قفل
السياسة يغلق معبر رفح ومفتاحه بيد القاهرة ورام الله
الخميس، 05
آذار، 2015
ما تزال حالة
التوتر القائمة في العلاقة مع مصر تمثل عقدة في منشار فتح معبر رفح، رغم أن الأصل أن
يعمل بمنأى عن الواقع السياسي المعقد على اعتبار أن اغلاقه يعطل مصالح أكثر من 60 ألف
فلسطيني معظمهم مرضى وطلبة وأصحاب إقامات.
ويعد اغلاق
المعبر جزءا من حالة الحصار المفروضة على قطاع غزة، إلا أن تفاقم الأوضاع الأمنية المضطربة
في سيناء وكذلك العلاقة مع "حماس" على ضوء اصدار محكمة الامور المستعجلة
المصرية قراراً يصفها بـ"الارهابية" يبدد بوادر فتحه في الوقت القريب، رغم
الحديث الدائر عن احتمال أن يشهد القطاع انفراجة خلال الايام القادمة.
وترى حركة حماس
في اغلاق المعبر خدمة للاحتلال الاسرائيلي الذي يصر على حصار القطاع وتدميره، واصفة
الاغلاق بـ"الجريمة" غير المبررة بحق الشعب الفلسطيني.
وقال المتحدث
باسم الحركة فوزي برهوم: "استمرار اغلاق المعبر يمثل تراجعا كبيرا في دور مصر
الإقليمي وتحديدا دورها في رعاية ومتابعة الملف الفلسطيني"، مطالبا القاهرة بضرورة
أن تتدارك الأخطار المترتبة على استمرار إغلاق المعبر للتخفيف من معاناة الفلسطينيين.
وعلى ضوء تأثير
حالة الإغلاق على شرائح واسعة من المواطنين الذين يرغبون بالسفر، إلا أن موسم العمرة
فقط لفت نظر رئيس السلطة محمود عباس، وعليه أوفد مستشاره للشؤون الاسلامية محمود الهباش،
إلى القاهرة لبحث مسألة فتح المعبر أمام المعتمرين، لكن الأخير عاد بخفي حنين، وجاء
يسوق الرواية المصرية في تبرير اغلاق المعبر.
وقال الهباش
في تصريح صحفي "انّ التطورات في اليومين الأخيرين حالت دون الوصول الى اتفاق بفتح
المعبر خاصة للمعتمرين، زاعما ان التظاهرات التي اطلقتها حماس في غزة والهجوم الاعلامي
على مصر عقّد الامور التي كانت في طريقها للحل.
في الأثناء
كشف مصدر مقرب من الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان شلح، عن بحث الأخير مقترحا
مع القيادة المصرية، يدفع باتجاه أن تبادر "حماس" إلى تسليم معبر رفح إلى
السلطة، أو ما يعرف بـ "حرس الرئيس"، للإشراف عليه وإدارته، ثم إعادة فتحه
من جديد أمام حركة المسافرين.
وتأتي تلك التصريحات
متناغمة مع رغبة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي اشترط قبل أيام سيطرة السلطة على معبر
رفح لإعادة فتحه أمام الفلسطينيين.
وتذهب احتمالات
المراقبين نحو مزيد من التدهور في العلاقة مع القاهرة على ضوء الازمة الانسانية القائمة
في غزة، والتي تعكس رغبة واضحة من مصر بممارسة مزيد من الضغط على القطاع، غير أن القيادي
في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ذو الفقار سويرجو ذهب إلى اتجاه معاكس تماما في وصف
العلاقة المتوترة مع مصر.
وقال سويرجو
"إن الوضع يذهب نحو الانفراج النسبي تجاه القطاع، وإن القول بان غزة ستواجه ضربة
عسكرية مصرية هو ضرب من الخيال، خصوصا أن هناك ارادة مصرية جديدة للتغيير".
بيد أن محللين
سياسيين رأوا في استمرار السلطة الوقوف موقف المتفرج من الأزمة الانسانية الخانقة التي
خلفها اغلاق المعبر خصوصا على صعيد المرضى واصحاب الاقامات، مبررا للقاهرة في استمرار
اغلاقه.
وقال المحلل
السياسي تيسير محيسن، إن عرقلة فتح المعبر جزء من جملة قضايا تتعلق بالمصالحة الفلسطينية،
وتعطي مؤشرا واضحا على رغبة السلطة اخراج حماس من اللعبة السياسية.
وأشار محيسن
إلى أنه ليس هناك ما يمكن أن يعيق السلطة من الدفع باتجاه فتح المعبر، معتبرا أن مبرر
وجود موظفي حماس في المعابر يحول دون تشغيلها، غير مقبول.
المصدر:
الرسالة نت