القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

تقارير إخبارية

فلسطينيو سوريا.. دروب الموت والمعاناة


الإثنين، 13 شباط، 2023

فصول الألم والمعاناة طويلةٌ في حياة اللاجئ الفلسطيني بعيدًا عن وطنه المحتل، تلك المعاناة التي بدأت منذ التهجير الأول عام 1948م، بانتظار يوم تعود فيه الأرض حرةً.

وفي الشمال السوري أوضاع كارثية يعانيها 62 ألف لاجئ فلسطيني طالتهم ويلات زلزال أضاف لعذابتهم ألوانًا أخرى من القهر والألم، لا سيما في مخيمي النيرب وحندرات في حلب، ومخيم الرمل في اللاذقية.

أعداد الضحايا الفلسطينيين وبعد أسبوع من وقوع الزلزال العنيف بلغ عدد الضحايا وفق وزارة الخارجية التابعة للسلطة الفلسطينية 91، منهم 40 في تركيا.

معاناة مركبة

وبعد انتهاء الأسبوع الأول من الزلزال المدمر، لم تتكشف تفاصيل الكارثة كلها، كل ما تكشف أن آلاف العوائل تركت أفرادها بين قتيل ومصاب ومفقود ومشرد، يبدو أن المعاناة لن تنتهي قريبًا.

كما أن الأزمات المنتشرة في المخيمات الفلسطينية في سوريا والتي تماثل الأزمات في المخيمات الفلسطينية في دول الطوق، مثل البناء والخدمات الأساسية، والتعليم والصحة وغيرها، جعلت منها بلا أي مناعة لحدث كبير مثل الزلزال ما فاقم المعاناة وزاد الألم والقهر.

الفلسطينيون حالهم حال السوريين في مناطقهم، أجساد محبوسة تحت الركام، ومنازل مدمرة، وطرق مغلقة، وخدمات خارج التغطية، ومساعدات غائبة، هي حياة أحيلت جحيمًا وكل ما بقي هو غريزة البقاء وآخر يبحث عن شتات عائلة مزقها اللجوء من قبل والزلزال الآن.

حتى وبعد وقوع الكارثة لم ينالوا حقهم في طواقم على قدر من الكفاءة والتجهيز لإنقاذ من تبقى على قيد الحياة، وكأن القدر كتب عليهم الموت والموت فقط، كل طواقم الإنقاذ كانت تعاني من ضعف شديد في الإمكانيات وشح في المعدات، باختصار كانوا يحاولون إنقاذ العالقين من الموت بأظافرهم.

موتٌ وتشريد

وبدوره أكد فايز أبو عيد مسؤول الإعلام في مجموعة العمل لأجل فلسطينيي سوريا بعد أسبوعٍ من الكارثة، أن مجموعته وثقت وفاة 53 لاجئًا فلسطينيًّا من سوريا.

وأشار أبو عيد إلى أن 17 فلسطينياً توفوا في الشمال السوري بمنطقتي جنديرس وسلقين، وثلاثة أطفال في مخيم النيرب، وعائلة مكونة من 7 أفراد في مدينة جبلة، ولاجئ في مخيم العائدين.

ويقول أبو عيد: إن العشرات من العائلات الفلسطينية التي هجرت من مخيم حندرات أثناء الحرب بدأت رحلة نزوح جديدة بعد الزلزال الأخير الذي ضرب المناطق الشمالية من سوريا والجنوب التركي.

وأوضح أن هناك 5 عائلات بدأت رحلة نزوح جديدة من مناطق متفرقة في حلب باتجاه الأماكن الأقل تضرراً وذلك بعد إبلاغهم بضرورة مغادرة المنازل المتصدعة في منطقة الميدان والأشرفية، فيما نزحت ثلاث عائلات فلسطينية من منطقة المعصرانية (الميسر) إلى مدرسة قريبة من المنطقة نتيجة تحذيرهم من وجود تصدعات في المباني.

وكشف أبو عيد أن عددًا من المباني الآيلة للسقوط بفعل نيران الحرب في مخيم اليرموك في دمشق، سقطت بالفعل جراء الزلزال دون أي إصابات.

المساعدات الدولية

وقال أبو عيد إن المساعدات الدولية قليلة جدا والمعاناة كبيرة، وهناك الآلاف من اللاجئين في الشوارع بينهم المئات من الفلسطينيين يسكنون في الشوارع وفي الخيام بالشمال السوري والجنوب التركي ومخيم الرمل.

ونبه إلى بارقة أمل في المساعدات الفردية والحملات التي تقودها مؤسسات فلسطينية، مثل حملة "فلسطين معكم".

وبالنسبة للمساعدات الدولية أكد أبو عيد أنها ورغم الوعود لم ترق إلى المستوى المطلوب، داعيًّا المنظمات والمؤسسات الدولية إلى الإسراع لتلبية احتياجات منكوبي الزلزال في الشمال السوري وفي المخيمات في سوريا.

وعن دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا” أكد أبو عيد أنها لم تقم بدورها المنشود، وكان ضئيلًا وهي التي اكتفت بإطلاق المناشدات.

ودعاها أبو عيد إلى تحمل مسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين وخاصة في الشمال السوري ومنهم المهجرين من مدينة دمشق وريفها والبالغ عددهم 1600 عائلة.

وعن جهود الإعمار بعد إنجلاء غبار الكارثة، قال: "هناك تكمن الكارثة بعد أن ينجلي غبار الزلزال، سيتضح حجم المأساة هناك آلاف العائلات في العراء وهناك عائلات تصدعت بيوتهم.

وأضاف: وحسب تقارير دولية فإن إعادة الإعمار سيدوم سنوات، الدولة التركية يمكن أن تتكفل بذلك، أما الدولة السورية المنهكة من الحرب فإنها قد لا تقوم بذلك في المنظور القريب، فيبدو أن العائلات أمام معاناة ستتضاعف.