فلسطينيو لبنان: انتصار غزة بداية التحرير
الإثنين، 17 كانون الأول، 2012
لم تكن غزة الوحيدة التي تتابع أخبارها خلال معركة حجارة السجيل بكل تفاصيلها بل تعلقت قلوب وأرواح الفلسطينيين اللاجئين في لبنان والشتات ترقُب كل صغيرة وكبيرة عما يجري من عدوان ورد للمقاومة على أرضها.
سبعة ليال وثمانية أيام هي مدة العدوان الذي شنته (إسرائيل) على غزة أمطرت خلالها القطاع الساحلي المحاصر بوابل من قذائف أسلحتها الجوية والبحرية والمدفعية.
دعم ومناصرة
في غزة كان الصمود والثبات السمة الغالبة لسكانها المتزايد عددهم عن مليون وثمانمائة ألف نسمة وفي خارجها كانت الصورة تنم عن أوجه التأييد والدعم والمناصرة مع كل خبر تتداوله وسائل الإعلام المختلفة عن أوضاع أشقائهم الفلسطينيين المغلوب على أمرهم.
للوهلة الأولى.. لم يُصدق اللاجئ الفلسطيني حمزة أحمد القادم من مخيم البط بمدينة صور اللبنانية نبأ قصف كتائب القسام الذراع المسلح لحركة حماس مدينة تل الربيع وسط الأراضي المحتلة عام 48 لكنه تيقن بعد وهلة أن المقاومة الفلسطينية غيرت قواعد المواجهة مع الاحتلال.
ويقول أحمد صاحب الـ37 عاما، من قضاء صفد "كنا أثناء عدوان الأيام الثمانية نُتابع الأحداث في غزة ثانية بثانية في القنوات الإخبارية ومواقع الانترنت والبث المباشر للفضائيات".
ويشير إلى أن اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان كانوا يتابعون "كل صغيرة وكبيرة أثناء فترة العدوان الأخير على غزة وندعو لأشقائنا بأن يتقبل الله شهدائهم ويثبتهم ويكتب لهم النصر".
وصل اللاجئ الفلسطيني غزة على رأس وفد تضامني يضم فلسطينيين ولبنانيين وأشقاء من عدة دول عربية ولا زال مستغرباً أنه مكث في القطاع أربعة أيام متتالية بعدما كانت زيارة غزة بالنسبة إليه بمثابة الحلم الذي تحقق بعد طول انتظار، وفق تعبيره.
ويضيف لـ"الرسالة نت" : "كنت أزور جنوب لبنان وأشاهد من قمم جبالها البلدات الفلسطينية المحتلة في الشمال وأنظر إلى مدينة صفد التي هجر منها جدي وأبي لكنني لم أتصور في أحد الأيام زيارة قطعة محررة من بلادنا المحتلة".
ويؤكد أن نمط العدوان وعنجهية (إسرائيل) في مواصلة سياسة القتل وارتكاب المجازر بحق المدنيين هو ذات المشهد المتكرر في حرب غزة خلال عدوان الأيام الثمانية بنوفمبر / تشرين الثاني الماضي.
ويرى في انتصار المقاومة بمعركة حجارة السجيل في مواجهة (إسرائيل) بداية حقيقية لرسم ملامح تحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة.
التحرير بدأ
ويتابع "بتنا بعد معركة السجيل نرى التحرير بعيوننا فلم يعد مجرد حلم نتمنى أن يتحقق (..) بعدما وصلت معبر رفح وقرأت لافتة أهلاً بكم في فلسطين شعرت أن التحرير بدأ من غزة".
أما أحمد عبد الهادي ممثل الفصائل الفلسطينية بمخيمات اللاجئين في لبنان فلم يستطع التعبير عن المشاعر التي تختلج في صدره بعد زيارته غزة لأول مرة.
ويقول القيادي الفلسطيني بلبنان "الكلمات لا يمكن لها أن تعبر عندنا وكل أبناء شعبنا في الشتات بعد ما رأيناه بأم أعيننا من عزة وكرامة وشموخ وانتصار تجلى في كل شبر ومتر جبنا به القطاع".
ويعتبر عبد الهادي انتصار معركة حجارة السجيل الخطوة الأولى باتجاه مشروع التحرير الكامل للأراضي الفلسطينية المحتلة.
فيما أكد المتضامن اللبناني أبو الزهراء أن الشعوب العربية والإسلامية وخاصة الشعب اللبناني كان يتابع العدوان الأخير على غزة منذ لحظة اغتيال القائد أحمد الجعبري وقصف القطاع طيلة ثمانية أيام.
ويصف الانتصار الذي حققته المقاومة الفلسطينية خلال معركة حجارة السجيل بـ"العظيم" الذي أعاد للأمة العربية والإسلامية روحها بعدما فقدتها من زمن، على حد وصفه.
فاجئ الجميع
ويستطرد "لا شك أن معركة اهل غزة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي تختلف عن حرب تموز 2006 على لبنان لأن القطاع كان محاصراً وفاجئ الجميع بمستوى العمل العسكري والرد على العدوان".
ويلفت المتضامن القادم من شمال لبنان إلى أن حرب الفرقان 2008 كانت بمثابة معركة صمود بينما اختلفت الحسابات في معركة حجارة السجيل 2012 بعد قصف المقاومة الفلسطينية لقلب (إسرائيل) ممثلةً بعاصمته الاقتصادية تل الربيع المحتلة.
ويوضح اللبناني أبو الزهراء أن انتصار غزة يبعث الكرامة والعزة عند كل إنسان مسلم وعربي وعند كل أحرار العالم.
وشن جيش الاحتلال (الاسرائيلي) عدواناً واسعاً ضد قطاع غزة منتصف نوفمبر/ تشرين الثان الماضي بدأه باغتيال القيادي بكتائب القسام أحمد الجعبري وشن سلسلة غارات جوية استهدفت منشئات ومنازل ومؤسسات حكومية وأراضي زراعية.
وارتقى خلال العدوان 191 شهيدا وأكثر من 1350 جريحا بين المدنيين الفلسطينيين، في حين ردت المقاومة بقوة واستخدمت أسلحة نوعية وجديدة في المواجهة وصد العدوان فاجئت (إسرائيل) وأربكت حساباتها.
المصدر: الرسالة نت – رائد أبو جراد