في غزة.. أحلام الفنانين محاصرة
الإثنين، 06 نيسان، 2015
لم يكن الحصار وإغلاق معابر قطاع غزة ليطال المرضى وأصحاب الحاجات فحسب،
بل تعدى ليطال شريحة الفن والفنانين الذي يحرمون بذات القدر من الخروج إلى العالم وإظهار
مواهبهم أو إدخال المعدّات التي تناسب عملهم الفني.
ويتواصل الحصار على قطاع غزة للعام
التاسع على التوالي، فيما تواصل السلطات المصرية بموازاة ذلك إغلاق معبر رفح لمدة طويلة.
نقص الإمكانات
إبراهيم مسلم مدير إنتاج مسلسل "الروح" الذي بثته فضائية الأقصى
في رمضان الماضي، أكد أن العمل الفني يحتاج إلى إمكانيات لتساعد على الإنتاج وجودته
والارتقاء في العمل.
وأضاف لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" بالقول إن "من أهم
هذه الإمكانيات التي يحتاجها المنتج: الكاميرات الخاصة بالعمل الفني؛ حيث إن الكاميرات
الموجودة حاليًّا لا ترتقي لهذه الأعمال، ولكن كون الكاميرات السينمائية غير متوفرة،
فتم الاستعانة ببعض الكاميرات التي من الممكن أن تلبي الغرض".
وأشار مسلم إلى أن فلسطين لا يتوفر
فيها معاهد تدريب أو تدريس للتمثيل الفني الملتزم، مشددًا على أن العمل الفني يحتاج
إلى ممثلين أقوياء خاصة أنّ الفنانين ليسوا أصحاب خبرة بل هواة.
وينطلع مسلم إلى وجود معاهد فنية
خاصة لتعليم العمل الدرامي، بالإضافة إلى نقل الخبرات من الخارج للرقي بالعمل خلال
الدورات التدريبية، واهتمام أصحاب الشأن بمدى أهمية العمل الدرامي.
نظرة نحو الارتقاء
ونوه بأن عدة عقبات برزت خلال إنتاج مسلسل "الروح"، تمثلت بالأساس
في ضعف الإمكانيات المادية مقارنة بأمثاله من الأعمال الدرامية في أي مكان آخر خارج
غزة.
ويؤكد مسلم أن العائق الكبير أمام
الفن والإنتاج هو إغلاق المعابر وتشديد الحصار، لما له من تأثير كبير على عدم تمكن
المختصين من جلب بعض المعدات اللازمة من الخارج.
ويوجه المنتج مسلم رسالة إلى الجهات
الفنية الدولية للاهتمام بالعمل الدرامي، معتبرًا أن "الإعلام المقاوم جزء أصيل
من مقاومة الاحتلال وفضح جرائمه".
ويشير إلى أن الارتقاء بالعمل يحتاج إلى دعم معنوي ومادي وتقني وفني، وأن
غزة فيها من الطاقات الكثير، التي تحتاج إلى رعاية واحتضان.
فرص ضائعة
من جهته أكد المخرج محمد عويص من غزة أن إغلاق معبر رفح له أثر كبير في
تراجع العمل الفني وإنتاج الأفلام في القطاع.
وقال: إن "فناني غزة بات لا
يمكنهم المشاركة في المهرجانات الدولية لعرض أعمالهم، والمنافسة مع دول العالم الأخرى".
كما يحرم الفنانون -بحسب عويص-
من المشاركة في دورات دولية متقدمة تساعدهم على تطوير قدراتهم في إنتاج الأفلام.
ولفت إلى أن الحصار وإغلاق المعابر
له تأثير كبير في صعوبة دخول المعدات الفنية التي تساعد في إنتاج الأفلام.
وبين أن غزة تفتقر للعديد من معدات الإنتاج بسبب الحصار المفروض عليها
منذ ما يقارب 8 سنوات، وإن توفر بعضها فغالبًا ما تكون أسعاره باهظة جدًّا مقارنة بتكلفتها
خارج غزة.
نحتاج دعمًا
وتحدث عويص عن أفكار إبداعية لدى المخرجين في غزة، تساهم في خدمة القضية
الفلسطينية.
وقال: "إننا نستطيع أن ننقل
من خلال هذه الأفلام حياتنا بشكل أوضح وأبسط للعالم، حتى يشاهد حياتنا بكل تفاصيلها،
وتتنوع بين الأفلام القصيرة والطويلة، الوثائقية أو الاجتماعية أو الإنسانية".
وبين أن هناك أفكار لتقارير تعالج
مشاكل وظواهر مجتمعية، منها ما يعالج مشاكل لذوي الحاجات الخاصة، "لكننا نحتاج
إلى الدعم المعنوي والمادي لتوفير معدات بسيطة تساعدنا في تنفيذ هذه الأفكار".
كما يقول.
تحدي الواقع
بدوره, يؤكد عمار التلاوي مخرج مسلسل الروح أن "هناك العديد من العقبات
والمشاكل التي تواجه المخرجين في غزة، ومنها عدم وجود مدن إنتاج إعلامي".
وقال: إن "ذلك يجبرنا للعمل
بالمواقع الحقيقية بين السكان في المدن، وهذا يشكل مزيدا من العوائق والتأخير في إنتاج
العمل وعدم تقبل الناس لفكرة إنتاج عمل درامي".
ونوه بعدم وجود فنانين محترفين
بغزة بسبب عدم وجود معاهد لتدريس التمثيل، الأمر الذي شكل عائقًا كبيرًا أمام خروج
الفيلم بالهيئة المطلوبة.
وأكد على أن قله الإمكانيات بسبب
ندرة الدعم والحصار على غزة واستهداف الاحتلال لمواقع التصوير أفشل العملية الإنتاجية
على صورتها المطلوبة.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام