فلسطينيو سوريا في مخيمات شمال لبنان.. مأساة فوق مأساة
صالح أبو ناصر_ نهر البارد
قدرُ الله في شعبنا أن يكون له نصيب في كل صفحة من صفحات التاريخ والأحداث. تارة بالفرحة والنصر، وتارة أخرى بالابتلاء الذي يمحص الله به العباد ليميز به الخبيث من الطيّب. فمنذ نكبة 1948 والشعب الفلسطيني يتعرض للنوائب التي تنتقل من مكان لآخر ولا سيما في لبنان الذي تنتقل من مخيمات الجنوب وبيروت وصولاً إلى الشمال حيث تتمركز معاناة نهر البارد التي ما زالت حية. ومع أزمة البارد تبدأ أزمة نزوح أهلنا من سوريا نتيجة الأحداث الدامية هناك، إنها محنة جديدة بعناوين متشابكة وجوهر واحد هو التهجير والتنكيل.
أبرز المشاكل التي يعانيها أهلنا النازحون:
استقبلت منطقة الشمال 900 عائلة أي ما يقارب 4500 نسمة من أهلنا النازحين من سوريا. يشكو النازحون من عدة مشاكل تواجههم في هذه الظروف الصعبة. يقول م.س القادم من مخيم اليرموك أننا لو كنا نعرف أن حالنا سيكون هكذا في لبنان لما قدمنا وبقينا هناك نفضل الموت على المعاملة التي نتلقاها هنا. ويبرر كلامه قائلاً إن الأوضاع المعيشية في غاية الصعوبة وخاصة أن الأعمال قليلة وظروفنا صعبة جدًّا ومع ذلك تتغافل الأونروا عن تقديم ما نحتاجه وهي المسؤولة عن تقديم المساعدة لنا، فهو يسأل لماذا هذا التقصير المتعمد الذي تنتهجه الأونروا بحقهم، فالمعاناة كبيرة، مؤكداً أن المساعدات التي يتلقونها من الجمعيات غير كافية ولا تصل إلى الحد الأدنى المطلوب لحياة كريمة.
ويضيف م.ع القادم من مخيم درعا عن مشكلة تواجههم وهي مشكلة الإيجارات الباهظة للبيوت، فيقول ليس باستطاعتنا أن نغطيها وخاصة أنه لا يقدم لنا بدل إيجار من قبل الأونروا، فلا يستطيع رب الأسرة أن يؤمن بدل إيجار لأن العمل الذي يمكن أن نقوم به هنا -إن وجدنا عملاً- لا يغطي سوى الحاجات الأساسية لأولادنا.
دور الأونروا:
يقول المسؤول السياسي لحركة حماس في شمال لبنان أبو ربيع شهابي، إن الأونروا ظلت غائبة عن المشهد وكأن شيئًا لم يكن حتى تاريخ 28/12/2012 حيث بدأت بتوزيع مساعدات مالية بقيمة 40 دولارًا لكل فرد إضافة إلى بون شراء بقيمة 25 دولارًا لكل عائلة ، مؤكداً أن هذا لا يكفي النازحين وخاصة أننا في فصل الشتاء. وأكد أن على الأونروا التركيز على الجانب الإغاثي والتعليمي والصحي، بهذا الشكل:
الجانب الإغاثي:
1.اعتبار النازحين الفلسطينيين من سوريا منكوبين وإدراجهم ضمن حالة الطوارئ أسوة بنازحي مخيم نهر البارد.
2. تأمين مأوى لائق لهم من خلال تأمين بدل إيجار.
3. تأمين أغطية من حرامات وبطانيات والمستلزمات التي من شأنها أن تقي من البرد.
4. تقديم مساعدات مالية بشكل شهري.
5. تقديم مواد تموينية بشكل شهري.
6. تقديم مساعدات للعائلات التي تستضيف أهلنا النازحين.
الجانب التعليمي والصحي:
العمل على تأمين دوام تعليمي كامل عن طريق إيجاد مدرسة خاصة تستوعب كافة الطلاب النازحين مع وجود طاقم كامل من المعلمين والإدارة. وفيما يخص الجانب الصحي دعا إلى التوقف عن عدم منح النازحين التحويلات الطبية إلى المشافي لأن هذا غير مقبول وخاصة أن هناك حالات صعبة.
دور الفصائل:
وفيما يتعلق بدور الفصائل قدم أبو ربيع توصية لهم، بأن يأخذوا دورهم فيما يتعلق بالعمل مع الحكومة اللبنانية بخصوص الشق الأمني للموضوع. وفي هذا السياق طالب بالعمل على تحقيق نقطتين أساسيتين هما:
1. أن تعامل الحكومة اللبنانية الفلسطينيين الوافدين من سوريا كما يعامل النازح السوري من ناحية الإقامة في لبنان.
2. عدم التضييق على الفلسطينيين الوافدين المقيمين في مخيم نهر البارد وخاصة فيما يخص مسألة تجديد الإقامة كل ثلاثة أشهر لأن تجديدها يتطلب 50 ألف ل.ل لكل فرد، وهذه مسألة صعبة على النازحين المنكوبين، فالمطلوب مراعاة الظروف الإنسانية.
المصدر: البراق