مدير مركز العودة للاجئين الفلسطينيين إلى انعطاف الرأي العام الأوروبي نحو دعم الحقوق الفلسطينية. "العدو الصهيوني كان ينعم بدعم أوروبي لا محدود مبني على علاقات عامة كانت توظف المعلومة الكاذبة والنفوذ لمصلحة إبقاء أوروبا مناصرة للدولة اليهودية، مراهناً في ذلك على العمق الاستراتيجي للدولة العبرية في النظرة الأوروبية من أجل السيطرة على الشرق الأوسط، ولكن حقيقة أن قسماً من الأوروبيين يتعاملون مع الحقائق والمظالم كما تصل إليهم، وبالتالي فإن استمرار تضحيات الفلسطينيين بالتوازي مع تنامي نشاط الجاليات الفلسطينية والإسلامية في أوروبا لدعم الحق الفلسطيني وظهورها في محافل عدة، سياسية وأكاديمية وشعبية، جعلت القضية حاضرة دوماً في الشارع الأوروبي، وتمكن الفلسطينيون بشكل واضح من تعريف الرأي العام الغربي بالحقيقة، وتحولت شرائح أوروبية نحو الحق الفلسطيني والإيمان بعدالة القضية، وكثيراً ما انتهى المطاف بسياسيين غربيين إلى تبني المظلمة الفلسطينية والدفاع عن شعبها المتضرر من جراء الاحتلال”.

ويشرح ماجد الزير الدور الذي تؤديه المؤسسات الفلسطينية العاملة في القارة الأوروبية بمساهمة قطاع من أبناء الجاليات العربية والإسلامية في دعم الحق الفلسطيني، في مواجهة النشاط الواضح والدؤوب من قبل "إسرائيل” ومناصريها ومعظم أبناء الجالية اليهودية في الغرب، ويقول إن ذلك دفع الجاليات العربية والإسلامية إلى تنظيم نفسها وتحولها إلى أسلوب العمل المؤسساتي في تداول القضية الفلسطينية والمواءمة مع مؤسسات عربية داعمة للحقوق الفلسطينية، ونتجت عن ذلك ظاهرة مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني في أوروبا التي عبرت عن نشاطها من خلال علامات واضحة، مثل مركز العودة الفلسطيني في لندن، ومؤتمر العودة السنوي ومجلس العلاقات الأوروبية- الفلسطينية، والعديد من مؤسسات دعم حقوق الفلسطينيين وملفات نضاله، كملف الأسرى والحصار والمستوطنات وما شابه.

ونجحت هذه المؤسسات في إيصال رسالتها، الأمر الذي أقلق الكيان "الإسرائيلي” وبدأ يشعر بأن القارة الأوروبية لم تعد تغض البصر عما تفعله دولة الاحتلال كما في السابق، وقضية الشيخ رائد صلاح الأخيرة في بريطانيا يستخلص منها حقيقة مفادها أن هناك بيئة سياسية منفتحة في أوروبا يمكنها دعم الحق الفلسطيني إذا ما وظفت توظيفاً صحيحاً، وأنه ليس صحيحاً أن الغرب هو غرب واحد ويدعم "إسرائيل” بالمطلق، فالغرب هو دول عدة، والدولة الواحد شرائح عدة ذات توجهات نافذة مختلفة”.

روزنامة حافلة بالأحداث

محمد حنون، رئيس التجمع الفلسطيني في إيطاليا، يقول إن التقويم الوطني الفلسطيني حافل بأحداث وتواريخ تشحذ همة الشعب على مواصلة نضاله، حيث إن الروزنامة الفلسطينية مملوءة بالأحداث التي نقف عندها لنستذكرها ونستجمع قوانا من أجل ألا يتكرر حدث آخر يضر بهذا الشعب ويزيد معاناته، وتحفزنا على العمل كي يعود اللاجئ الفلسطيني إلى أرضه وداره وبيارته. فالنكبة التي هجر فيها الشعب الفلسطيني من أرضه وبيته ووطنه وأحل مكانه المستوطن "الإسرائيلي”، يعيشها الفلسطيني في كل يوم وساعة، ويسترجع ذكراها الأليمة هذا الشعب في الداخل والشتات، يستشعر مرارة النكبة وظلم الاحتلال ومأساة التهجير القسري عن الوطن والمقدسات، ليس فقط في ذكرى النكبة وإنما في كل لحظة تلت هذه النكبة منذ 64 عاما إلى الآن، وكلما مر الوقت ازددنا إصراراً وعزيمة على استرجاع حقوقنا المغتصبة”. ويؤكد أنه "في ذكرى الحوادث التاريخية الأليمة للشعب الفلسطيني تظهر فرص التوحد والتجمع، فإننا إن لم نكن متحدين فلن نستطيع الانطلاق نحو الهدف، وتشتتنا سيجعل من يوم العودة أبعد”.

وينوه حنون بأن مناسبات تاريخية كهذه تستدعي من الأمة العربية والإسلامية أن تنهض وتشد من أزرها لتحرير أراضيها المقدسة "نحن نهيب بالشعوب العربية والإسلامية وشرفاء العالم الحر أن يستنهضوا الهمم ويدعموا الحق الفلسطيني، من خلال بذل الجهود لاستعادة الحقوق كاملة غير منقوصة إلى الشعب الفلسطيني، وأن يحاكم المعتدي ومن تسبب في هذه المعاناة عن كل ما ألمّ بالفلسطينيين من قهر وظلم وحرمان وغربة إجبارية”. مضيفا "نحن في هذه المناسبات الأليمة ندشن فعاليات في أوروبا لنذكر الساسة أن هناك عشرات القرارات الدولية التي تدعو صراحة إلى إعادة الحقوق الفلسطينية، وعلى رأسها حق العودة، ولكن أياً من هذه القرارات لم تنفذ والغطرسة الصهيونية لا تستجيب لما تصدره الهيئات الأممية، وهذا ظلم يصيب الشعب الفلسطيني ولكنه ظلم سينقشع مهما طال”.

ويشدد رئيس التجمع الفلسطيني على رسالة يعنونها إلى أنظمة بعض الدول العربية التي تنتقص من حقوق اللاجئ الفلسطيني "ننقل رسالة إلى الأنظمة التي لا تمنح اللاجئ الفلسطيني حقوقه كأي إنسان آخر على أرضها، وتتذرع بأن توطين الفلسطينيين ينسيهم قضيتهم مانعة بذلك الفلسطيني من حق التنقل والعمل والإقامة، ولهؤلاء نقول إننا في أوروبا حاصلون على جنسياتها وإقاماتها الدائمة، ونتمتع بكافة حقوق المواطنة ورغم ذلك لم ننس ولن ننسى بلادنا الأصلية، وعندما تتحرر بلادنا فسوف نعود إليها، أما تضييق الحياة على الفلسطيني وبما يزيد من معاناته كلاجئ في هذا البلد أو ذاك فهو أمر غير مقبول ويظهر الأمر كأنهم أكثر حرصاً على فلسطين من الفلسطينيين، وهذا باطل، فهم ليسوا أحرص منا على مقدساتنا وعلى مطلب العودة إلى ديارنا، ومثال غزة ليس ببعيد عنا، فعندما فتح المعبر وخرج الآلاف متجهين نحو مصر، رجعوا جميعا إلى غزة من دون تغيب فلسطيني واحد رغم حالة الحرب وظروف المعيشة المفتقدة لأساسيات الحياة في غزة إلا أنهم لم يتركوها، لأن الشعب بلا وطن لا عزة له ولا كرامة، ونحن نعتبر أن إقامتنا في دول الجوار إقامة مؤقتة ولا نريد أن نستوطن فيها، مع التأكيد على كل الاحترام والعرفان للضيافة التي يقدمونها لنا إلا أن هذه البلاد بلادنا الثانية وستبقى فلسطين هي بلدنا الأول دائماً وابداً”.

العمل الوطني والفصائلي

أما سيف أبو كشك ناشط فلسطيني في إسبانيا وعضو حركة الشباب الفلسطيني، وهي مبادرة شبابية فلسطينية مستقلة سياسياً لها ممثلون في أماكن مختلفة من العالم وتنادي بتوحيد العمل الوطني الفلسطيني بعيداً عن الحزبية والانتماء الفصائلي، فيؤكد على أهمية الاستفادة من مناسبات كالنكبة والنكسة في ربط الفلسطينيين في الداخل والشتات ببعضهم بعضاً ويقول: "نقوم كحركة شباب فلسطيني بتنظيم عدد من الفعاليات والأنشطة على المستوى العالمي الهدف منها متعدد الأبعاد، البعد الأول هو العمل على توعية المجتمعات التي تتواجد فيها الجالية الفلسطينية وخلق مستوى معرفي بواقع القضية الفلسطينية وإشكالياتها، مثل إشكالية اللاجئين الفلسطينيين، والآثار الأخرى المترتبة على النكبة. البعد الثاني هو الحفاظ على ارتباط الشتات الفلسطيني بواقعه وبأرضه وقضيته من خلال التحفيز على المشاركة في النشاطات المتعلقة بالهوية والتاريخ الفلسطينيين. البعد الثالث هو رسالة نبعثها إلى شعبنا في الأراضي المحتلة فحواها أن الشعب الفلسطيني في الشتات لن ينسى فلسطين أو أبناءها المرابطين في الداخل، وأن الجالية في الخارج موجودة كجزء من القضية يشارك في كل أطرها”.

ويعتقد سيف أن القراءة للواقع معقدة إلى حد ما في ظل تراجع سياسي فلسطيني وربيع عربي "هناك تراجع على المستوى السياسي الفلسطيني بشكل عام بسبب ما تعيشه القضية من أزمات سياسية، ولكن هذا لا يعني بأي شكل من الأشكال أن هناك بوادر تشتت الحالة الوطنية، غير أنها من دون شك لها تأثير في صعيد العمل الفلسطيني”، ورغم ذلك ظهرت مبادرات شبابية غير مسيسة، دفعت بالقضية نحو الخروج من عنق هذه الأزمة التي ولدت منذ اتفاق أوسلو وأدخلتنا في دوامة منظمة لتهميش المفاهيم التاريخية والحقوق المرتبطة بها، ونحن في حركة الشباب الفلسطيني ننطلق من قناعة أن حل الدولتين على أساس حدود 1967 أثبت فشله وبالتالي يجب أن نوحد الجهود، لاسيما بين صفوف الفلسطينيين في الشتات، وهذا هو نداؤنا الذي نوجهه لكافة شرائح الشعب الفلسطيني بالعمل ضمن منظومة وطنية لا فصائلية”.

تجربة الأجداد

ويشير أبو كشك إلى أن توقعات "إسرائيل” بنسيان النكبة والأحداث المؤلمة المشابهة وإسقاطها من معتقدات الأجيال الفلسطينية اللاحقة توقعات خاطئة "هذه التوقعات للكيان الصهيوني أثبتت فشلها، فالحق لم يسقط بالتقادم، ويكفي فقط أن نرى أطفال فلسطيني الشتات الذين لم تتجاوز أعمارهم الخمسة أو الستة أعوام وبعد مرور 64 سنة على النكبة يقولون إنهم من فلسطين عندما يسألون عن جنسيتهم، برغم انهم يحملون جنسية أخرى أو يقيمون في بلد غير فلسطين، كأن هذه الكارثة وقعت بالأمس فقط، وكأن الطفل عاشها، وهذا يدل على أنه لا مجال لتسوية القضية الفلسطينية من دون عودة اللاجئين، ولا مجال لمجرد التفكير في أن النكبة سوف تنتهي مالم تتحرر الأرض، والحياة اليومية للأجيال الفلسطينية الشابة تعيش آثار النكبة في كل ممارساتها ولا يمكن أن تنسى”. وقال إن النكبة إرث تاريخي يتوارثه جيل بعد آخر، أنا شخصيا أعتبر نفسي من جيل ما بعد النكبة لأن والدي ولد في فلسطين المحتلة وشهد النكبة، وهناك غيري من الجيلين الثاني والثالث، يتحدثون عن تاريخ أجدادهم وما تعرضوا له كأنهم كانوا هناك، وهكذا، كل جيل ينقل للجيل الذي يلحقه مأساة شعبنا، ونحن في الخارج نحاول من خلال برامجنا والفعاليات مع شباب الجالية والقضية ألا نحصر مفهوم هذه الفاجعة في إطار عاطفي محض، وإنما نتجاوز هذا الإطار بربطها بالموروث الفكري والسياسي والتوعوي، بشكل يصل العاطفة بالفكر في ما يتعلق بالأحداث التي شهدتها القضية الفلسطينية ونكبتها”.

تطريز ثقافي

سمير القريوطي، صحفي ومحلل سياسي فلسطيني مقيم في روما أجرى قراءة تاريخية لذكرى النكسة قائلاً "المثقفون العرب طرزوا المسميات، أولاً نكبة ثم نكسة ثم انسحاب، لكنها حقيقة هزيمة للعرب وليست نكسة، والمسافة شاسعة بين العقل واللسان عندنا، حيث نفكر بطريقة ونتكلم بأخرى، أوجدتنا في واقع مرير هو أنهم احتلوا بقية فلسطين وأجزاء من المناطق العربية، ونجحت "إسرائيل” في تنفيذ قسم من مشروع "إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل”، وحرب العراق كانت ضمن هذا النجاح”. مستدركا "أنا مستبشر خيراً، فهذه الثورات التي بدأت من تونس ثم وصلت إلى مصر ولحقت بها ليبيا واليمن ومازالت تتمخض في أماكن أخرى، يجب علينا كإعلامين ومثقفين أن نبقى واعين بحقيقتها، وأن نوظف معانيها التي رفعتها الشعارات كالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، وهذه الشعارات العربية لا تكتمل إلا بمساعدة القضية الفلسطينية، فلا كرامة ولاعدالة للعرب من غير القضية الفلسطينية، والديمقراطيات التي ظهرت في دول الربيع العربي لن تحقق أهدافها إلا بوضع تحرير الأراضي الفلسطينية نصب أعينها، على المثقف العربي قبل أن يطبل للأنظمة أن يشرح للشباب العربي وثوار الربيع العربي ماهي هزيمة 1967 ويضعها ضمن قالب التغيرات التي تشهدها المنطقة العربية”.

وأبدى القريوطي انزعاجه من العقلية الفلسطينية والعربية في التعامل مع الأحداث التاريخية المفجعة بحقهم، مستدلاً على ذلك بذكرى النكبة التي تم إحياؤها مؤخراً في إيطاليا "كانت الفعاليات منخفضة المستوى كالعادة، فهي صغيرة ومنزوية وتحضرها بالوجوه نفسها، وهذا دليل ضعف التواجد الفلسطيني في البلد، وعندما ننتقد هذا الضعف يردون علينا بأن حال القضية في تراجع، كأنه لا يوجد مسؤول عن هذا الموضوع”. معقباً "وكعادة كل مناسبة عربية أو إسلامية، تسبق الخلافات كل الفعاليات والبرامج التي تنفذ وهذا أمر مؤلم ولا أود الإطالة فيه، لكني أحب التأكيد على أننا مازلنا نجهل قراءة الواقع قراءة صحيحة ولا نعرف استقراء سلوك الطرف الآخر والتعامل معه، ففي هذه الأيام القليلة التي تتزامن مع النكبة سجلت "إسرائيل” أكثر من نجاح هنا في روما فقط على صعد مختلفة، وهذا دليل على ضعف التحرك العربي والإسلامي في تناول وطرح مجريات القضية الفلسطينية”.

ويضيف، أن الجاليات الفلسطينية بشكل خاص والعربية عامة تفتقد إلى سياسة التعامل مع الإعلام الأوروبي "من الأجدر في مناسباتنا الوطنية والإسلامية أن ندرس فيها كيف نقنع الرأي العام بحقوقنا الفلسطينية، ونكثف الجهود لتوظيف الإعلام في خدمة ثوابتنا، لكن بدلاً من ذلك نتعامل مع الإعلام الغربي تعاملاً غير محسوب النتائج”. ويضرب القريوطي مثالاً "رأينا مؤخراً إخوة يهاجمون الصحيفة الوحيدة التي تقف معنا ومع القضية الفلسطينية، ويتهموها بشتى التهم فقط لأنها لا تصفق ولا تروج لفصيل فلسطيني وإنما تعرض الحقائق كما هي، وأقصد بذلك جريدة "المانفيستو” الصحيفة الوحيدة التي بقيت معنا، هاجمها بعض أبناء الجالية بإعلانات وبيانات، وهذا سلوك فردي لا يمثل فصيلاً أو تجمعاً فلسطينياً، كما أنه تصرف غير مفهوم، فهناك عشرات القنوات والصحف والمنابر الإعلامية التي تحاول يومياً القضاء على الثوابت العربية والإسلامية والحقوق الفلسطينية، لماذا لا يهاجمونها بدلاً من الاستقواء على صحيفة داعمة لنا؟”.

المصدر: الخليج