القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

فلسطينيون يروون معاناتهم بذكرى النكبة

فلسطينيون يروون معاناتهم بذكرى النكبة

/cms/assets/Gallery/992/camps_and_un.jpg

الأحد، 19 أيار، 2013

تأثير النكبة منذ وقوعها وحتى اليوم لم يتغير على الفلسطينيين الذين يعيشون في مخيمات اللجوء آباء كانوا أم أبناء، فتأثيرها مزروع فيهم وصعب أن يخرجوا منه

مجيد العدوي السكرتير الثالث في السفارة الفلسطينية في روما، لاجئ فلسطيني ولد في مخيم برج البراجنة في لبنان عام 1957، لم ينس المعاناة التي عاشها مع أسرته في المخيم، حيث كانوا يقيمون في بيت من الزينكو تدلف منه الأمطار في الشتاء وتلسعه حرارة الشمس في الصيف.

يتذكر مجيد طفولته بحُرقة ويقول"عندما كبرت بدأت أتساءل، لماذا أعيش هذا الواقع المرير؟ بدأ الأهل بسرد القصة: كان لدينا بيوت جميلة وأرض مزروعة بالزيتون واللوز لكننا طُردنا منها. وعندما فهمت، بدأ الهم يكبر معي في البحث عن الطريقة التي ستمكنني من الرجوع إلى بيتي والتخلص من هذا الواقع المرير".

ويروي العدوي قصة هجرة والديه، بقوله إن والده من قرية أم الفرج قضاء عكا، وأُمه من حطين قضاء طبريا. كانت أعمارهم 17 عندما هُجروا من قراهم وتعرفوا على بعضهم في مخيم عين الحلوة. اضطُر الوالد مع شقيقه وأختيهما الخروج إلى لبنان خوفاً من المجازر على أساس أن يرجعوا بعد بضعة أيام، في حين بقيت الجدة في القرية. وكان الوالد والعم يذهبان لزيارتها من الجبال والوديان لكن الأول اعتقل وزُجّ في السجون اللبنانية والثاني في السجون الإسرائيلية وبعد ذلك توفيت الجدة.

النكبة مستمرة

ويؤكد العدوي المعروف بأبو عفيف بأن "النكبة مستمرة ونعيشها يومياً. فنحن عائلة مكونة من ستة شباب وأربع بنات. أخي علي استُشهد عام 1983 خلال أحداث اجتياح لبنان. أنا في إيطاليا، أخوان لي في سويسرا والسويد، أختان في هولندا وأخرى في مخيم اليرموك وآخر في العين بأبو ظبي، ومعظمنا مجبرون على هذا المنفى. منّا من أجبر على الرحيل بعد سياسة القمع ضد الفلسطينيين في لبنان حيث حُكم على أخوين لي بقيامهما بأعمال إرهابية عام 1983، فاضطرا للهرب لأن المقاومة ضد إسرائيل كانت تعتبر أعمالا إرهابية".

ويوصف أبو عفيف القوانين اللبنانية مع اللاجئين بأنها غير إنسانية "هم يفعلون ذلك كي لا ننسى العودة إلى وطننا "كلام حق يراد فيه باطل، وهذا إجحاف وظلم". وتذكر كيف دفع والده غرامة بقدر ألفي ليرة لبنانية وسجنه لمدة ثلاثة شهور لأنه قام بتصليح خراب في سقف بيته المعمول من الزينك.

ويؤكد أبو عفيف على أن كل اللاجئين الفلسطينيين في العالم يعيشون بظروف إنسانية كريمة ومنهم من تجنسوا في الدول الغربية ولم ينسوا فلسطين بل عملوا دائماً من أجلها، وخلال فترات المقاومة كانوا ينزلون للمشاركة والكثير منهم استشهدوا وهم يحملون الجنسية الأجنبية.

أمل العودة

يقول العدوي "آخر شعلة تموت في الإنسان هي الأمل، سيأتي يوم ويعترف الإسرائيلي بالظلم الذي ارتكبه بحق الفلسطينيين، وإن أرادت إسرائيل السلام فعليها الاعتراف بأخطائها وإرجاع الحق لأهله وأن تفتح الملفات السرية وتحقق بمجازر الـ48 وغير ذلك لن يكون حل للقضية".

ويُشدد "أنا لن أتنازل عن حلمي في الرجوع إلى بيتي وأرضي وزرعت هذا الحلم في أولادي، بيتهم وأرضهم في فلسطين غير قابلتين للبيع والشراء وفي اليوم الذي سأرجع هناك سأقرر أن أبقى أم لا وهذا حق لي، أنا لا أسرق بيوت الناس ولا أراضيهم فهذه أملاكي".

ويضيف العدوي أن الإسرائيليين حتى اليوم يتاجرون بعظام اليهود في المذابح النازية التي دامت خمسة أعوام "فما بالك نحن الفلسطينيين الذي عانينا أكثر من ستين عاماً وهم مسؤولون مباشرة عن عذابنا".

ويرضى أبو يعقوب أن يعيش في ظل دولة إسرائيل "نعم مستعد أن أعيش في دولة إسرائيل وأن آخذ الجنسية الإسرائيلية المهم أن أرجع إلى أرضي وبيتي، وتبقى بالنسبة لي فلسطين فالأهم من ذلك زراعة الفلسطيني في كل بقعة من أرضه".

الهجرة بالوطن

أما فؤاد عودة، فهو طبيب فلسطيني يعيش في روما ويحمل الجنسية الإسرائيلية. يتحدث عن ذكريات والديه اللذين ولدا في قرية خريش في منطقة المثلث ضمن حدود ما يسمى اليوم إسرائيل.

آنذاك، استولى اليهود على قرية والديه وأبعدوا عائلة عودة مع ثلاث عائلات أخرى إلى قرية جلجولية، عشرة دقائق من خريش. وعوضاً عن أراضيهم أعطيوا 10% من قيمتها حيث تم نقلهم. و"لأن قرية خريش كانت خصبة وفيها نهر جار، بنى عليها اليهود قرية سينمائية لتصوير أفلام الكاوبوي وأيضاً تجمع سكني ما يسمى بـ "كيبوتس".

ويضيف عودة أن والده وعمه ذهبا إلى جلجوجية وعم آخر ذهب إلى قلقيلية والبعض الآخر من الأقارب تشتتوا إلى قرى أخرى في الضفة و"كل عام كان والدي يأخذنا إلى القرية لزيارة قبر جدي ويحدثنا عن معالم القرية".

وعن معاناة فلسطينيي الـ48، يقول عودة إن الحكومة الإسرائيلية معروفة بممارستها سياسة الفصل العنصري، فالفلسطيني يواجه صعوبات في دخول الجامعات، وإيجاد عمل أو الوصول إلى مراكز هامة في عمله، فالأولوية لليهود الأميركيين ثم الأوروبيين، ويهود اليمن ثم المغرب وغيرهم وفي المرتبة الأخيرة يأتي الفلسطيني.

ويشدد عودة على المشكلة الأساسية لفلسطينيي الـ48 "من جهة يعيشون تحت احتلال وممنوعون من هويتهم الفلسطينية، ومن جهة ثانية، هناك مشكلة في تفهم العرب لوضعهم ويعتقدون بأنهم أصبحوا مثل الإسرائيليين".

وأشار إلى أن الوضع أصبح أفضل بعد اتفاقيات أوسلو، التي قال إنها لعبت دوراً في كسر جدار الخوف لديهم وشجعتهم بأن يقدموا أنفسهم كفلسطينيين بعد أن كان يمنع لفظ كلمة فلسطين. كما أصبح العرب يدركون مدى أهمية وجود الفلسطينيين في إسرائيل من الناحية الجيوسياسية والديموغرافية.

ويتفق عودة مع العدوي بأن يتمسك كل فلسطيني بما يملكه من أراض "لأن هذه هي المقاومة الحقيقية". وأضاف أن أهم ما في الأمر أن يساعد العرب فلسطينيي الداخل في ضمان حقوقهم الإنسانية ومقاومة العنصرية وتسهيل الدراسة والعمل، لأن اليهود يسعون لتشريدهم "لكننا صامدون ولن نخرج أبداً لأنه بهذه الطريقة فقط نمنع قيام دولة يهودية يناقشونها اليوم بين جدران الكنيست الإسرائيلي".

المصدر: غادة دعيبس - الجزيرة