الخميس، 20 كانون الأول، 2012

تكاد الساحة الفلسطينية في لبنان تغلي من شدة حرارة الأحداث المتلاحقة والمتلاطمة على جوانب المخيمات في لبنان وسوريا.. ففي سوريا حصلت مجازر استهدفت الفلسطينيين اللاجئين في عدد من المخيمات وآخرها في مخيم اليرموك في دمشق حيث قُتل وأصيب العشرات. وفي لبنان، هناك إجماع على تحييد.. المخيمات الفلسطينية وعدم الانجرار إلى أي فتنة أو اقتتال، وهذا يعكس حالة الوعي لدى جميع الأطراف الفلسطينية في عدم الانجرار إلى جانب طرف دون طرف على ضوء تنامي واستفحال الخلافات اللبنانية، بحسب قول مصدر لصحيفة (كل الوطن)...

لوقف المجازر في اليرموك

دعا المجلس الوطني الفلسطيني، المجتمع الدولي إلى التدخل السريع لوقف المجازر التي يتعرض لها الفلسطينيون في مخيم اليرموك في دمشق، وداعيا إياه للاضطلاع بمسؤوليته لحماية اللاجئين الفلسطينيين وفقا لقواعد القانون الإنساني الدولي.

وحذر المجلس الوطني الفلسطيني في بيان صادر عنه وصل صحيفة(كل الوطن) نسخة عنه من حصول هجرة جديدة للاجئين الفلسطينيين (..) مما يضيف إلى معاناتهم مآس ومعاناة جديدة.

وجدد المجلس الوطني الفلسطيني ضرورة تحييد المخيمات الفلسطينية وعدم التدخل بالحرب، مؤكداً أن المخيمات الفلسطينية لم تكن يوما طرفا في الصراع الدائر بسوريا، محذرا مما يعدُّ لمخيم اليرموك خاصة في هذه الأيام من محاولات لاقتحامه وارتكاب مزيد من المجازر ضد سكانه."

وثمَّنَ المجلس الوطني الفلسطيني وحدة الفصائل الفلسطينية في دمشق حول هذا الموضوع.

وناشد المجلس الوطني الفلسطيني الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية إلى تحمل مسؤولياتها في حماية اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، داعياً المنظمات ذات العلاقة لتقديم المساعدة الإنسانية الطارئة للاجئين الفلسطينيين في سوريا في هذا الوقت الحرج.

"شاهد" لحماية سكان المخيمات

وأدانت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) في بيان صادر عنها وصل صحيفة (كل الوطن) نسخة عنه بشدة استهداف المخيمات الفلسطينية في سوريا عامة ومخيم اليرموك خاصة مؤكدة على أن المخيمات الفلسطينية في سوريا هي مناطق مدنية يعيش فيها سكان مدنيون، وهي تتمتع بنوعين من الحماية؛ الحماية الدولية كون من يعيش فيها لاجئون فلسطينيون عرفتهم الأمم المتحدة في قرارات دولية كثيرة ومن بينها القرار 194، والنوع الثاني من الحماية منصوص عليه في أحكام القانون الدولي الإنساني لاسيما البروتوكول الإضافي الثاني لعام 1977. إن استهداف المدنيين بشكل متعمد قد يشكل جريمة حرب بموجب اتفاقية روما لعام 2002.

ودعت مؤسسة(شاهد) الحقوقية قوات الحكومة السورية والموالين لها وكذلك قوات المعارضة المسلحة للتوقف فوراً عن زج المخيمات في أي معارك مسلحة، وأن يتعاملوا معها كونها مناطق مدنية وليست عسكرية. وأن يراعوا قواعد القتال التي تحرم استهداف المدنيين.

وطالبت مؤسسة(شاهد) الأمم المتحدة بضرورة التدخل لحماية سكان المخيمات الفلسطينية في سوريا. وفتح تحقيق فوري وشفاف عن ملابسات الحادث.

وكذلك ضرورة أن تقوم وكالة الأونروا بدورها الإنساني بشكل أكبر خاصة في مثل هذه الظروف. لأن وكالة الأونروا هي الجهة الدولية الوحيدة التي يمكن أن تقدّم مساعدات إنسانية للاجئين الفلسطينيين في سوريا. وإن عدم قيام الأونروا بدورها الحقيقي يمكن أن ينتج عنه كوارث إنسانية كبيرة.

حماس:موقفنا متوازن من القوى اللبنانية

أكد ممثل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في لبنان علي بركة الحرص على عدم زج المخيمات بالخلافات اللبنانية وما يجري في المنطقة، قائلا "نحن ضد الفتنة المذهبية ونعمل على وأدها وعلى منعها ونحن حريصون كل الحرص على امن واستقرار لبنان والمخيمات الفلسطينية".

وقال بركة خلال جولة له في مدينة صيدا جنوب لبنان حيث التقى مفتي صيدا واقضينها الشيخ سليم سوسان، رئيس بلدية صيدا السابق الدكتور عبد الرحمن البزري، النائب بهية الحريري وأمين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد والمسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في الجنوب الدكتور بسام حمود.. إننا حريصون على موقفنا المتوازن من كافة القوى اللبنانية وضرورة عدم انخراط الحالة الفلسطينية في الاستقطاب اللبناني، داعياً إلى مزيدٍ من الوحدة الفلسطينية، معتبراً أن خيار المقاومة لا يمكن أن يسقط وان الانجازات التي تحققت بفعل المقاومة ستستمر.

بانتظار التطورات

وشهدت مدينة صيدا ومخيماتها العديد من الفعاليات واللقاءات بعد استفحال الأوضاع الأمنية في سوريا التي ركزت على رفض زج المخيمات السورية بالأحداث الجارية هناك وكيفية استيعاب النازحين إلى المخيمات في ظل ازدياد أعدادهم واحتياجاتهم الحياتية، فضلا عن ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق المصالحة الفلسطينية في أعقاب الانتصار العسكري والسياسي في غزة والدبلوماسي في الأمم المتحدة، واستمرار تكريس سياسة النأي بالنفس عن الخلافات اللبنانية الداخلية واعتماد الحياد الايجابي، بحسب الصحفي محمد دهشة.

ونقل دهشة عن مصادر فلسطينية، أن ثمة انزعاج سياسي وشعبي كبيرين من استهداف المخيمات الفلسطينية في سوريا وتحديدا مخيم اليرموك الذي يعتبر عاصمة اللجوء في سوريا، ولكنها أشارت انه في الوقت الحالي لن يتم تنظيم أي من التحركات الاحتجاجية حفاظا على الوحدة الفلسطينية، غير مستبعدة في الوقت ذاته فعل ذلك إذا تفاقم الوضع أكثر.

نزوح عشرات العائلات

وأحصت"اللجان الشعبية الفلسطينية في البقاع" هروب عشرات العائلات الفلسطينية من مخيم اليرموك باتجاه لبنان، وقالت المصادر ذاتها إن أكثر من 250 عائلة جديدة وصلت بالفعل إلى لبنان.

وناشدت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في بيان صادر عنها وصلنا نسخة عنه "جميع الهيئات والمؤسسات المعنية، سواء على مستوى الحكومة اللبنانية، أو وكالة الغوث، أو مؤسسات المجتمع المدني، إلى إغاثة النازحين الفلسطينيين من سوريا إلى لبنان، والاستجابة لاحتياجاتهم المتزايدة".داعية "الأونروا إلى تحمل مسؤولياتها باعتبارها المعني بشكل مباشر عن إغاثة النازحين"، مؤكدة أن الإجراءات التي اتخذتها الوكالة "وبعض المؤسسات الأخرى لم ترتق بعد إلى مستوى الحد الأدنى من معاناة العائلات النازحة، التي تتزايد باستمرار وتشكل عاملاً ضاغطا ينذر بمضاعفات".

اعتصام للنازحين

ونفذ مئات النازحين الفلسطينيين من سوريا إلى مخيمات وتجمعات اللاجئين الفلسطينيين في في مدينة صور ومنطقتها، اعتصاما أمام مكتب «الأونروا»، رفع في خلاله المشاركون لافتات تنتقد تقصير«الأونروا» تجاه النازحين من سوريا. وقالت الطفلة سماح الحسين، باسم النازحين، "إننا اليوم في موقف لا نحسد عليه، حيث نعيش أوضاعا إنسانية قاسية جداً، بعدما أصبحنا نشكل عبئا، لضيق مساحة المساكن التي نتقاسمها مع العائلات التي تستضيفنا. وإن ما يزيد ألمنا هو التقصير والإهمال وعدم المبالاة من قبل الأونروا كهيئة مسؤولة عن رعايتنا وتأمين الاحتياجات الضرورية، كحد أدنى من مقومات الحياة" والسؤال هل يظل العالم صامتا على هذه المعاناة؟َ!

المصدر: صحيفة كل الوطن - أسامة الفيصل