خاص- لاجئ نت|| الثلاثاء، 20 حزيران، 2023
يعيش اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات لبنان في
ظروف إنسانية سيئة، ويتعرضون لحالات تمييز عنصري، وفقر وحرمان، تصعّب من تأقلمهم
مع الواقع المرّ الذي فرضته عليهم الظروف السياسية بالإضافة إلى الظروف الاقتصادية
والمالية والسياسية الصعبة التي تعيشها البلاد، ليشاركوا اللبنانيين ويقاسموهم
همومهم وأوجاعهم.
ويعتبر اللاجئون الفلسطينيون من الشرائح الأضعف
والأكثر هشاشة في المجتمع اللبناني، ومع انهيار سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل
الدولار، وارتفاع أسعار المواد الأساسية والغذائية وتفاقمت أوضاعهم السلبية في
المخيمات الموزعة على مختلف المناطق في البلاد.
وبدوره أكد الكاتب والباحث في شؤون اللاجئين
ومدير عام مؤسسة العودة الفلسطينية "ياسر علي"، إن حقنا بالعودة إلى
ديارنا حق مكفولٌ إنسانياً وقانونياً، ولا يسقط بالتقادم أو التنازل عنه ومن حقنا
أن نعيش بكرامة في البلاد التي لجأنا إليها، إلى حين تحقيق العودة إلى بلادنا.
وطالب "علي" المجتمع الدولي بعدم سلب
اللاجئين حقوقهم في العالم سواء في مناطق عمل "الأونروا" أو خارج نطاق
عملها محملاً المجتمع الدولي مسؤولية حل قضية اللاجئين ومحذراً من خطورة تداعيات
الأزمة المالية لأونروا على واقع اللاجئين الفلسطينيين، خاصة مع ظل تنامي معدلات
الفقر إلى أكثر من 80% والبطالة إلى أكثر من 65% في أوساطهم.
وبدروه قال الناشط الفلسطيني ظاهر الصالح من
مخيمات سوريا لشبكة "لاجئ نت": في اليوم العالمي للاجئين أتذكر فيه
المآسي والمعاناة التي أعيشها أنا واللاجئين من أبناء شعبي نتيجة الحروب والاحتلال
الصهيوني لأرضنا فمنذ سنوات طويلة، والشعب الفلسطيني يُذكّر العالم بالتداعيات
التي ما زالت تتزايد بفعل استمرار حالة الشتات واللجوء الفلسطيني التي زاد عمرها
عن 75 عاماً، حين قام الاحتلال بطرد الفلسطينيين بقوة السلاح والإرهاب وعمليات
الترحيل المنظمة، مستخدماً أساليب القتل والتهديد والتدمير والعنف الممنهج.
وأضاف "الصالح"، في هذا اليوم أُذكر
فيه المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية بالقرارات والقوانين والمواثيق الدولية، التي تحفظ لنا حقوقنا في
العودة إلى ديارنا التي هجّرنا منها قصرأ، ونُجدّد الدعوة إلى الدول المضيفة، وكل
المؤسسات الحقوقية والإنسانية إلى الوقوف مع اللاجئين الفلسطينيين، وتوفير كامل
الحقوق الإنسانية والاجتماعية، ومتطلبات الحياة الكريمة لهم، ودعم صمودهم حتى
تحقيق العودة.
فيما اعتبرت الناشطة الفلسطينية نزهة الروبي من
تجمع المعشوق للاجئين الفلسطينيين في صور جنوب لبنان أنه كلاجئة فلسطينية أنه لا
حاجة لي كلاجئة فلسطينية لاذكر العالم بلجوئي، وقالت لـ"لاجئ نت":
"زمان كنت أقول منيح انه في يوم بنذكر العالم فيه أنه فيه لاجئين، واحنا
موجودين، أما الآن فأصبحت اشعر بأنه شيء تافه ولا قيمة له، لأنه كفلسطينية لاجئة
لم يعد يعني لي أن تخصص لي يوماً تشجعني على صمودي معنويا، ما يعني لي أن تقدم لي
حقوقي وتساعد الدولة المستضيفة لاعطائي
حقوق اتمتع بها كانسان.
وأضافت لـ"لاجئ نت"، أنه كلاجئة
فلسطينية لست بحاجة ليوم لأذكر العالم بلجوئي، لأن الأعمال الشنيعة التي يرتكبها
الاحتلال يومياً كفيلة لترسخ لجوئنا، والاعمال البطولية التي يقوم بها المقاومين
كفيلة لاعطائنا أمل بحق العودة.
وتابعت "الروبي": لا نريد يوماً
عالمياً للاجئين، نريد حقوق تدعم صمودنا إلى حين عودتنا، وأهمها دعم وكالة الغوث
(الأونروا) ليوفر لنا أبسط حقوقنا التعليمية والمهنية والصحية.
وأردفت: "البلاد التي نتواجد بها، انهكته
الظروف الاقتصادية الصعبة وضيقة بسكانها، وأصبحنا عبئاً عليها".
واليوم العالمي للاجئين هو مناسبة يحتفي بها
العالم في العشرين من حزيران من كل عام، وتخصصه مفوضية اللاجئين للتعريف بقضية
اللاجئين، وتسلط الضوء على معاناتهم واحتياجاتهم، وتبحث سبل الدعم والمساعدة في ظل
تزايد الأزمات وأعداد اللاجئين.
وبيّنت إحصائية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين
الفلسطينيين "الأونروا" أن 93 بالمئة من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان،
باتوا يقبعون تحت خط الفقر وغير قادرين على تلبية احتياجاتهم الأساسية ويقدر عددهم
بأكثر من 200 الف لاجئ وفق تقديرات "الأمم المتحدة"، ويتوزع معظمهم على
12 مخيماً ومناطق سكنية أخرى في البلاد.