في يوم الأرض.. ذاكرة التسعينية حبوب تروي حكاية العودة
الأربعاء، 01 نيسان، 2015
برائحة برتقال يافا وبغصن الزيتون من حيفا وبجمال الطبيعة في الجليل وبئر
السبع.. رسمت لوحة فنية رائعة بملامحها الفلسطينية في ذاكرة الأجداد التي كان من الصعب
أن تمحوها سنوات عمر الهجرة أو حتى النكبة.. لتكون ذكرى يوم الأرض ذكرى يجددون بها
"لا تفريط...لا تنازل عن أرض".
"المركز الفلسطيني
للإعلام"...كان له رحلة مع ذاكرة الحاجة التسعينية سبيلة حبوب (90 عاما)؛ حيث
الصمود والثبات على المبادئ.
ملامح يافا
رغم مرور سنوات طويلة على تهجير العدو الصهيوني الحاجة حبوب إلا أنها لا
تزال تذكر ملامح يافا الجميلة، وتسمع صوت أذان مسجد "حسن بيك" في قرية المنشية.
وإن كان جسدها في غزة إلا أن روحها لا تزال في يافا، الأمر الذي جعلها
تردد على مسامع أحفادها ملامح يافا الجميلة، وتؤكد عليهم قائلة بصوتها المرتجف
"يا ستي الأرض مثل العرض لا تنازل.. ولا تفريط.. يافا أرضنا وكل فلسطين، وإن أنا
ما رجعت، أنتم إن شاء الله تعالى راجعين".
وبنفسٍ عميق عادت بها الذاكرة وهي تتحدث لـ"المركز الفلسطيني للإعلام"
عن الهجرة ويوم الأرض، وقالت: "لقد هجم العدو الصهيوني على البلدات الفلسطينية،
وكان لا يمر على بلدة أو قرية حتى يرتكب بها مجزرة، هذا الأمر جعلنا نرحل إلى اللد
مشياً على الأقدام.. نجونا بصعوبة".
وتابعت حديثها الذي جعل نبضات قلبها تزداد كأنها تعيش الحدث نفسه:
"لقد وجدنا الجثث على الأرض والدماء والجرحى، كنا نمر على طريق من الدماء حتى
وصلنا أرض"عليين".
"وما أن وصلنا حتى كنت أنا
وعائلتي والجيران عبارة عن أجساده مرمية على الأرض مثل الجثث بلا حركة من شدة التعب
والجوع والعطش؛ حيث خرجنا من يافا دون أن نحمل شيئًا معنا من هول الأمر". تتابع
الحاجة.
وبينت، أن أهل "عليين" قدموا لهم الطعام والماء ومساعدتهم في
التخفيف عنهم معاناة التشرد والهجرة، وبعد ذلك أكملوا طريقهم إلى اللد، وثم إلى غزة.
يوم الأرض
الحاجة التسعينية تتذكر بمرارة أحداث يوم الأرض في الحادي والثلاثين عام
76 عندما سرق الاحتلال العديد من الأراضي الفلسطينية، الأمر الذي أدى لإعلان حالة إضراب
عمت الأراضي الفلسطينية، وخرجت مسيرات رافضة للإجراءات الصهيونية في سرقة الأرض الفلسطينية،
مما أدى إلى مواجهات عنيفة أدت إلى ارتقاء "6 شهداء"، وهم: خير ياسين، وخديجة
شواهنة، ورجا أبو ريا، وخضر الخلايلة، ومحسن طه، ورأفت زهدي.
وأكملت بكلماتها التي أسالت الدموع من عينيها: "لقد بكيت في ذلك الوقت
بشدة على الأرض وعلى الشهداء خاصة أنني شعرت أنهم أبنائي".
الكرم والخير
وبعد صمتٍ لبرهة من الوقت، شعرت من خلاله بحنين كبير للعودة ليافا، قالت:
"حسبنا الله ونعم الوكيل على الاحتلال إلي هجرنا من أراضينا وسرق بيوتنا وأراضينا
.. لكن مهما تمر السنوات راح نرجع بعون الله تعالى".
"مدينة يافا
روعة في الجمال؛ حيث بحرها وروح الناس الطيبة التي كانت تسود فيما بينهم من حب وخير
ومساعدة الآخرين، فقد كان الجار بمثابة الأخ، والمدينة بمثابة العائلة الكبيرة".
وكثيرًا ما يثور الحنين في قلب الحاجة التسعينية للعودة ليافا، آملة أن
تكون زيارتها تلك دائمة بعد أن تحرر الأرض وتسترجع الحقوق المسلوبة، ولا ترى من سبيل
إلى ذلك سوى الوحدة الإسلامية والعربية بين الفلسطينيين، والدول العربية والإسلامية
والوقوف بشكل موحد ضد العدو الصهيوني.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام