في القدس.. طفولة يغيبها الاحتلال
الثلاثاء، 07
نيسان، 2015
مهما مرت الأيام والسنوات فمن الصعب على الطفل
المقدسي "مسلم" وعائلته أن ينسى ما حدث معه حينما تم اعتقاله من قبل جنود
الاحتلال وتقديمه للمحاكمة دون النظر إلى طفولته.
والدة الطفل مسلم التي اكتوى قلبها بنيران الاعتقال
لطفلها، باحت لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" عن بعض مشاعرها قائلة:
"كانت أوقات صعبة جداً حينما وجدت طفلي وهو عمره لا يزيد عن 8 سنوات، عندما اعتقل
أول مرة، وأن تقام له محكمة... فقد كنت أنظر إليه وهو لايستوعب في ذلك الوقت ماذا يحدث".
وتابعت بالقول: "حينما كان مسلم يصرخ بالمحكمة
ويقول "جائع" كان قلبي يتمزق، ومع ذلك لم تهتم محكمة الاحتلال، فما وجدت
نفسي إلا وقد وقعت على الأرض فاقدة الوعي".
وتتابع حديثها في حسرة: "أيعقل أن يتم اعتقال
طفل؟!". وأشارت إلى أن طفلها تم اعتقاله أكثر من "7مرات"، مما أثر على
دراسته وحياته.
وتشير والدة الطفل مسلم إلى أنه في كل مرة يتم
اعتقاله يتم أيضاً دفع غرامة مالية باهظة، وصلت إحداها إلى دفع (12) ألف شيكل غرامة
مالية (الدولار= 4 شيكل)، وتم وضعه في إقامة جبرية بعيداً عن منزله ويمنع من خلالها
الذهاب للمدرسة أو حتى الخروج من باب المنزل، وفي حال خالف ذلك مضطر لدفع غرامة مالية
لا تقل عن (40) ألف شيكل.
اقتحام المنازل والمدارس
بدوره، تقول والدة الطفل المقدسي أحمد لـ"المركز
الفلسطيني للإعلام": "إن الاحتلال يحاول بأي طريقة من الطرق أن يعتقل الأطفال
من أجل تعذيبهم والحصول على غرامات مالية".
وذكرت، أن جنود الاحتلال "لا يراعون حرمة
المدارس وفي كثير من الأوقات يتم اقتحام المدارس والبيوت في القدس من أجل اعتقال الأطفال،
هذا الأمر جعلني أخشى الخروج من المنزل خوفاً أن يتم اقتحامه واعتقال أطفالي في بعض
الأحيان".
وأضافت: "حينما يذهب أطفالي للمدرسة أشعر
بالخوف عليهم"، مستذكرة كيف أنها عاشت ذكريات صعبة حينما تم اعتقال طفلها أحمد،
وتم إرغامها على دفع غرامة مالية ما يزيد عن (2000) شيكل، حتى يتم إطلاق سراحه، وتم
تهديده إن تم اعتقاله مرة أخرى بدفع أكثر من (130) ألف شيكل.
طفولة معذبة
وفي تقرير صادر عن مؤسسة الميثاق لحقوق الإنسان،
عرضت من خلاله الانتهاكات الحقوقية التي يتعرض لها أطفال القدس ممن يعتقلهم جنود الاحتلال.
وعكس التقرير الذي حصل "المركز الفلسطيني
للإعلام" على نسخة عنه، ومن خلال الإفادات التي جمعتها المؤسسة، حالة مستمرة من
الانتهاك الواضح لحقوق الأطفال دون أدنى اعتبار لطفولتهم ولتأثيرات تجربة الاعتقال
على مستقبلهم.
وأشار التقرير، إلى أن من جملة ما يقع على الأطفال
من انتهاكات أثناء الاعتقال، أن يمنعوا من مرافقة أهاليهم أثناء التحقيق، أو يحرموا
من الحق في استشارة محام قبل بدء التحقيق معهم، أو يحرموا من النوم لساعات طويلة، أو
أن يجبروا على التوقيع على إفادتهم المكتوبة باللغة العبرية دون أن يتأكدوا من مطابقة
ما كتب فيها مع أقوالهم.
وقال التقرير: "من أشد أنواع الانتهاك؛ الاعتداء
الجسدي متمثلاً بالضرب العنيف وأحياناً الضرب بالكهرباء، وإرغام الأطفال فور وصولهم
مركز التحقيق على الجلوس أرضاً على ركبهم ووجوههم إلى الحائط، بينما يقوم أفراد شرطة
الاحتلال بضربهم كلما مروا من طريقهم".
ومن سياسيات التعذيب، أفاد التقرير أنه
"قد تم توصيل التيار الكهربائي بأصابع طفل معتقل في يديه وقدميه بأسلاك الكهرباء
وصعقه بها لإجباره على الاعتراف".
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام