فلسطينيو سورية صرخات مدوية على حدود دولة عربية
الإثنين، 16 أيلول، 2013
فايز أبوعيد -
لاجئ نت
صرخة زياد اللاجئ الفلسطيني دوت قوية في وجه عنصر الأمن
اللبناني الذي رفض أن يدخله إلى الأراضي اللبنانية، صرخة ابن مخيم اليرموك الذي
ضاقت به الدنيا بعد أن قصف بيته وسرق محله واضطر للعيش في مدرسة أبناء الشهداء بمنطقة
عدرا في دمشق جاءت مدوية بكل أرجاء المصنع اللبناني لتسمع من به صمم ولتميط اللثام
عن مأساة الفلسطيني السوري الذي يدفع فاتورة حروب ونزاعات لا ناقة له بها ولاجمل.
قرار زياد باللجوء إلى لبنان هو و أولاده الخمسة وزوجته لم يأت من باب السياحة
والتمتع بالمناظر الخلابة لهذا البلد الذي كان يعتقد بأنه سيفتح أبوابه له وسيحسن
وفادته كما فعل هو وملايين السوريين والفلسطينيين المقيمن في سورية يوم حرب تموز
2006.
أما أم بيسان تلك المرأة الفلسطينية ابنة مخيم خان الشيح
ذات الملامح القوية لم تتردد بالإجابة على سؤال إحدى موظفات الأمم المتحدة عن
مشكلتها ولماذا منعت من الدخول إلى الأراضي اللبنانية، فقالت لها بكل تحد : "
مشكلتي بأنني فلسطينية لذلك أمنع من دخول هذا البلد العربي" وتابعت هل من حق
السوري أن يهرب من الموت ويحرم ذلك على الفلسطيني؟ أليس الفلسطيني إنسان ومن حقه
أن يخاف على نفسه وأولاده ويهرب طلباً للأمان مثله مثل بقية البشر؟.
وبدورها لم تخف سهام اللاجئة الفلسطينية من أبناء مخيم
الحسينية غضبها من المعاملة غير الإنسانية تجاه الفلسطيني في كل لبنان ،حيث يعتبر
وباء يجب التخلص منه بأسرع وقت ممكن وتضيف سهام أنه رغم إهانتنا وشتمنا وعدم
إدخالنا إلى لبنان يزاودون علينا بحجة القضية الفلسطينية وعدم التخلي عن الوطن
الأصلي، فهل إذلال اللاجئ الفلسطيني وعدم معاملته معاملة إنسانية يحرر فلسطين
ويضمن له حق العودة إلى وطنه بأسرع وقت ممكن؟
لم يكن مؤيد يتوقع في يوم من الأيام أن يوضع بهذا الموقف
الحرج، فعنصر من الأمن اللبناني يوجه سيل من الشتائم والمسبات غير الأخلاقية له
ولعائلته وهو واقف لا يستطيع الرد خوفاً من أن يمنعه من دخول لبنان بعد أن نجا من
الموت بأعجوبة جراء سقوط قذيفة على المنزل الذي نزح إليه في منطقة الزاهرة بدمشق،
إلا أن عنصر الأمن تمادى في غيه وقام بكسر هويتة الشخصية ورماها بوجهه، عندها لم
يتمالك مؤيد نفسه وانفجر بركان الغضب الذي كتمه بداخله ليخرج على شكل مسبات لكل
الحكومات العربية وخاصة منها لبنان على هذه المعاملة القذرة التي يتعاملون بها مع
اللاجئ الفلسطيني.
حال فؤاد اللاجئ الفلسطيني ابن مخيم خان السبينة والذي
نزح إلى منطقة الغوطة الشرقية طلباً للأمان بعد أن دمر بيته كان يشبه حال مؤيد
ولكن حظه كان أفضل فقد آخذت موظفة الأمم المتحدة على عاتقها أمر إدخاله إلى
الأراضي اللبنانية بعد أن روى لها كيف أُدخل هو وأولاده إلى المشفى بعد تعرض المنطقة
التي كان يقيم بها للغازات الكيماوية في 21/8/2013 بداية رفض الضابط اللبناني
وساطة مندوبة الأمم المتحدة ولكنه رضخ للأمر الواقع بعد أن أجرت المندوبة عدة
اتصالات بالجهات العليا المسؤولة عنه، فؤاد استغرب معاملة عنصر الأمن اللبناني له
بعد أن رفض مجرد الرد على سؤاله بخصوص كيفية الدخول ومتى إلى الأراضي اللبنانية،
يقول فؤاد: " يا أخي غير شكل فعلاً هاي الحكومات والناس ما بتيجي إلا بالرص،
فبعدما كان الضابط شايف حالو علينا وعم يعاملنا بكل تكبر بس أدخلت مندوبة الأمم
المتحدة صار ملاك" ويضيف يعني هل يجب أن يكون مع كل لاجئ فلسطيني مندوب عن
الأمم المتحدة مشان يعاملونا معاملة إنسانية.؟!
خالد اللاجئ الفلسطيني من مخيم خان الشيح عرف من أين
تؤكل الكتف فهو لم يضطر نهائياً لأن يدخل في دائرة الاستجداء والترجي بل وجد سمسار
ودفع له 400 دولار من أجل أن يدخل إلى لبنان وبالفعل تم الأمر بيسر وسهولة. ولكن
يبقى السؤال الذي يطرح نفسه وبقوة هنا إذا كان خالد يملك المال واستطاع من خلاله
أن يرشي بعض عناصر الأمن العام اللبناني لإدخاله، فماذا عن الذين لا يملكون مصاريف
السفر إلى لبنان ؟ هذا السؤال برسم الإجابة عنه من قبل الحكومة اللبنانية العتيدة.
وأخيراً يمكن القول إن مأساة فلسطينيي سورية التي تظهر
بإحدى صورها القاسية على الحدود اللبنانية السورية، يتحمل مسؤوليتها جميع الأطراف
الدولية وحقوق الإنسان وخاصة منها منظمة التحرير والفصائل الفلسطينية التي فرقها
الانقسام ووحدها عدم الاكتراث بأبناء شعبها.