قصة عين عنير الفلسطينية... ضحية المستوطنين غربي
رام الله
الإثنين، 25
أيار، 2015
تلازم الطقوس التلمودية اليهودية، عين عنير الواقعة
في الجهة الشمالية الغربية من قرية راس كركر غربي رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة،
والتي أصبحت ضحية لأطماع المستوطنين الدينية، بعد أن أُبعِد أصحابها الأصليون عنها
قسراً.
وتضم العين عدداً من ينابيع المياه، ومقام أحد
الأولياء الصالحين المسمى "النبي عنير"، بينما تمثّل العين بُعداً دينياً
وتاريخياً يرتبط بفلسطينية المكان وتراثه، إضافة إلى أنها كانت مصدر مياه حيويا للمزارعين
في المنطقة.
والعين هي منطقة وقفية مساحتها تصل إلى قرابة
40 دونماً، وتتبع ملكيتها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية والإسلامية الفلسطينية، أحيطت
بعدد من البؤر الاستيطانية التي تعتبرها سلطات الاحتلال غير شرعية والمسماة ببؤر
"تلمون"، إضافة إلى وقوعها تحت سيطرة المستوطنين وتواجدهم الدائم فيها، ما
دفعهم إلى بناء بؤرة استيطانية بجانبها تسمى "نيريا" لإضفاء الطابع الديني
اليهودي عليها.
ويقول رئيس المجلس القروي في راس كركر، بهجت سمحان،
لـ"العربي الجديد"، إن "المستوطنين بدأوا منذ نحو عشر سنوات يترددون
وبشكل متقطع على عين المياه، ويقيمون فيها صلوات دينية، إضافة إلى استخدام مياه الينابيع
في غطسات دينية خلال مواسم الأعياد اليهودية، في الوقت الذي قلّت فيه حركة الفلسطينيين
وزياراتهم للمكان، بسبب تواجد المستوطنين وعمليات الترهيب التي يقومون بها".
وتُشكّل البؤر الاستيطانية العشوائية، وهجمات
المستوطنين وطرقهم الالتفافية، خطراً على أهالي راس كركر، في حال أرادوا التوجّه إلى
العين، التي انقطعوا عنها مع بدايات الانتفاضة الفلسطينية الثانية "انتفاضة الأقصى"،
وهجروها بشكل دائم مع عام 2005.
ودفعت أطماع المستوطنين الدينية بالمقام وعين
المياه، إلى مهاجمة الأراضي الزراعية المحيطة وتخريب أشجار الزيتون التاريخية فيها
وتقطيعها، وفي بعض الأحيان يهاجمون المزارعين لترويعهم وترهيبهم كي لا يتوجهوا إلى
المكان.
ويشرح سمحان أن سلطات الاحتلال فرضت، في السنوات
الأخيرة، سياسة أذونات الدخول إلى الأراضي الزراعية، إذ سُمح بالوصول إلى تلك الأراضي
في مواسم الحراث وقطف الثمار فقط. لكن يشير إلى أن سلطات الاحتلال لم تفرض أمراً عسكرياً
يمنع أهالي القرية من الوصول إلى العين، فيما فرض تواجد المستوطنين الدائم وعمليات
الحراسة الأمنية التي يقومون بها في محيطها، والاعتداء على كل من يحاول الدخول إلى
المكان، نوعاً من التردد عند الأهالي دفعهم إلى عدم الذهاب إليها، حفاظاً على سلامتهم
وسلامة أبنائهم.
ويتواجد في المكان عدد من المستوطنين الشبان،
المدججين بالسلاح وكلاب الحراسة، وينفذون في بعض الأحيان عمليات اقتلاع لأشجار الزيتون،
في الوقت الذي يلحظ فيه أهالي قرية راس كركر، تواجد المستوطنين الدائم في العين، وإنشاءهم
غرفا حديدية ثابتة هناك، وقيامهم بعمليات ترميم وتغيير في المعالم، وكذلك تواجد مواد
بناء ومستلزمات قالوا إنها "لإنشاء متنزهات في المكان"، ما سيصعّب على أهالي
القرية إنقاذ مقامهم الديني وعين المياه التاريخية.
وفي الوقت الذي يحاول فيه المستوطنون تهويد المكان،
اشتكى أهالي القرية من إهمال وزارة الأوقاف الفلسطينية، بحسب سمحان، من عدم استجابتها
وتحركها ضد عمليات الترميم التي يقوم بها المستوطنون، على الرغم من أنهم منذ سنوات
وحتى اليوم يوجّهون رسائل إلى الوزارة يحذرون فيها من خطورة تحركات المستوطنين في المكان.
المصدر: العربي الجديد