القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الجمعة 29 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

قرية الجبعة.. الماء فقط في المسجد!

قرية الجبعة.. الماء فقط في المسجد!


الأربعاء، 03 حزيران، 2015

" أهلا بك في الجبعة، القرية التي تعيش بلا حياة"، تبدأ فاطمة التي تعيش في قرية الجبعة الواقعة غرب بيت لحم جنوب الضفة المحتلة حديثها مع مراسلنا بهذه الكلمات، وهي تصف معيشة أهل القرية بلا ماء منذ ما يقرب من شهرين.

وتقول فاطمة إن الماء هو الحياة، وبالتالي في الجبعة لا يوجد ماء؛ إذًا لا يوجد حياة! نحن اليوم نعيش في هذه القرية التي تعاني من مشاكل أخرى كثيرة، كأننا نعيش في العصر الحجري، فالماء مقطوع، والطرق إلى القرية مغلقة بفعل الاحتلال.

القرية المحاطة بمجمع مستوطنات "غوش عتصيون"، يحاول الاحتلال الضغط على مواطنيها، في محاولة لتهجيرهم منها، كونها شوكة في حلق المستوطنين حولها؛ حيث يمنعهم الاحتلال من البناء فيها وترميم منازلهم، وبدأ بتقليص المياه عنها إلى حد قطعها لفترة ليست قصيرة.

الماء فقط في المسجد

وتكمل فاطمة إن المشكلة بدأت منذ ما يقارب الشهرين عندما بدأت كميات المياه تنخفض، ولا تصل إلى المناطق المرتفعة في القرية والتي تتركز في الجهة الجنوبية منها، وبالتالي في المرحلة الأولى من الانقطاع خفت الكمية، ولكن في المرحلة الثانية أصبحت فقط تصل إلى المناطق المنخفضة.

واضطر المواطنون إلى شراء خزانات مياه ليضعوها بجانب منازلهم، ومن ثم يقومون بضخها عبر محركات ضخّ إلى الخزانات في أعلى المنازل، كما تقول فاطمة.

وتشير إلى أن الذين يعيشون في المناطق المرتفعة التي تصل إليها المياه بشكل خفيف، يضطرون إلى التعبئة من مسجد الهدى، الذي تصله بعض المياه، ما دفع الناس للتوجه إليه.

ووفق فاطمة؛ فإن هذا الأمر لن يدوم طويلا؛ "لأن خزانات المسجد ستصبح فارغة بسبب إقبال الناس".

وتقول: "ولك أن تتخيل كيف ينتظر أفراد العائلة، وبشكل جماعي دورهم، حتى يملؤوا ما يحملون، كي يستطيعوا غسل وجوهم أو الاستحمام أو التنظيف!".

الاحتلال..

من جهته قال رئيس مجلس قروي الجبعة نعمان حمدان إنه عندما بدأت المشكلة قبل شهرين اتصلوا بالمسؤولين في سلطة المياه ببيت لحم، والذين أرسلوا مجموعة من الطواقم الفنية إلى القرية من أجل إصلاح الخلل، وبدأوا يقومون بتغيير بعض الشبكات وتحديثها، ولكن المشكلة ازدادت بالانقطاع المتكرر للماء.

ويكمل حمدان: "قمنا بمتابعة الموضوع، ليتبين أن سلطات الاحتلال قامت بخفض ضغط المياه من 17 بار إلى 5 بار، وهو ضغط لا يمكن أن يوصل المياه إلى منازل القرية المرتفعة".

وبعد نقاشات طويلة تم الاتفاق على التوجه إلى "المحابس" الرئيسة للمياه لدى الاحتلال ورفع الضغط كي تصل المياه إلى القرية، ولكن لغاية اللحظة لم يتم هذا الأمر، حسب قوله.

كوب الماء بـ 50 شيقلا

وعن كيفية تأقلم المواطنين وتسيير أمور حياتهم؛ يقول حمدان إن المواطنين يضطرون لشراء "تنكات" المياه والتي يعدّ سعرها باهظاً بالنسبة لأسعار المياه العادية والتي يقدر سعر الكوب الواحد بـ 5 شواقل عبر الشبكات، والذي قد يتضاعف إلى 10 أضعاف عبر "تنكات المياه".

ويؤكد أن إغلاق الطريق الواصل إلى قرية الجبعة وصوريف القريبة ببوابة حديدية من سلطات الاحتلال، يحول دون وصول "تنكات" الماء بصورة سريعة ويضطر السائقون إلى الالتفاف بمسافات طويلة، ينتج عنها رفع سعر المياء 10 أضعاف، ليصل سعر 8 كوب مياه إلى أكثر من 400 شيكل، كما قال.

وحمّل حمدان سلطات الاحتلال وكل من ساهم في توقيع الاتفاقيات المجحفة بحق الفلسطينيين بالمياه المسئولية عن هذا الأمر، منوهاً إلى أن أهالي الجبعة لن يسكتوا طويلاً عن حقهم في الماء.

وهدد بأن كل الخيارات مفتوحة أمام أبناء القرية التي يصل عدد سكانها إلى 1200 نسمة، إذا لم تحل المشكلة.

وبهذا تكون الجبعة واحدة من مجموع المناطق الفلسطينية التي تعاني من شح المياه الصالحة للاستخدام بفعل السياسة الصهيونية التي تسرق الثروات المائية الفلسطينية.

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام