في الخليل القديمة.. رصاص يسلب الحياة
الأربعاء، 29 نيسان، 2015
في الخليل جنوب الضفة الغربية يقع الحرم
الإبراهيمي الشريف الذي كانت أروقته شاهدا على مجزرة ارتكبها الصهيوني "باروخ
غولديشتاين" حينما هاجم رواد الفجر وهم ساجدون؛ لتستمر المعاناة ولكن بأشكال أكثر
حرفية في قتل الفلسطينيين وتضليل الرأي العام وتلفيق وتزوير في الحقائق؛ فكانت البلدة
القديمة التي ترزح تحت ظلم المستوطنين والجنود مسرحا مغيبا للجريمة.
الحياة اليومية "تهمة"
ويسجل يوميا في الخليل اعتداء بالضرب المبرح
على أطفال ونساء ومهاجمة منازل وتوقيف فتيات واعتقالهن، وإصابات وقتل مباشر، وكل هذه
الجرائم يغلفها الاحتلال بحجج واهية، والسكين والآلة الحادة حاضرة دائما في روايات
الاحتلال.
يقول الناشط في تجمع شباب ضد الاستيطان
في الخليل محمد الزغير لـ"المركز الفلسطيني للإعلام"، إن المنطقة التي يتحدث
عنها الاحتلال دوما حين يورد أنباء اعتقال الشبان والمواطنين بزعم حيازة أدوات حادة
هي أماكن مأهولة بالسكان؛ فيقوم الاحتلال بتوقيف المواطنين بعد عودتهم من الأسواق بزعم
أنه وجد بين حاجياتهم سكاكين، وهو أمر غير مستغرب أن تحمل سيدة أو ربة منزل أو مواطن
سكينا من بين أغراض كان يبتاعها من السوق.
ويوضح الزغير بأن المواطنين حين يمرون على
الحواجز المنتشرة في البلدة القديمة، والتي يصل عددها إلى 125 حاجزا في مساحة تقل عن
كيلو متر مربع واحد؛ يتم اعتقالهم والتنكيل بهم بحجة حيازة سكاكين، مبينا بأن الاحتلال
يدرك أنها لاستخدامات الحياة اليومية، ولكنه يزيد من التضييق على المواطنين، وتم تسجيل
عشرات الحالات المشابهة للأمر، وهي شراء أدوات منزلية ويتم الاعتقال بتهم القتل ومحاولات
الطعن.
ويؤكد الناشط بأن قوات الاحتلال قامت خلال
عام 2014 باعتقال 327 مواطنا بينهم نساء، على الحواجز العسكرية في البلدة القديمة تحت
الحجة ذاتها، وذلك ضمن هدف التضييق على الأهالي ومحاولة إغلاق منطقة الحرم الإبراهيمي
وشارع الشهداء.
شيطان أخرس
ويبرز الاحتلال لدى المجتمع الدولي دورا
للمراقبين الدوليين في الخليل حينما يريد أن ينفي ما يفضح به أمام الرأي العام، غير
أن دورهم الذي يعد أقل من شهادة الزور بالتزامن مع قتل واعتداء بحق الفلسطينيين جعل
مطالبة حقيقية في أوساط الأهالي بأن يرحلوا لأنهم من يوقع شهادة قتل يومية لهم بصمت
وتجاهل.
يقول النائب محمد أبو جحيشة قريب الشهيد
محمود أبو جحيشة الذي قتل بجوار الحرم الإبراهيمي الشريف على يد الجنود قبل يومين،
بأن ما يجري جريمة مستمرة بحق الفلسطينيين، والرواية الصهيونية تسوق على أعلى المستويات؛
والمراقبون الدوليون مرت على وجودهم عقود من الزمن زاد فيها الاستيطان وتصاعد القتل
والترهيب في البلدة القديمة.
ويضيف أبو جحيشة لـ"المركز الفلسطيني
للإعلام": "الإسرائيلي ممعن في قتل الشعب الفلسطيني، والقتل يسري في عروقه
وثقافة يؤديها ويغذيها لأبنائه منذ نعومة أظفارهم، والمراقبون الدوليون لا يقومون بدورهم
الحقيقي في البلدة القديمة والخليل، وتقاريرهم لا يستفاد منها إن كانت لهم تقارير؛
والمفروض من المراقبين في مثل هذه الحوادث أن ينشطوا بعد الحدث ويوثقوه وينزلوا للشارع
ويأخذوا من شهود العيان، ولا يعتمدوا الرواية الصهيونية، لأن الإسرائيلي يكذب كما يتنفس".
ويوضح النائب بأن تصاعد الانتهاكات في الحرم
وجواره لم يقتصر على المواطنين والحرم ذاته، بل التهويد الجغرافي؛ وجلب المستوطنين
سياسة تصاعدت دون أن يكون هناك رادع لهم لا من السلطة ولا من المجتمع الدولي، حيث إن
الخليل ضمن أراضي فلسطين التي احتلت عام 1967، والتي يقول المجتمع الدولي إنها محتلة،
وهي ضمن حدود الدولة الفلسطينية التي يعدون بها السلطة.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام