القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

تقارير إخبارية

فلسطينيو مخيمات اللجوء في لبنان لم يغادروها وأحيوا ذكرى نكسة 1967 في أزقتها... بأسى

فلسطينيو مخيمات اللجوء في لبنان لم يغادروها وأحيوا ذكرى نكسة 1967 في أزقتها... بأسى

الإثنين، 06 حزيران، 2011
المصدر: جريدة السفير

لم يتمكنوا من التوجه صوب أرضهم في ذكرى خسارة الضفة الغربية وغزة في العام 1967، كما فعلوا في الخامس عشر من أيار الماضي، في ذكرى قيام دولة اسرائيل فوق أشلاء أحبائهم، ومنازلهم وقراهم ومدنهم. حالت الإجراءات الأمنية المشددة دون تكرار مشهد «مسيرة العودة»، في خطوة أصابت الكثيرين من أبناء مخيمات اللجوء في لبنان بالإحباط، على الرغم من محاولات عدد من الشبان للتسلل صوب الحدود، «لأن أرواحهم ليست أغلى من أرض فلسطين».

ففي مخيم عين الحلوة (محمد صالح)، فشلت أمس كل محاولات الحشد والتجمهر، التي دعت إليها مجموعة من الناشطين الفلسطينيين المستقلين، من أجل الانتقال إلى الشريط الحدودي والمشاركة في «مسيرة حق العودة»، بسبب حزم الجيش اللبناني في تطبيق القرارت، وصرامة الإجرءات التي اتخذها.

وكان الجيش قد بكًر صباحا، في فرض إجراءات مشددة على كل الحواجز حول المخيم. وقضت الاجراءات في تشديد المراقبة على الخارجين منه، والتأكد من أوراقهم الثبوتية، وتفتيش السيارات بدقة، ما أدى إلى عرقلة السير وتسبب بازدحام شديد.

في المقابل، فشلت محاولة كانت تعتبر الأكثر جدية للانتقال إلى الشريط الحدودي، وتمثلت بقيام مجموعة من الشباب الفلسطينيين المستقلين باستئجار أكثر من ثماني حافلات نقل كانت متوقفة منذ الصباح الباكر في محيط ساحة الشهداء في صيدا، بانتظار وصول مجموعات شبابية فلسطينية من المخيم لنقلهم إلى الشريط.

وتفيد مصادر متابعة أن الشباب وصلوا إلى الحافلات تباعاً وسيرا على الأقدام، انطلاقا من حاجز الحسبة، واستقل بعضهم الحافلات.. إلا أن الجيش اللبناني اكشتف المحاولة، وأفشلها، ومنع انتقال الحافلات وطلب من السائقين مغادرة ساحة الشهداء، وعدم نقل أي مجموعات إلى الجنوب تحت طائلة المسؤولية. كما طلب من الشبان الفلسطينيين العودة إلى المخيم.

أما داخل مخيم عين الحلوة، فلم يحصل أي تجمع. واقتصر الأمر على إضراب رمزي لنحو ساعتين، شمل قسماً من المحال التجارية.

وفي صور (حسين سعد)، أحيا الفلسطينيون في مخيمات المنطقة، ذكرى النكسة على طريقتهم الخاصة، بعدما حرموا من التوجه إلى الحدود اللبنانية الفلسطينية. فنزل العشرات منهم إلى مدخل مخيم البرج الشمالي، حيث حاجز الجيش اللبناني، الذي منعهم من الخروج. وعمد الشبان والشابات، ومن بينهم عدد من الجرحى الذين اصيبوا في مارون الراس في 15 أيار الماضي، إلى افتراش الأرض ورفع صور الشهداء والمواجهات، وإشعال إطارات السيارات في مقابل حاجز الجيش اللبناني، الذي وضع عناصره في حال استنفار قصوى في المنطقة، وتحديداً على الطرق الرئيسة المؤدية إلى المناطق الحدودية. ولم تشهد المخيمات الأخرى، ولاسيما مخيما الرشيدية والبص، أي تحركات على الأرض.

وقالت مريم دحويش، والدة الشهيد محمد سمير الصالح الذي قضى على الحدود في 15 أيّار «كنا نتحضر للذهاب إلى الحدود، وخصوصا إلى المكان الذي استشهد فيه ابني ورفاقه، لكن الجيش اللبناني منعنا من التوجه إلى المنطقة. وقد عبرنا عن رفضنا لقرار منعنا بالاعتصام عند مدخل المخيم لمناسبة النكسة».

وحتى وقت متأخر من ليل أمس الأول كان أبناء مخيمي البداوي والبارد (عمر إبراهيم) يمنون النفس بقرار يجيز لهم التوجه مجدداً إلى الحدود اللبنانية ـ الفلسطينية، للمشاركة في إحياء ذكرى النكسة، لكن الوقت مرّ ثقيلا عليهم من دون جدوى. واستراح أمس مخيما البداوي والبارد من الضجيج الصاخب الذي رافق التحضيرات لمسيرة العودة في 15 أيار. إلا ان أبناء المخيمين الذين أصيبوا بالإحباط، لم يفقدوا الأمل بتكرار التجربة الفريدة من نوعها في تاريخ الصراع العربي ـ الإسرائيلي، وهم يقولون انهم باتوا أكثر إصرار على الحفاظ على الحراك الشعبي الذي يعتبرونه البوصلة التي ستقود إلى تحرير فلسطين وعودة اللاجئين بعد سنوات من الضياع «أمضيناها نبحث عن سلام زائف ونستجدي لإقامة دولة مشتتة الأواصر»، بحسب علي زيد (70 عاما من مخيم البداوي) الذي أكد أن فلسطين لن تتحرر إلا بجهود كل أبنائها ولن نعود إلى أرضنا بالطائرات أو بالسفن، بل سنعود كما أبعدنا في العام 1948 سيرا على الأقدام، فـ «الطريق نعرفها جيداً، ولسنا بحاجة إلى من يرشدنا إلى قرانا ومدننا».

وكانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة، أقامت اعتصاما رمزيا عند مدخل مخيم البداوي استنكارا لإلغاء المسيرة وإحياء لذكرى النكسة، وأضيئت الشموع في الطرقات، على وقع الأغاني والأناشيد الثورية. وأحيت «لجان حق العودة» في مخيم نهر البارد ذكرى النكسة واحتلال القدس، عبر مهرجان أقامته في صالة الفردوس في المخيم، وشعاره: «ليكن يوم النكسة يوماً للتأكيد على حق العودة وحق الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس، وحق أعمار مخيم نهر البارد».

وفي مخيم الجليل في بعلبك (عبد الرحيم شلحة)، نفذت «حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين» اعتصاماً، تلا خلاله مسؤول الحركة في البقاع أبو علاء بياناً رأى فيه أن «السبب الوحيد وراء منع إحياء الذكرى على الحدود هو الرضوخ للضغوط التي مارستها الإدارة الأميركيّة على السلطات السياسيّة اللبنانيّة». واعتبر أنّ «منع مسيرة العودة – 2 ينذر بحملة من الضغوط التي يتمّ التحضير لها دوليّاًَ ضمن مخطط التوطين».

وفي مخيم الجليل أيضا، أبنت «حركة حماس» شهيد العودة خليل احمد محمد في احتفال اقيم في مخيم الجليل حضره النائب كامل الرفاعي، المطران الياس رحال ومسؤول منطقة البقاع لحزب الله الحاج محمد ياغي مسؤول وكالة الاونروا في البقاع محمد خالد وممثلو الاحزاب والفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية.